|
Re: الفساد الاخلاقي في التعليم الجامعي (Re: محمد مصطفي مجذوب)
|
ورد إن نكاح الجاهليه كان علي اربعة . منه ما جري به العرف اليوم من خطبة فصداق بنكاح. ومنه نكاح الاستبضاع كأن يعتزل الرجل زوجته فيطأها آخر فتحمل منه فينسبة اليه رغبة في نجابة الولد ومنها نكاح الرهط فيدخل علي المرأة ما دون العشرة كلهم فيصيبونا جميعا فإذا حملت ووضعت فترسل اليهم وتسمي مولودها باسم من تحب منهم ومنه نكاح البغي. فلما بعث المصطفي صلى الله عليه وسلم منع نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم . فعملت الشريعة المحمديه علي السمو بالمسلم من الاندفاع وراء غرائزة الحيوانية بمعالجات كثيرة . ومن ضمن معالجات الفقه الإسلامي لمسألة العلاقات الاجتماعية بمفهومها العريض ما يسمى بالصيال. وتحدث فيه العلماء عن الدفاع المشروع عن النفس أو العرض وهو لغة بكسر العين موضع الذم والمدح في الإنسان أو المال ويشمل الدفاع عن نفسه أو عن غيره. وقد قال الحق عز وجل (والَّذِينَ إذَا أَصَابَهُمُ البَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ * وجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * ولَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ) وحفظ النفس والعرض والعقل والمال والدين من الضرورات الخمسة الشرعية المعروفة ويقول عز وجل( انا عند ظن عبدى بى ) ورد كذلك (انما الاعمال بالنيات)
روي أن سعد بن عبادة الأنصاري قال : يا رسول الله أرأيت الرجل يجد مع امرأته رجلاً أيقتله ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ، قال سعد: بلى والذي أكرمك بالحق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا إلى ما يقول سيدكم . وعن المغيرة قال : قال سعد بن عبادة : لو رأيتُ رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنَا أغير منه والله أغير مني . وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ومن قُتل دون أهله فهو شهيد). وقد قال أبي عبدالله عليه السلام ( إن الله تبارك وتعالى فوّض للمؤمن كل شيء إلا إذلال نفسه) .وفي الصحيح إن المصطفي عليه افضل الصلاة والسلام قال(عورة المؤمن على المؤمن حرام). وقال(من اطلع على مؤمن في منزله فعيناه مباحة للمؤمن في تلك الحال. ومن دَمَر على مؤمن بغير إذنه فدمه مباح للمؤمن في تلك الحالة) من كل هذا ننتهي الي إن مسئولية البيت والاسرة الاخلاقية والدينية والتربوية لا تنتهي بحصول ابنهم او بنتهم علي نسبة كذا او كذا في الشهادة السودانية ولا تقف عند بوابة الحرم الجامعي . ولا يعصم الاسرة او ابنائها دفن الروؤس في الرمال. وقد فرَّق العلماء بين ولاية الاسرة علي الابن والابنة . ودفع الجمهور باستمرار ولاية ألاهل علي البنت ووجوب العناية بها حتى بعد بلوغها ، وبعد زواجها فاجماع العلماء بالاتفاق على مسئولية الأهل على ابنتهم تستمر حتى لو بلغت ، ومنهم من جعل زواجها نهاية تلك المسئولية ؛ وذلك من أجل وجود مسئول آخر عنها ، ومنهم من اشترط كونها في مكانٍ آمن لا خوف عليها فيه . وتنتهي ولاية الأب على الغلام إذا بلغ وعقل واستغنى برأيه ، إلاّ إذا لم يكن مأموناً على نفسه ، بأن يكون مفسداً مخوفاً عليه ، فللأب ولاية ضمّه إليه لدفع فتنةٍ أو عارٍ ، وتأديبه إذا وقع منه شيء . وفي هذا الاطار يجب ان لا ننسي حديث المصطفي عليه افضل الصلاة والسلام ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ). فغيرة الرجل علي اهل بيته وعرضة مأمور بها. فعن جابر بن عتيق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من الغيرة ما يحب الله ومن الغيرة ما يبغض الله فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة ، وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير ريبة) و عن علي بن أبي طالب قال : الغيرة غيرتان غيرة حسنة جميلة يصلح بها الرجل أهله ، وغيرة تدخله النار تحمله على القتل فيقتل.
فمن ضعف الغيرة قبول الرجل ( والرجل هنا معني به ولي الامر) ما يقع من فعل الفاحشة بمحارمة أو المتاجرة بأعراضهن او غض النظر بإدعاء الجهل او عدمة وهو ما عرفته العرب بالديوث . وقد حذر الاسلام من الدياثة. فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر ، والعاق ، والديوث الذي يقر في أهله الخبث .) وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( ثلاثة لا يدخلون الجنة أبداً الديوث ، والرَّجُلة من النساء ، ومدمن الخمر .) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة المتشبهة بالنساء ، والديوث) .ومن المتعارف عليه إن أهل الفواحش هم من أضعف الناس غيرة وإن ادعوا غير ذلك والزاني يزني ولو بجدار
من الاخلاقيات التي عرفت عن البيت السوداني هو اهتمامه بمسألة العرض والشرف. ومن الابجديات المسلم بها في الاسرة السودانية هوليس علمها فقط بانها مكلفة ومسئولة عن سلامة اولادها بل هناك ايمان فطري بان هذه المسئولية لا تنتهي بزواج الولد اوالبنت . فوجود إبنتها بأمن وسلامة له بعد زماني وهو خروج الابناء وعودتهم الي المنزل في وقت معقول وبصحبة امنه . وله بعد مكاني باطمئنان الاسرة الي سلامة ابنها او بنتها خصوصا اذا خروجهما وتواجدهما كان لدور العبادة او للدراسة . والمسئولية تمتد ابعد من الاسرة وتشمل المجتمع برمته. فالتردي في المعايير الاكاديمية والاخلاقية لا يحتاج لمصباح ديوجين.
وهل نحتاج لاكثر من الاشارة الي احتفالات تخرج الاطفال من الرياض وما يصاحب ذلك من ضجة اعلامية ولبس الارواب والاحتفلات. حتي ندرك الي درك انحدر التعليم في السودان؟ بل هناك تردي اكثر من اعتماد الموسسات الجامعية السودانية علي الحرس الجامعي والذي في كثير من الاحيان لم يحصل معظم افراده علي شهادات اكمال الدراسة الثانوية لتجعلة قيما ومراقبا لسلوك طلبة الجامعات وأساتذتهم؟
فكيف يمكن ان نعمل جميعنا لنعيد للمؤسسات التعليمية السودانية جامعية وغيرها قدسيتها وهيبتها وحرمتها؟ وماذا نفعل لكي نعيدة صياغة ضوابط وممارسات اخلاقيات مهنة الاستاذ الجامعي بما في ذلك تأهيليه وتدريبه؟ وما هي الاجابة التي يمكن ان تقدم لمن يسأل كيف يحمي ابنه او بنته في الحرم الجامعي؟
وانا بوضع هذه الرساله علي هذا المنبر اضم صوتي لاصحاب الرسائل التي وردت الي ومن اتصل بي هاتفيا مناشدا اهل حوش البكري جميعا مهما اختلفت المشارب ومن يطل عليه زائرا
افيدونا افادكم الله
ولمن يشأ الكتابة الي في صمت فليتفضل بمراسلتي علي عنواني ال بريدي [email protected]
انتهي ....................
الرسالة التاليه اجتهادات في معالجة المسأله الاكاديمية والانهيار والتردي في التعليم في السودان؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|