الأكرم : ( حلاّب الدموع من ثدي العيون ) صلاح الدين مصطفى تحية طيبة لك
ببنانك الذي قصم الظهر ، فأنت بما تكتُب تدُر علينا أثداء المواجع ، فكلنا أطفال يشُدنا الحزن إلى أشجاره الوارفات بالحنظل . ليست الأيام القادمة مثل التي قبلها ، لقد مكر علينا أصحاب السلطة التي انتزعاها ليس بمقدرة الفرسان ، ولا بالكفاءة ، بل بالقوة التي غضت الطرف عن العدل ، والتفت على القوانين ، ليكون القوي هو صاحب السلطان **
دور المتعلمين والمثقفين في التذكير بمخاطر الوطن
في كل منعطفات الدولة السودانية التي لم تتشكل بعد ، تتخلق أزمة . لأبناء الوطن بكل مكونات أصولهم ومنابت ميلادهم وتركيبهم الطبقي واختلافاتهم الثقافية والطائفية والحزبية مسئولية عما يحدث . بعضهم أسهم بالقدح المعلى ، والبعض كان إسهامه قليلاً ، وكثير من أبناء الوطن لم يكن لهم دور في أزمة الوطن . صحت المقولة أو لم تصح من أن السودان بطبيعته الجيوبوليتيكية آيل للتفكُك من صراعات أهله ، وتأجيج نيرانه بإيديولوجية رغب البعض منا " إعادة صياغة الوطن والمواطنين " بأكثر من اسم وتحت أكثر من راية . ولما فشل البرنامج ، سعت تلك الفئة لتمزيق الوطن ، لتستأثر ولو ببعض ما يتبقى منه. لم يكن هذا المشروع الإيديولوجي وطنياً ، بل أجنبياً أباً عن جد . يتحلّق صانعوه في كل منعطف ، في محاولة منهم لإصلاح ما أفسدوه ، ولبس هذا الجسد الغريب لباس أهل السودان وهو لا يشبههم . صار الطامعون في ثروات الوطن : أرضه وماءه وكنوز باطن الأرض ، يتقاطرون من كل حدب وصوب . وجاءت أقطاب الدنيا وحلت بخيلها وخُيلائها في هذه الأرض التي تعذب أهلها الطيبين بلا وزر ! كان للمتعلمين في ثلاثينات القرن الماضي دوراً في نهوض المقاومة ضد المُستعمر ، وهو نضال كل شعوب السودان قاطبة من أقصاها لأدناها . وكان أن رفعت راية الديمقراطية والتحرر ، واستجلبت ذات القوانين التي تحكم المملكة المتحدة ، لتكون شاهداً لنيل العدالة والحرية والكرامة . لقد انقلب الذين أهلّهم المُستعمر أن يكونوا وسطاءه للجباية وسيطان القهر ، ليصبحوا ضد المُستعمر ، ورفعوا راية الوطنية رغم اختلاف مذاهبهم وأطيافهم وأصولهم . نيفاشا : لم تكُن اتفاقية " نيفاشا " إلا وثيقة بين فئتين ( المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ) وتم عزل جملة أهل السودان ، وتحت ذريعة وقف الحرب استسلم الجميع لمسايرة تلك الوثائق التي بشّرت بالحريات الديمقراطية ، ولكنها أعطت سلطة (6) سنوات للفئتين السابق ذكرهما : 80% من البرلمان المُعيّن ، ومنحتهما حق مصير ( ابيي ، جنوب النيل الأزرق ، جبال النوبة ) وخروج أهل تلك المناطق من حقوقهم المدنية . الحدود : لم يكن السودان ومنذ تاريخه القديم إلا شاملاً شعوباً وقبائل لا رابط بينها سوى المواطنة في وطن خطّ حدوده المستعمر ، دون مراعاة لطبيعة البشر وشراكتهم في الأرض والثقافة والأصول ، فبدت الحدود مشوهة ، كسرت وجدان تلك الشعوب التي تسكن قرب الحدود الدولية ، وبانشغال أهل السلطان بصراعاتهم اقتطعت الدول المجاورة من أرض السودان ما شاءت ، وبعلم أهل السلطان فماذا فعلوا ؟ ولماذا يتحمل أهل السودان كلهم تبعات هذا الإهمال ؟ أين قوات الحدود ، بل أين درع الوطن وقواته المسلحة ؟ الانتماء: ينتمي الفرد منا منذ ميلاده للأسرة ثم السلالة والقبيلة ثم المدينة أو القرية ، ثم الإقليم أو الولاية ، ثم الوطن ، ثم الإنسانية ، ثم الكون في أعلى قمم الإنسان الحُر دفاعاً عنه من التدمير اليومي للذين لا يعلمون أو للذين يعلمون ومصالحهم ضد البيئة الصحية للكون وساكنيه .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة