|
Re: مـــادا يــعـلـمـنـا عـمــلاق الـفـكـر الـفــائــز بـجـائـزة نــوبـل للآداب؟ (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)
|
ســـيـعـتـمـد طــرحــى لـهـذا الــمـوضــوع الـهـام
عــلـى مـرتــكـزات عــدة. مـنـهــا الـفـلـســفـيـة والـفــكــريــة،
ومـعـاصـرات واقــعـيـة، وتـجـارب ســيـاســـيـة،
ومـمـارســات تـعـلـيـمـيـة، وأنـشــطـة إجـتـمـاعـيـة، وأخــرى تـطــوعــيـة.
وأولــى هـذه الـمـرتـكـزات -- وهــى مـن أهــم أســس عــلـم الإتـصـال الإدراكــى --
محــوريــة الـخـلـفـيـات، والإطــار، والـسـيـاق، والـواقـع الآنـى؛
كــعـلـمـيات مــتـداخــلـة تــشــكل كـكـل إمـكانـيـة عـمـلــيـة الإســتـيـعـاب الــواعـى؛
فـى إســتـقـراء الــوقــائــع والإســـتفـادة مــن تـجـارب الآخــريــن.
وتــكـون بــالـــتـالــى مــداعـاة لـتـفـادى ســوء الفــهـم، ومـنــح الآخــريـن
نـفـس الـفـرص الـتى يـبـتـغـيـهـا الـفــرد لـنـفـســه فـى تـكـويـن قـنـاعـات
والـتـعـبـيـر عــن تـلـك الـقـنـاعـات كـأراء.
وإحــتـرام تــلـك الآراء مــن دون وصـايـة أو تــجـن.
بــحـيـث يــضـحـى فـى مــقــدور الـفـرد أن يـتـقـمـص عــقـل
صــنـوه أو مـخـالـفـه الـرأى فـيــرى الأمــور مـن وجــهـة نـظــر
الآخــر ومـنـطــقـه وأســبابـه. فــتـكـون الإجـابـة عــلـى أهــم
ســــؤال فــى الــكـــون: "لــــمــاذا؟".
ويــكـون إخــتـلاف الــرأى بـالـتـالـى حـافــزا لــتـنـقــيـح الـفــكـر،
وتــنـمــيـتــه، والـســمـو بـه إلــى فـضـاءآت أرحـــب؛
والــوصــول إلـى أنـمـاط أو آراء فــكـريـة
مــتـطابـقــة، أو مـقـبـولـه، أو مســمـوح بـهـا -- رغــم إخـتـلافــهــا.
فـــتـــتــم الــحــريـة الــفـكــريـة للـجــمــيـع؛
بــإيــقـاع حــضـارى يـجـعـل الإتــفـاق عــلـى أدنـى نــقـاط
الإتــفـاق مــنـطــلـقـا نــحــو حــل مـايـعـتـور الـمـجـتـمـع
مــن أخــطار مـاحــقـة وكــوارث لاحـــقـة؛
بــلا تــجــن أو تــعـنـت أو تـخـويــن أو تــجـريـم.
فــيـكـمــن بالــتـالـى تــلافـى الـكـوارث الــتى تــؤذى الـجـمـيــع.
فالإتـهـام والــتــجــنـى يـخـنـدق الآخــــر ويــقــوده إلــى الـتـزمــت
فــى رأيـه ومــواقــفـه كــردة فــعــل طــبـيـعــيـة؛
فــى دفـاع عــن الـنـفـس والــرأى.
فـتــســود الـعـدوانــيـة ويـنـتــفـى أى أمــل فـى إيــجــاد حــلـول
مـتـفـق عـلـيـهـا لــلـنـجــاة مــن الـمـصـائــب الـمـحــيـقـة بــالــكـل.
|
|
|
|
|
|