الرائد تفتح نيرانها علي عضو المنبر محمد عثمان بسبب مقال يفند اوهامها

Quote: كبسولات اجتماعية05 / 11 / 2010 04:03:00 حجم الخط: حال بعض أصحاب القلم وهم يحاولون التطاول مثل حال الرجل الذي يحلق شاربه لأول مرة، فهو يشعر بأنه تحول إلى شخص آخر، فالشارب كان جزءاً رئيسياً من شخصيته ولم يتوقع يوماً انه سيتخلى عنه، وعندما تنازل عنه بإرادته وبقناعة شعر بالاهتزاز.. وهو أيضا مثل حال سارق الحي (حرامي الحلة) الذي يكثر من الالتفات بعيون زائغة فهو دائم التوتر خشية من افتضاح أمره. تضخم الذات حالة نرجسية تجعل صاحبها مهوس بالاستهداف الدائم من قبل كل الناس مما يعيق لديه القدرة الذاتية على رؤية الأمور كما هي وبأحجامها الحقيقية.. الحيوانات الضعيفة تسيطر عليها هذه الحالة أيضا؛ فمن سلوكيات بعضها إضفاء هالة من القوة الوهمية مثل الضفدعة التي تملأ نفسها بالهواء كي تظهر أكثر ضخامة أمام كل من تراه ممن تظن أنه يضمر لها شرا وهي تفعل ذلك ظنا منها أنها بذلك تخيف أعدائها وتنجو بنفسها، وقد كشفت عادة الضفدعة منذ أمد بعيد ولم تعد تنطلي حيلتها على أحد حتى غدا أمر اصطيادها من أسهل الأمور. العجب بالنفس داء عُضال يمسك بتلابيب البعض.. وهو السرور والفرح بالنفس، وبما يصدر عنها من أقوال أو أعمال سواء أكانت هذه الأقوال، وتلك الأعمال خيرا أم شرا، محمودة أم غير محمودة.. ومصيبة هذا الداء أنه يجر على صاحبه الاستخفاف بالناس، وفيهم بلا شك من هو خير منه.. فإن أعجبت بعقلك ففكر في كل فكرة سوء تحل بخاطرك وفي أضاليل الأماني الطائفة بك، فإنك تعلم نقص عقلك حينئذ.. وهو كذلك اغترار المرء بنفسه واعتباره لها فوق ما هي عليه من علم أو مال أو جاه، وينشأ عن الجهل بحقيقة النفس وقيمتها وخفة العقل. الأنانية ضرب من ضروب التسلّط وهي حب النفس المطلق.. يقول الفيلسفوف الإنجليزي توماس هوبز: "إن الإنسان ذئبٌ لأخيه الإنسان" فالناسُ تتقاتل فيما بينها لأن كل واحدٍ يبحث عن مصلحته دون سلطة تكبح جِماحه. لكن جان جاك روسو وهو فيلسوف فرنسي انتقد هوبز في فكرته تلك وقدم بدلا منها فكرةً أخرى وهي "إن الإنسان طيب بطبعه ولكن المجتمع هو الذي يُفسده". سواء اتفقنا مع هوبز أو مع روسو، فإن الإنسان الأناني يمثل حالةً مرضيةً في حياتنا الاجتماعية.. ولذا عملت التربية الإسلامية على تحرير الإنسان من الأنانية، وعبادة الذات، وتصحيح سلوكه على أساس توازن العلاقة بين الأنا وذات الآخرين, لتتوازن الحياة الاجتماعية. خمس يطمسن خمس: الزور يطمس الحق، والمال يطمس العيوب، والتقوى تطمس هوى النفس، والمن يطمس الصدقة، والحاجة تطمس المبادئ.. وخمس يؤدين إلى خمس: العين إلى الزنا، والطمع إلى الندم، والقناعة إلى الرضا، وكثرة السفر إلى المعرفة، والجدل إلى الخصام.. وخمس يكبرن خمس: النار بالهشيم، والشك بسوء الظن، والجفاء بعدم الإحسان، والخصام بعدم الصفح، والقطيعة بعدم السؤال.