|
الجزء الثاني والاخيرة/رفيدة ياسين - قصتي مع سلفاكير (2-2)
|
Quote: قصتي مع سلفاكير ....! (2-2) كتبت: رفيدة ياسين [email protected] ها أناذا مرة أخرى بالعاصمة الجنوبية جوبا لأجدها في طقس مشمس مطير وكعادتها تتلفح بأشجار الأبنوس وتزدان بالفواكه الإستوائية كما تتلفح العروس بثوبها، فمنذ إطلاق صحيفة (السوداني) في مرحلتها الجديدة، وانضمامي لفريق العمل الصحفي بها، وأنا أطلب من رئيس القسم السياسي الاستاذ ماهر ابو الجوخ ورئيس التحرير الأستاذ ضياء الدين بلال، ترتيب رحلة عمل للجنوب بغرض التركيز على مجموعة من القضايا ذات العلاقة بالاستفتاء الذي بات على الأبواب، ووجدت تأييداً كبيراً، صاحبه توفير الصحيفة لكل آليات العمل للسفر إلى هناك لتغطية مؤتمر الحوار الجنوبي، ومن ثم انجاز المهمة الخاصة، والتي تعني لي من البداية حوارا مع رئيس حكومة الجنوب بالإضافة لإجراء بعض المقابلات الصحفية مع قيادات جنوبية بارزة، وبالفعل وصلت لمدينة جوبا صباح يوم 14 أكتوبر الماضي، للحاق بثاني أيام المؤتمر الذي كان مقرراً له أن ينتهي في الخامس عشر من نفس الشهر، وكانت الصحيفة قد سمحت لي بقضاء خمسة أيام فقط هناك، لكن تمديد فترة المؤتمر من ثلاثة لخمسة أيام، بدّد كل الوقت الذي كان مقرراً لي في تغطية الحوار الجنوبي الذي كان يستغرق اليوم كله، فاضطررت لتمديد فترة إقامتي بجوبا من خمسة لعشرة أيام، التقيت خلالها برئيس هيئة أركان الجيش الشعبي جيمس ووث، وعدد من القيادات الجنوبية الأخرى بالإضافة لانجاز عدد من التحقيقات في المدينة، ومنذ وصولي إلى جوبا وأنا أحاول التقاء رئيس حكومة الجنوب الفريق أول "سلفاكير ميارديت" عبر مفاتيح لقائي الأول من خلال نافذين في الحركة الشعبية وحكومة الجنوب وعدد من رجاله المقربين، رغم علمي أن لقائه في هذا التوقيت أمر صعب للغاية، لأسباب عديدة أولها أن الساحة السياسية الجنوبية كانت مرتبكة وخريطتها غير واضحة المعالم، فالحوار الجنوبي تأجل ختامه أكثر من مرة، وغير معروف ما إذا كان مجلس التحرير القومي الذي تأجل أيضا مرات ومرات سينعقد أم لا..!؟... هذا إلى جانب ما كان يتواتر من أنباء حينها عن احتمالات تأجيل إجراء الاستفتاء... كل ذلك كان يقلل من فرص نجاحي للقاء الرئيس.. بيد أن ختام الحوار الجنوبي وبعد مخاض عسير استغرق خمسة أيام متتالية انتهت بوحدة الصف الجنوبي أعاد لي بارقة أمل في إمكانية ذلك، فكانت مدينة جوبا كلها ترقص فرحا بالتئام البيت الجنوبي...لكن ظروفا مرضية ألمّت بالرئيس حالت دون التقائي به رغم الوعود التي تلقيتها أكثر من مرة من طاقم مكتبه الكبير، بأنني سألتقيه ولو لدقائق بعد الحوار الجنوبي، الذي كان قد تبعه زيارات متتالية لعدد من المسؤولين الإقليميين والدوليين أبرزهم وزيرا الخارجية والمخابرات المصرية احمد ابو الغيط وعمر سليمان، أعقبتهما زيارة لرئيس جنوب افريقيا الاسبق ثامبيو امبيكي، ليُختتم زخم هذه الاستقبالات بزيارة مسؤول العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي السيناتور "جون كيري"، لكن توجه سلفاكير برفقته إلي الخرطوم حسم كل الاحتمالات يومها، وأغلق كل الأبواب أمامي بانتهاء العشرة أيام دون التقائه، ففقدت الأمل تماماً يومها، ومن ثم قررت العودة إلي الخرطوم، وخيبة أمل وشعور بالفشل يسيطرا علي بعودتي خالية الوفاض دون تحقيق هدفي الأساسي من رحلتي إلي جوبا....علي الرغم من التعليقات التي كنت اتلقاها بان تغطية (السوداني) للحوار الجنوبى كانت مختلفة، بالإضافة للتعليقات التي جاءت للصحيفة على حوار رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي جيمس ووث وهو يدلي بتصريحات نارية حول قضايا مهمة وحساسة. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|