الانفصال في السودان : معتدل مارش د.عبد القادر الرفاعي

Quote: حوارات وافكار: د.عبدالقادر الرفاعي – ايهما اجدي: اتفاق الميرغني قرنق ام نيفاشا؟ الانفصال في السودان : معتدل مارش د.عبد القادر الرفاعي تؤكد الوقائع الماثلة ان الانفصال واقع في السودان لا محالة ، يسير في طريق “معتدل مارش”، ولا يعرف “للخلف در” فهو يتقدم بانتظام وبخطوات سريعة وطويلة وبجدول زمني محدد ينتهي انفاذه في يناير من العام القادم (2011). ولرسم حدود كيان السودان باتجاه الجنوب ليصبح السودان الوطن اثنين والاهل شعبين، القوي الاجنبية لها قسطها ايضا من عملية تمزيق السودان وعلي راس تلك القوي (اميركا) ومعهم الموفودون الدوليون ، والذين كما تقول اوساطهم يتعاملون مع النصوص والمواقف المعلنة ويتجنبون صيغة التعامل مع النيات المبيتة، هذا كلام سليم من الناحية اللفظية لكنه لا يسقط الواقع الخفي ولا يلغيه .هذه الاوضاع العجيبة التي تحكمها عوامل الريبة والشك ستصيب شعبنا باثار سلبية اشبه بالوباء وتشيع القلق وعدم الاستقرار والخوف من المستقبل. وعلي الرغم من محاولات الانفصاليين في الشمال والجنوب لتهدئه النفوس والحد من موجة عدم الاستقرار فان تاريخ السودان الموحد يذبل وايام العزاوشكت علي النهاية . فالشعب السوداني كله يؤيد بقاء السودان موحداَ، يعبرعنه معارضو الحكم القائم، “الاغلبيىة” ، وقادة الحكم القائم الذي تمثله النخبة وهم “الاقلية” وهم الانفصاليون، يحدث كل هذا وتاريخ السودان يشير الي مشاعر السودانيين طوال سنوات مابعد الاستقلال وتضحياتهم من اجل استعادة الديمقراطية وهذا ما تؤكده حقائق التاريخ، ففي السودان حركة ديمقراطية واسعة وتعدد حزبي كبير يجمع بينها الالتزام بالوحدة. اذن المعارضة عليها ان تحزم امرها لدرء الانفصال بعد ان تحددت القوي الثلاث التي تتصارع وهي الشعب ممثلا في المعارضة والاخري ممثلة في الانفصاليين وثالثتهم امريكا. واخيرا فان المهتمين بوحدة السودان متفقين ان الاستفتاء له سمات بالغة الاهمية وياتي في ظروف متميزة سياسيا: سيطرة مجموعة الانفصاليين علي المجالس الوطنية والولائية والجهاز التنفيذي والمحلي مجسدة بذلك حكم الاقلية من ذوي الاطماع والمصالح . امنياً: علي رغم مرور ربع قرن علي تسعير الحرب الاهلية والتدمير، بقيت جذور الحرب حية واسبابها قائمة. اجتماعيا: مازال المستوي المعيشي للسودانيين في تدهور مستمر والنزاع علي عائدات البترول لن تزيد الوضع الا تعقيداً. الميدان نشر بتاريخ 13-10-2010