|
Re: قونقليز (Re: هشام آدم)
|
بفراسة المشتاق للخمر، والمتلهف عليها استطاع أن يستدل على بيت أكيج دينق في ظلام العيكورة الدامس، ولم يكن يصعب عليه ذلك، فملامح القرية لم تتغير كثيرًا. نفس البيوت الجالوصية الفقيرة، وغيطان البرسيم والباذنجان البائسة، وحظائر الحمير والمواشي المبنية من الطين والمسقوفة من خشب السدر الهش وسعف النخيل اليابس، ونفس الأرض الترابية يتمدد عليها خط طويل، متعرج ومنهوك، هو طريق مرور العربات الوحيد في القرية.
كانت حانة أكيج المتواضعة تقبع في هدوء على ضفة النيل الأزرق، أمام ساحة بائسة كانت فيما مضى مربضًا للخيول، ثم كمائنَ لتصنيع الطوب الأحمر، ومازالت مداميك الطوب منتشرة في المكان كمدائن من المكعبات الصغيرة أو شواهد قبور فرعونية، وضوء البدر شبه المكتمل يترك بقعًا من الضوء على المكان كوجه أفريقي في طقس وثني خاص؛ لتمنحه بذلك سريالية إضافية، استفاد منها في تخليق حالة من الشجن المتفرد.
استشعر مثالية اللحظة من رائحة الخمر التي تمكنت من اختراق أنفه والاستقرار في دماغه، وأعادته، برفق، إلى ذكريات أوشك على نسيانها؛ فراحت تمر في مخيلته الواحدة تلو الأخرى. "زمالة الخمر لا تنسى بسهولة!" هذا ما ردده الكثيرون، وما تذكره وهو يلج الحانة أخيرًا.
في أزمنة غابرة كان شرف الدين أحد مرتادي حانة أكيج المواظبين على الحضور كل ليلة، وكان لا ينسى أن يجلب معه في كل مرة هدية يعبر بها عن امتنانه العظيم بصناعتها المتقنة: ثياب، وملايات، وأواني منزلية مستخدمة، وفانوس زيتي، وملابس داخلية يسرقها من خزانة أخواته؛ حتى أنه قدم لها ذات ليلة ساعة يدوية من الجلد الطبيعي.
شهد معها مواسمها الخاصة، عندما كانت تحتفل بأعياد الميلاد المجيدة، ومعها تعرف، لأول مرة، أسرار رقصة الأرداف السحرية، وعندما قدمت أختها رابيكا من جوبا، كان قد شارك في احتفالهم الأسري المصغر، وحتى عندما وضعت رابيكا مولودها الأول، من زوج لم يره، كان حاضرًا، واقترح تسميته (قاسم)؛ ففعلوا رغم كونه اسمًا عربيًا. عايش معها كل لحظاتها الحزينة والسعيدة؛ فتجاوز بذلك، عندها، كونه زبونًا اعتياديًا؛ فكانت تخصه بالنخب الأول من الخمر التي تصنعه.
يذكر تلك الليلة التي أفرط فيها في الشراب، وسقط في إحدى حفر الكمائن، ولم يتمكن من العودة، كيف أنها حملته، بمساعدة بعض أنصاف السكارى الذين تواجدوا ليلتها، وهيأت له فراشًا للنوم، وأحاطته برعاية كاملة. أمضى معها أربع ليال متتالية، لم يحتج فيهن للخروج، ولم يتذكر مسئولياته المرتبطة بعالمه الخارجي، كما لم يشعر بأنه غريب عن المنزل، وتزامن ذلك مع عدد من المناسبات الأسرية الخاصة بها. ابتسم وهو يتذكر استقبال أسرته له، بعد اختفائه الغامض، كاستقبال العائد من الحرب، واكتشافه أنه فوّت احتفال العائلة بختان أحد أبناء أخته الكبرى، ولا يتذكر ختان مَن مِن أبنائها كان.
على عكس ما توقع، فقد استقبلته أكيج ببرود واعتيادية جعلته يلجأ فورًا إلى ركن قصي، ويجلس في هدوء منتظرًا أن تحضر له كأس الخمر. تغيرت خانة الخمر كثيرًا، والجدار الغربي الذي كان منهارًا انتصب ببعض الطوب الأحمر المتكسر، وثمة راكوبة جديدة، شيدت من أعواد الخيزران، مغطاة بقطعة من الخيش مثبتة بحجارة عملاقة، وغرفة جديدة مبنية من اللبن وروث البهائم والقش اليابس، يتدلى من داخلها قماش رث جُعل كباب لها، وسكان المنزل ازدادوا عددًا وحركة.
لاحظ وجود كـلـب غريب الأطوار يرقد في هدوء تام، ظنه ميتًا للوهلة الأولى، لولا حركة ذيله المتوترة. يرفع رأسه في لامبالاة واضحة عندما يستشعر حركة قريبة منه، ثم يعود ليدفن رأسه بين ساقيه من جديد. ملامحه بائسة؛ بل ومعبرة بصدق عن البؤس واللارغبة في أي شيء. شعره الخفيف كالثوب الرث الذي لا يستر جسدًا ولا عورة، وأنفه الرطب يحوم حوله رهط من الذباب؛ فلا يهشه عنه ولا يتذمر، وكأن الأمر لا يعنيه في شيء.
في الجهة الأخرى من الحانة، كان رجلان ضخما الجثة يضحكان بصوت عال، وهما يتبادلان الأحاديث الماجنة. كان صوتهما كصوت رعد مُأنسن، فتوقع أن تطردهما أكيج من أجل ذلك، ولكنها لم تفعل. في الحقيقة لم يكن في كلامهما ما يُضحك على الإطلاق، ولكنه راح يراقبهما بنصف اهتمام، ريثما تأتي له أكيج بالخمر، وابتسم معلقًا على تصرفاتهما الخرقاء: "هكذا يكون الأمر عندما يسكر الجهلاء والأغبياء!" كانت له فلسفته الخاصة في الشراب، فكان لا يرى للأغبياء والجهلاء حاجة لمعاقرة الخمر؛ إذ لا يرهقون عقولهم في أمر، لتستحق عليه المكافأة بالغياب الجزئي، فعقولهم، بالنسبة إليه، غائبة فعلًا.
جلس في تأدب حتى قدمت أكيج، وهي تحمل كأس الخمر، وهمست بصوتها الحاد، ولكنتها العربية الركيكة: "زوجي ذلك الجالس أمامك، فلا تتهوّر كما هي عادتك." عندها فطن لمعاملتها الفظة، وعاد يبتسم من جديد ويستشعر دفء المكان وحميميته، ولم يسألها عن زواجها، وكأنه توقع ذلك، أو ربما لم يكترث له. مازالت خمرها جيدة كما كانت قبل تسعة أعوام، فتنهد في سعادة وهو يتناول كأسه الثانية: "هذه ستكون لروح أمي وهي في صراعها مع الموت والصمت."
سمع صوتًا يألفه جيدًا، صوت كفحيح الأفاعي أو حشرجة محتضر؛ فعرفه على الفور. رجل يدعى النيل رِزْقَة؛ رث الثياب، شديد الاتساخ إلى الحد الذي يبدو فيه قديمًا وطاعنًا في السن. زبون قديم لهذه الحانة، وربما كان جزءًا منها، فهو يجده هنا دائمًا، وفي أوقات مختلفة. ورغم منظره الموحي بالبؤس والفقر؛ إلا أن حديثه، غالبًا، ما يشي بأصول أرستقراطية، وكثيرًا ما كان يهذي بلغة فرنسية رصينة عندما يبلغ مبلغه من السُكر، دون أن يتمكنَ أحد من فهم ما يقوله. ثمة علاقة غريبة بينه وبين أكيج، فرغم أنهما دائمي الشجار؛ إلا أنها لم تكن تطالبه بنقود نظير ما يشربه من خمر. وكعادته القديمة فإنه بدأ بذكر أشياء لم تحدث، ويتلفظ بكلمات ماجنة: "أكيج؛ لماذا ترفضين العودة إليّ؟ هل تعرفين رجلًا له عضو ذكري أكبر مما أملك؟ طلاقنا في العام 1991 لم يكن شرعيًا، والمأذون الذي طلقنا كان مخمورًا، وبإمكاني إثبات ذلك. القانون يسمح لي بإرغامك على الرجوع، أحفظ القانون عن ظهر قلب. القانون هو لعبة الخارجين على القانون Law est un jeu pour hors la loi. لقد ذهبت إلى لندن لحضور مؤتمر عن الجفاف في أفريقيا، المرة القادمة سوف آخذك معي، فهنالك مؤتمر آخر عن الأيدز؛ هذا يناسبك ويهمك كثيرًا. تزوجيني؛ وأنا أضمن لك المتعة التي تبحثين عنها، وعلنا ننجب أطفالًا ملونين، هل نسيت ..."
فما كان من زوجها إلا أن نهض من مكانه، فاكتشف شرف الدين مدى ضخامته، وتوجه نحوه وحمله، وكأنه يحمل هرًا مريضًا، وألقى به خارج الحانة، ثم عاد وجلس في مكانه كما كان. ظل صوت النيل رزقة المبحوح يأتيه من الخارج إلى أن اختفى شيئًا فشيئًا، ولم يوقف ما حدث صراخ الرجلين الذي كان قد ارتفع أكثر من ذي قبل. كان شرف يتعجب من مقدرة أكيج دينق على إدارة الحانة بمن فيها من سكارى، وهي بالتأكيد مهمة شاقة، وليست يسيرة على أية حال: أن تتمكن امرأة من ترويض رجال غائبين عن الوعي، وأن تتحمل أمزجتهم المختلفة، وتحسن التعامل مع كل منها، بطريقة تجعلها تحافظ على قدر معقول من السلامة والأمن في منزلها، وبحيث تضمن عودتهم إليها مرة أخرى.
لم يمض وقت طويل حتى غادر زوج أكيج الضخم ذو الملامح الجامدة بعد أن خاطبها بلغة لم يفهمها، ولكنها لم تكن ودودة على أية حال؛ عندها تقدمت منه بحماسة بادية، وجلست إلى جواره وهي تهش عن وجهها دخان سجائره الكثيف كتنين أسطوري، وتبادلا أطراف الحديث: - أراك اتجهتَ إلى التدخين؛ ما الأمر؟ - !! - كان لابد أن أنتظر حتى يغادر جيمس، اعذرني. - من جيمس هذا؟ - زوجي الذي رأيته. دعك من هذا؛ أين كنت طوال هذه السنوات أيها المجرم؟ - لقد استقر بي المقام في الخرطوم، وجئت صباح اليوم فقط. - لا تقل لي إنك اشتقتَ إليّ أو إلى خمري! - لا، ماتت أمي فجئت للعزاء. - خبر سيء؛ ومتى ماتت؟ - لا أدري؛ ولكنها دفنت اليوم. لقد أثقلت صدرها بالهموم ولسانها بالنميمة. انتهى الأمر الآن على أية حال. - كيف لا تعرف متى توفيت أمك؟ - اتصلوا بي صباح اليوم، وأخبروني بأنها توفيت، ونسيت أن أسألهم متى كان ذلك، ولكن لابد أنها توفيت بالأمس؛ فالأخبار السيئة لا تنتظر!
راحت تحدثه عن المستجدات على حياتها الشخصية: لماذا ومتى تزوجت من جيمس عامل البناء المتشائم على الدوام، وكيف باعت الأبقار التي قدمها كمهر لها، وأنفقت ثمنها في إقامة الجدار الغربي للمنزل، وفي بناء غرفتهما الجديدة، وأخبرته عن موت كـلـبها الشرس بلدغة من عقرب، واستيائها البالغ من الكـلـب الكسول الذي لا ينبح إلا إن وطأ أحدهم على ذيله المتوتر، وأشارت بحركة من رأسها إلى الرجلين اللذين كانا ما يزالان يصرخان: - هل تظن أن هذين الرجلين قد شربا خمرًا جيدة بالفعل؟ إنما يتوهمان السُكر فقط؛ فمنذ وقت طويل لم أستطع أن أنتج تلك الخمر التي تعرف. غرارة البلح ارتفع سعرها كثيرًا، ولم يعد بمقدوري أن أشتري إلا ما يتبقى منه في نهاية الموسم. - ولكنها مازالت جيدة! - تعلم أنني لا أسقيكَ إلا من النخب الأول، أما البقية فإنني أسقيهم خمرًا مزيدة بالماء؛ وإلا فكيف يمكن أن أجني ربحًا مما أبيعه إن لم أفعل؟
استمع إلى حديثها باهتمام، وأبدى لها بعض الأسى بمقدار ما جعلها تصدق أنها أزاحت عبئًا ثقيلًا عن كاهلها بالفضفضة إليه، ولم يجد ما يختم به حديثه؛ إلا سؤالها عن اسم كـلـبها الجديد "بوبي؛ أليس اسمًا جميلًا؟"، هز رأسه موافقًا، ووضع كأس الخمر أرضًا، وأطفأ ما تبقى من السجائر بحذائه، وانصرف على الفور.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:00 AM |
Re: قونقليز | وليد محمد المبارك | 10-23-10, 08:05 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:09 AM |
Re: قونقليز | عمر عبد الله فضل المولى | 10-23-10, 08:08 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:13 AM |
Re: قونقليز | أحمد ابن عوف | 10-23-10, 08:13 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:22 AM |
Re: قونقليز | عبد الناصر الخطيب | 10-23-10, 08:17 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:19 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:25 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:29 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:30 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:31 AM |
Re: قونقليز | خضر حسين خليل | 10-23-10, 09:16 AM |
Re: قونقليز | DKEEN | 10-23-10, 08:35 AM |
Re: قونقليز | DKEEN | 10-23-10, 08:35 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:39 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:41 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:42 AM |
Re: قونقليز | اساسي | 10-23-10, 08:42 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:44 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:47 AM |
Re: قونقليز | أحمد ابن عوف | 10-23-10, 08:48 AM |
Re: قونقليز | معاذ الهادي | 10-23-10, 08:53 AM |
Re: قونقليز | حيدر حسن ميرغني | 10-23-10, 09:30 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 09:38 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 09:48 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 09:51 AM |
Re: قونقليز | مرتضي عبد الجليل | 10-23-10, 11:54 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 12:35 PM |
Re: قونقليز | محمد عبد الماجد الصايم | 10-23-10, 12:41 PM |
Re: قونقليز | منتصرمحمد زكى | 10-23-10, 12:48 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 01:16 PM |
Re: قونقليز | osama fadlalla | 10-23-10, 02:28 PM |
Re: قونقليز | خالد عويس | 10-23-10, 02:36 PM |
Re: قونقليز | خالد عبد الحليم سعيد | 10-23-10, 03:10 PM |
Re: قونقليز | النذير حجازي | 10-23-10, 04:39 PM |
Re: قونقليز | أحمد أمين | 10-23-10, 04:56 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:34 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:33 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:31 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:29 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-23-10, 08:22 PM |
Re: قونقليز | فتحي الصديق | 10-23-10, 09:09 PM |
Re: قونقليز | محمد قرشي عباس | 10-23-10, 09:45 PM |
Re: قونقليز | Safa Fagiri | 10-24-10, 04:52 AM |
Re: قونقليز | فيصل محمد خليل | 10-24-10, 07:27 AM |
Re: قونقليز | المعتمد | 10-24-10, 07:35 AM |
Re: قونقليز | Tabaldina | 10-24-10, 07:59 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 09:17 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 09:13 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 09:11 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 09:09 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 09:04 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 09:03 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 11:00 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 11:05 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 11:16 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 11:17 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 11:34 AM |
Re: قونقليز | عثمان رضوان | 10-24-10, 11:18 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 11:36 AM |
Re: قونقليز | محمد سنى دفع الله | 10-24-10, 11:56 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 12:18 PM |
Re: قونقليز | مرتضي عبد الجليل | 10-24-10, 11:58 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-24-10, 12:18 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-25-10, 09:39 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-25-10, 09:42 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-25-10, 09:51 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-25-10, 09:52 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-25-10, 09:54 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-25-10, 09:56 AM |
Re: قونقليز | حيدر حسن ميرغني | 10-25-10, 10:06 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-25-10, 12:16 PM |
Re: قونقليز | dardiri satti | 10-25-10, 10:20 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-25-10, 12:22 PM |
Re: قونقليز | عبد الناصر الخطيب | 10-25-10, 12:39 PM |
Re: قونقليز | الجندرية | 10-25-10, 03:41 PM |
Re: قونقليز | Elawad | 10-25-10, 06:03 PM |
Re: قونقليز | Nazik Eltayeb | 10-25-10, 06:55 PM |
Re: قونقليز | يوسف الولى | 10-25-10, 09:10 PM |
Re: قونقليز | طه جعفر | 10-25-10, 09:18 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-26-10, 05:07 PM |
Re: قونقليز | فتح الرحمن محمد | 10-25-10, 09:27 PM |
Re: قونقليز | محمد يوسف الزين | 10-25-10, 09:32 PM |
Re: قونقليز | Abuzar Omer | 10-26-10, 00:51 AM |
Re: قونقليز | talha alsayed | 10-26-10, 01:06 AM |
Re: قونقليز | amir jabir | 10-26-10, 01:30 AM |
Re: قونقليز | Sabri Elshareef | 10-26-10, 02:44 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-26-10, 05:46 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-26-10, 05:25 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-26-10, 05:18 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-26-10, 05:14 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-26-10, 05:11 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-26-10, 05:08 PM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-26-10, 08:35 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-26-10, 08:29 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-26-10, 08:28 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-26-10, 08:24 AM |
Re: قونقليز | هشام آدم | 10-26-10, 08:22 AM |
Re: قونقليز | M A Muhagir | 10-26-10, 05:54 PM |
|
|
|