إتجاه لبناء حلف السودان الجديد ووحدة القوى الجديدة ...

Quote: قوى السودان الجديد ... خطوات تنظيم ...!! عباس محمد براهيم: الصحافة «الكثيرون يعيشون وحدة السودان على صعيد الشعارات ، بينما يحيون عملية بناء الدولة الانفصالية . ونشوء المركزيات الاثنية في الاطراف ، حتى الوحدويون منهم يفكرون في الوحدة بينما يبنون الانفصال ، فيما يبدو أن الجميع تخلى عن الحلم بسودان موحد ديموقراطي مستقل، مذعنين للفوضى المرعبة التي يمثلها السودان الراهن» أحمد ضحية . لنتخذ زيارة نائب الرئيس علي عثمان الي جوبا واجتماعه بالنائب الاول سلفاكير ميارديت مدخلا لتساؤلات قمنا بطرحها بعد اجتماع نواب الرئيس واعلانهم عن وقف التصعيد الاعلامي والسياسي بعد الحملة الشرسة والحرب الكلامية التي اندلعت بين الشريكين عقب عودتهما من نيويورك تقودنا لتساؤل عن مستقبل منظومات السودان الجديد عقب الاستفتاء حال اختيار الجنوبيون قيام دولة جديدة ، كل المؤشرات تؤكد قرب ميلادها وقبل البحث عن اجابات لابد من تثبيت ان كل المنظومات الحديثة «المؤتمر السوداني « حركة حق ، التحالف الوطني السوداني ، الحزب الليبرالي السوداني » والتي تقاسم الحركة الشعبية خطاب بناء الدولة وفق معايير جديدة ظلت تفتقر للسند الجماهيري شمالا وتتخذ قوتها من شريحة المثقفين والطلاب بجانب عدم التأثير بالجنوب الا انها مع ذلك ظلت في الاونة الاخيرة حاضرة بشكل كبير في تحالفات المعارضة وفي الانتخابات الاخيرة قدمت نفسها وخاضت الانتخابات في مستويات مختلفة وبانتشار واسع ، حتي مؤسسة الرئاسة كانت لها مشاركة خاضها التحالف الوطني السوداني وقدم رئيسه السابق العميد معاش عبدالعزيز خالد ، لكنه خرج خاسرا ، الان يفصلنا من التاسع من يناير الموعد المحدد للاستفتاء اقل من 3 اشهر ولاشك ان الكل بدا قانعا ان الانفصال واقع حال قيام الاستفتاء كما هو معلن وهو الخيار الاقرب مقارنة بالوحدة التي باتت اقل حظا ، هذا هو العنوان البارز في ساحة البلاد السياسية لكن دعونا نركز بحثنا الان عن مستقبل تلك القوى بالدولتين حال انفصال السودان ، وما هو مصير تأثيرها الذي بدأ يتشكل في الاونة الاخيرة ، وهل صحيح ان خطابها الذي ظلت تراهن عليه بدأ في العد التنازلي وفي انتظار تشييعه مع انفصال البلاد، امر رفضه رئيس التحالف الوطني السوداني امير بابكر وتمسك بطرحهم الاستراتيجي المتمثل في التوجه نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية موحدة استوقفته ان شعارهم المرفوع للدولة لا يسعه الوقت حتي يتحقق لكنه رد سريعا احتمال الانفصال وارد لكن لايعني انتفاء البرامج والاهداف التي نعمل ونناضل من اجلها ، واردف نحن مؤمنين بحق تقرير المصير ونعمل من اجل تحقيقه لشعب الجنوب وحال الانفصال لن نسقط شعاراتنا لنحافظ على ماتبقي من سودان بجانب المحافظة على استقرار الدولتين ، فالتحالف السوداني الذي خاض من قبل تجربة العمل المسلح بجانب الحركة الشعبية بشرق السودان لايستبعد اعلان حزبه بدولة الجنوب وممارسة العمل السياسي بشكل منفصل ووفق ترتيبات، قال رئيسه انه سيتم تدارسها الان لكنه ربطها بما ستسفر عنه ترتيبات ما بعد الاستفتاء في اشارة منه للجنسية المشتركة، الامر المختلف حوله بين الشريكين حاليا ، الا ان الامين العام للمؤتمر السوداني عبدالقيوم عوض السيد قطع بعدم اسقاطهم لعضوية اي من اعضائهم الجنوبيين، وقال ان الانفصال بشكل عاطفي يدفع عددا من عضويتنا من جنوب السودان للانزلاق خلفه، لكن بشكل عقلاني الكل يتمسك بالوحدة حتي الذين ينادون بها الان في حكومة الجنوب ، وقال سنلجأ لفصل الهياكل لكن نحن ننظر للانفصال بانه قرار سياسي لن يعطل عملنا من اجل وحدة البلاد، وطالب بالعمل والضغط من اجل تسوية سياسية، قال ان الزمن كافي لملاحقتها وتحقيق وحدة وفق شروط، لافتا الي ما ذهبت اليه القوى السياسية تجاه هذه الرؤية يمكن تأجيل الاستفتاء لحين الاتفاق حولها ، اثنان اذا من هذه القوى تشدد على ان خطابها لن ينتهي بعد وتأمل في لعب دور جديد في كل الاحوال ، لكن هل سيرحب بها الشمال حال الانفصال، سؤال لم نجد له اجابة، لكن ضمانات وجودها بالجنوب اكدها نائب رئيس البرلمان اتيم قرنق الذي تحدثنا اليه عبر الهاتف امس، وقال من يملك قاعدة بالجنوب نرحب به ولن نحجر علي حزب، لكنه تساءل عن طرحها الذي ستطرحه، واضاف الاحزاب الإسلامية لن تجد قاعدة بالجنوب، وقبل ان ينهي حديثه اشار الي ان الامر ستحكمه شروط على رأسها العضوية المطلوبة لتسجيل حزب سياسي بدولة الجنوب، وكانت واضحة من حديثهم عن اعلانهم لتلك الاحزاب، بل ذهب عبدالقيوم الي انهم يملكون الان حزبا فعالا بالجنوب ، فالعلاقات والتقارب بين الحركة الشعبية وقوى السودان الجديد رغم الفتور الذي ضربها مؤخرا يدعم حظوظ وجودها جنوبا ، لكن في الشمال فتبدو الخطوات التي المح لها المسؤولون الحزبون بتلك المنظومات تعتبر تحسبا لاية حالة تضييق محتملة حال الانفصال ، فحسب ما نقلته مصادر ولم تنفه بشكل قاطع الاحزاب التي تحدثنا اليها ان مساعي الوحدة والعمل المشترك انتظمتهم في الفترة الاخيرة وسوف تكشف عنها الايام القادمة حسب ما قاله المسؤول السياسي للمؤتمر السوداني منتصر ابراهيم الزين، ولم ينفه امير بابكر رئيس التحالف الوطني السوداني ، لكن للاسف لم نستطع معرفة رأي حركة حق والحزب الليبرالي السوداني لكن من تحدثنا اليهم اكدوا توافق الجميع علي ضرورة العمل بشكل مختلف وموحد ، وقال امير بابكر امس ان هنالك خطوات جادة يقودها الجميع لتشكيل تيار السودان الجديد بشكل واسع لمجابهة الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد ، ولم يستبعد ان يسفر الامر عن وحدة كاملة وادماج هياكل لتلك المنظومات في ما بينها ، واشار الي ان الحركة الشعبية كانت جزءاً من ذلك الحوار في مراحله الاولي حديث اكده المسؤول السياسي لحزب المؤتمر السوداني منتصر ابراهيم الزين ، حينما اخبرنا عبر الهاتف عن جدية تلك الخطوات، واشار الي وجود لقاءات مستمرة لمناقشة المساعي، لافتا الي اتفاقهم على الدفاع عن الحقوق السياسية والمدنية لابناء الجنوب الموجودين بالشمال عقب الاستفتاء وقيام دولة بجنوب السودان هو اهم برنامج ينتظرهم الا ان عبدالقيوم استبعد ان يفضي الحوار في مابين قوى السودان الجديد الي وحدة واندماج في الوقت الراهن ، عازيا الامر لظروف المرحلة الحالية التي تمر بالبلاد ، حتي وقت متأخر كانت هواتف المسؤولين بحركة حق والحزب الليبرالي مغلقة ، ولم نتحصل منهم على تعليق ، لكن ما تحصلنا عليه من المؤتمر السوداني والتحالف الوطني السوداني يكشف عن خطوات تنظيم تسابق الزمن داخل قوى السودان الجديد .