|
Re: الصحافة زلط ...مكان الترابي سقط...بداية الكارثة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
Quote: لقد أفرحني حتى الثمالة و أطربني حتى النخاع الفوز التاريخي الذي حققه المؤتمر الوطني وحلفاؤه في الانتخابات. لكن ما أفرحني أكثر من ذلك هو (سقوط الترابي), في آخر محاولة له للعودة إلى الحياة السياسية, بعد أن طرد منها. وأقول آخر محاولة لأنني لا أعتقد أن العمر والصحة ستمكنان الرجل من تكرار المحاولة. لعل القارئ العزيز يذكر أن آخر مقال لي عن الرجل كان قبل أقل من أسبوع, وللمفارقة كان بعنوان (سقوط) الترابي في الفاشر, حيث استعرضت في ذلك المقال ما دار من أقوال (مشينة) رددها الترابي حول الرئيس البشير في ندوة أقامها الرجل في الفاشر.
ولعلكم تذكرون أنني تساءلت في صيغة هي أقرب إلى التقرير و(التأكيد) منها إلى التساؤل عما إذا كانت تلك ستكون (آخر) سقطات الترابي, وتذكرون أيضاً (معليش) أنني قلت لكم إنها لن تكون (السقطة الأخيرة) وقلت لكم إنه سيسقط وسأعود إليكم لأذكركم بقولي انه سيسقط! لكنني كنت أظن أن سقطته ستكون من شاكلة حديث الفاشر. لم أكن أدري أن السقوط سيكون سقوطاً (حسياً) في الانتخابات. ويطربني أكثر أن الذي (نعى) الترابي وسار بذكر سقوطه هو الترابي نفسه. لم ينتظر المفوضية. عقد الرجل مؤتمراً صحفياً في بيته وأعلن أنه لن يدخل البرلمان لأنه (يا حسرة) حصل على (2) في المائة فقط. لم يكن الرجل يعلم أنه بذلك يزف أسعد نبأ لشعب السودان. لست أدري كيف حصل على هذه الـ (2) بالمائة؟ الرجل قام بكل ما يمكن أن يقوم به من أجل دخول البرلمان. ان ترشيح عبد الله دينق نيال لم يكن من أجل تقديم (جنوبي مسلم) ليكون الرئيس القادم للسودان. الترابي يعلم أن ذلك خيال. الترابي ابتعد من الترشيح لرئاسة الجمهورية و رشح نفسه في النسبية لأنه كان يعتقد أنها يمكن أن تقوده إلى البرلمان الذي طرد منه في (4) رمضان. ومثل أشعب, لقد أطلق (الإشاعة) و صدقها, و جرى وراء أصحابه الذين صدقوا أيضاً حكاية النسبية, و وصل بهم (السفه) و خفة العقل درجة أنهم بدؤوا يجمعون (الخرز) لتنصيبه رئيساً للجلسة الأولى للبرلمان الجديد بحكم عامل السن. لم يدركوا ولن يدركوا أن (الإنقاذ) لا تترك أي شيء (للصدفة), خاصة إذا كانت تلك الصدفة يمكن أن تجعل الترابي ينتصب على منصة البرلمان! ولم يكونوا يعلمون أن الشيخ عبد الحكم طيفور أمد الله في أيامه (جاهز للمهمة). ومن أجل ذلك أعلن الترابي أن الانتخابات ليس فيها تزوير. بعد أن أدرك أنه سيسقط, أعلن بذات (الجرأة) أن الانتخابات بها (تزوير واسع)! الفرق بين التصريحين يومان فقط. الشعب لم يصدقه في المرة الأولي لأنه كان يعلم دافعه من ذلك القول, ولم يصدقه في المرة الثانية لأنه كان يعلم أن الترابي قال ذلك بعد أن تيقن من السقوط! لكن العجيب أن الترابي قال إن السبب في سقوطه هو (التزوير), مع ان التاريخ يقول إن السقوط الانتخابي (مبارى) الترابي من ما الله خلقه. بعد أكتوبر, رشحنا الرجل عند (أهله) في دائرة المسيد, وصرفنا نصف ميزانيتنا المرصودة للانتخابات في تلك الدائرة, وأسقطه المرحوم مضوي محمد أحمد. لقد كانت مواردنا ضعيفة, جمعنا الأموال مثل (دم الحجامة) ولكنه سقط. بعد الانتفاضة, رشحناه في دائرة الصحافة وحسبنا الناخبين (على اليد) وبعد أن تأكدنا بنسبة (100) في المائة أن (الأمين العام) فائز لا محالة, أيضاً صرفنا نصف ميزانيتنا الانتخابية على دائرة الصحافة ولكنه أيضاً سقط. إذن السقوط من (شيم) الرجل. المفارقة هي حكاية التزوير هذه المرة. أنا ألوم الذين (زوروا) الانتخابات لكي يسقطوا الترابي. لقد كانوا من (الغباء) بحيث أنهم بعد التزوير سمحوا له بأن يحصل على (2) في المائة. أنا (يمين بالله) لو كنت معهم لما سمحت له بأكثر من الحصول على (صوت واحد)!
|
http://alakhbar.sd/sd/index.php?option=com_content&task...&id=12192&Itemid=341
|
|
|
|
|
|