مؤتمر طه .. كرتى .. عبيد مع ( فراودة ) الإعلام السودانى المريض ؟! ...... ( صور )

Quote: حديث المدينة قطعت جهيزة قول كل خطيب.. عثمان ميرغني أمس في مجلس الوزراء.. أدلى الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية بأخطر خطاب سياسي مفتوح.. بكل هدوء كشف علي عثمان أسرار ما دار في اجتماعات نيويورك.. وبهدوء أكثر كشف (نتيجة!!) الامتحان.. امتحان الاستفتاء.. وبكل هدوء أيضاً.. ألغى النتيجة.. و.. علي عثمان.. من الساسة القلائل الذين لا يُلقون القول على عواهنه.. ومن الصعوبة بمكان أن تخرج كلمة لا يقصدها من لسانه.. وتفشل ملامح وجهه في التعبير عن ما يفكر فيه.. أشبه بالهدف لحظة تنفيذ ضربة الجزاء.. ينظر في اتجاه.. ويصوب في الآخر.. لكنه في العادة لا يستخدم العبارات المباشرة في إيصال المعاني.. بل يرمي بالإشارات الذكية ويتركها معلقة في الهواء لمن استطاع إليها سبيلاً.. أخطر ما قاله علي عثمان.. باختصار ـ قبل أن أخوض في التفاصيل ـ أن النظر يجب أن يصوَّب بكل دقة للوجه المنسي من الاستفتاء.. اقلبوا وانسوا تماماً صفحة (وحدة/ انفصال) وفكروا في موجبات النتيجة في الحالتين.. ماهي هذه الموجبات.. قالها علي عثمان في المؤتمر لكن بكل أسف لم ينتبه له الكثيرون.. سأقولها لكم.. مهد علي عثمان بالقول إن اتفاقية السلام الشامل لم تكن فقط من أجل (السلام!!) بل هي معالجة لضمان (الاستقرار!).. العبارة قد تبدو (بريئة!!) وليس فيها جديد.. لكنها على العكس تماماً.. في مثل هذا التوقيت.. يقصد منها علي عثمان أن مفهوم (الاستفتاء على تقرير المصير) لم يأتِ من خلاصة المعادلة التي أوقفت القنابل والمدافع وحققت (وقف إطلاق النار).. بل هو مفهوم لتوفير الترتيبات التي تحقق (الاستقرار المستدام).. وعليه لا يجب النظر للاستفتاء من ثقب النتيجة التي يفضي إليها.. وحدة أو انفصالاً.. بل من كونه الإجراء المطلوب لتحقيق الاستقرار في السودان.. وبعبارة أخرى.. وحدة أو انفصال ليس مهماً المهم أن يكتمل الإجراء بسلام ويُفضي إلى نتيجة سلمية يعترف ويقبل بها الجميع.. وكأني به يخاطب الحركة الشعبية في الجنوب.. انتبهوا لسلامة ونزاهة العملية قبل الحرص على نتيجتها. النقطة الأهم.. أن علي عثمان يرى التركيز على جني المكاسب في الاستفتاء.. ليس من خلال النتيجة (وحدة/انفصال) بل من كون أن المجتمع الدولي مهتم للغاية بنجاح العملية.. فهي فرصة لإعادة ترسيم علاقاتنا الدولية وتطويرها وتخطي كل التاريخ اللدود بين السودان والمجتمع الدولي خلال العقدين الماضيين. علي عثمان قال ـ ولأول مرة في تاريخ الإنقاذ من يقول مثل هذا الحديث ـ إن المجتمع الدولي لا يعاندنا.. بل نحن الذين نعانده بالعيش في جلباب المؤامرة الدولية علينا.. وقال إن الاستفتاء فرصة لتجديد بناء العلاقات الخارجية.. وقال إنه ـ علي عثمان ـ تلمس من الغرب ممثلاً في أوروبا وأمريكا ما يؤكد أنهم راغبون وقادرون على التعاون مع دولة السودان (ما بعد الاستفتاء) سواء كانت دولة واحدة أو دولتين.. ربما من الصعب هنا في هذا الحيز المحصور أن أبين الإشارات التي أرسلها بصورة كاملة.. أستأذنكم في أن أكتبها في مقال طويل غدًا بإذن الله.. التيار