|
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح (Re: عبد الحميد البرنس)
|
فجأة، سقط قلبي تحت أقدامي. ثمة شيء ثقيل يسحب روحي إلى أسفل. ثمة غلالة ملحية تعشي عينيَّ. ولم أعد أسمعه. لم أعد أقوى حتى على الوقوف. وللحظة خيل إليَّ أن الحياة ليست سوى خيوط معلقة على ضحكة القدر الساخرة. بعد نحو شارعين، أوثلاثة، من تقاطع شارعي تورنتو وسيرجنت، توقف ياسر كوكو تماما عن الحديث. رأيته وهو يهرول بغتة نحو الجانب الآخر من الشارع. يكاد يقفز من فرحة بينما يُشرع ذراعيه نحو سمانتا رأسا. بدتْ هي في حضنه مرتبكة. وكنت أتابعهما من الجانب الآخر للشارع بكل ذلك العناء. كان صديقها الآسيوي بعينيه المبتسمتين يقف غير بعيد منهما. ولا يزال برغم دفء الجو متدثرا داخل بالطو الصوف الأسود الطويل. كما لو أن شعره المهمل أكثر ثقلا في ميزان الرهبة من سائر جسده الضامر النحيل. أخيرا، عاد ياسر يمشي إلى جواري. في عينيه فخر وتيه وإبتسامة لا نهائية ولسان حاله يقول بالنبرة القديمة الواثقة نفسها "انظر إلى أخيك، يا حامد، كيف يسحر النساء هنا، في كندا نفسها، أرأيتني، يا حامد"؟.
ثمة خوف، لا شيء آخر سوى الخوف، الخوف يملأ جوانح نفسي، يتدفق، ووخذ الأسئلة يثقب رأسي المثقلة بقسوة في غير مكان. يا إلهي، "ما ألطفك"، قلت في نفسي. هناك، داخل تجويف صدري، لا يزال قلبي يواصل دقاته بعنفٍ وتسارع، بينما خيوط من العرق شرعت تنسكب تباعا من على جبيني كما لو أنني أقف غير بعيد من فوَّهة بركان على وشك الانفجار في أية لحظة. سألته بصوت راعش "ياسر، إنت شفت البت دي قبل كدا". قال "كتير كتير، يا حامد، ها ها ها". قلت "عملت معاها شنو، يا ياسر"؟!.
قال "راجل ومرة في سرير واحد، يعملوا شنو"؟.
واصلت استجوابي بصوت ميت هذه المرة:
"كم مرة ضاجعتها، يا ياسر".
قال "ها ها ها، كتير، كتير كتير".
سألته متعلقا بخيط الأمل الأخير:
"كان عندك عازل طبي".
قال "دا بت نضيف، خلي عندك وجهة نظر، يا حامد"!.
واقتربنا كثيرا من جامعة وينبيك.
بدا لي بورتيج بليس القريب في ثنايا تلك اللحظة الكابوسية بعيدا ونائيا تماما. لم تعد قدماي تحملانني أكثر على المسير. حلقي جفَّ تماما. جلست على إحدى تلك الدرجات الحجرية المتعاقبة لبوابة الجامعة الخلفية مثل يتيم حار دليله. وضعت يديَّ على رأسي. وانفجرت في نوبة عالية من البكاء. كان صوته يتناهى إلى مسامعي من حين لآخر حائرا ملتاعا متسائلا في تعاطف وشفقة غامضين "حامد، يا زول، إنت كويس". كلما جاوبته في سري كلما زاد بكائي "هذه البنت مريضة بالإيدز، يا صديقي".
يتبع:
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-06-10, 01:00 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-06-10, 01:05 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-06-10, 01:16 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-06-10, 04:07 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-06-10, 05:13 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-06-10, 06:31 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-06-10, 11:05 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-13-10, 10:35 AM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | محمد يوسف الزين | 11-13-10, 11:07 AM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | ابو جهينة | 11-13-10, 12:29 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-13-10, 02:25 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-13-10, 06:18 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-13-10, 07:29 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-13-10, 08:40 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-14-10, 00:28 AM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-15-10, 06:26 AM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-15-10, 01:06 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-15-10, 11:57 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-16-10, 02:01 AM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-16-10, 02:40 AM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-16-10, 08:52 AM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-16-10, 09:23 PM |
Re: حين سعى عمر وراء جيسيكا بخراج روح | عبد الحميد البرنس | 11-17-10, 06:00 AM |
|
|
|