رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب»

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-02-2024, 01:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-08-2010, 01:30 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» (Re: yaser mostafa)

    13092010012716.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    صانع الكتب‮ ‬



    13/09/2010 01:27:21 م

    جمعة فرحات‮ ‬



    يكبرني اللباد بعام واحد فقط‮... ‬لكن يبدو أن جسمه الضخم و صلعته و نظاراته كانت توهمني أنه اكبر مني بكثير‮. ‬و لا أعرف لماذا تأخر تعرفي علي محيي فلا أتذكر أني قابلته في أول التحاقي بالعمل في روز اليوسف و من المحتمل أن يكون وقت بداياتي في مؤسسة روز اليوسف كان يعمل في مكان آخر فمحي بدأ يرسم و ينشر رسومه و هو مازال طالبا في كلية الفنون و عمل بمجلات أطفال كثيرة المهم ما أتذكره أنني لم أحاول أن أصادقه مثلما صادقت رؤوف عباد و عادل بطراوي و إسماعيل دياب مثلا فقد كان باقي رسامي روز اليوسف بالنسبة لي هم أساتذة و كنت أعد محي اللباد واحد منهم‮..‬
    ‮ ‬و لا أذكر كيف دعاني محيي إلي مرسمه الذي كان يتخذه في منزل والده القديم فيما يعرف بمنطقة أرض النعام‮.... ‬و عندما دخلت المرسم استقبلني رجل عجوز بشوش الوجه و صعد بي إلي الدور الذي يقع فيه المكتب‮...‬و أتذكر أن الدور الأرضي كان مليئاً‮ ‬بأشياء كثيرة لم أتبينها و لكني بعد أن وصلت لمكتبه في الدور الأول كان المكتب مرتباً‮ ‬نظيفاُ‮ ‬كل الأشياء عليه توحي لك بأن النظام هو سيد هذا المكان فكلما احتاج محي أن يريني شيئاً‮ ‬كان يستطيع أن يجده بسهولة شديدة‮... ‬بعد أن شربنا القهوة المغلية سألته هوه أنت يا محي مواليد كام و فاجأني تماماُ‮ ‬أنه يكبرني فقط بعام واحد و قهقهت‮ ‬فابتسم و قال ما يضحكك فقلت لآني من الظاهر أني قدرت عمرك طول الوقت بعشر سنوات تسبقني في المولد و يمكن ده بسبب ضخامة حجمك و طولك الفارع و صلعتك اللامعة‮.. ‬و ضحكنا سوياً‮.. ‬لكنني و من يومها أصبحت أرجو في محيي شخصياً‮ ‬يسعدني معرفته و صداقته التي دامت سنين طويلة حتي تركنا فجأة دون أن نحاول الاتصال ببعضنا يمكن لستة شهور قبل رحيله‮... ‬و هكذا الدنيا‮...‬
    كان لسكن محيي في مصر الجديدة و سكني أنا في الهرم سبباً‮ ‬لعدم لقاءنا بكثرة لكن كان لنا لقاء سنوي بالأمر في تحكيم مسابقة نقابة الصحفيين للكاريكاتير و كنا وقتها نأخذ الأمر بجدية شديدة اعتقد أنه كان السبب في ذلك فهو لا يرضخ لأسباب‮ ‬غير فنية في تحديد الفائز بمعني انه لا يترك للعواطف فرصة أن تزحزحه عن المستوي الفني المطلوب في المسابقة و في آخر هذه المسابقات عرضت عليه أن نمنح الجائزة لزميل شاب كان قد مات فجأة لنمنح القيمة النقدية للجائزة لعائلته لكن قال في حسم أحنا ندفع لأسرته من جيوبنا أو أن جمعية الكاريكاتير تتولي هذا أما المسابقة فإنه لابد أن يحكمها توفر صفات فنية أساسية تكون منهجنا في اختيار الفائز و كان اختيارنا طبقاً‮ ‬لما قرره‮.‬
    فاجئنا اللباد بباب جديد في مجلة صباح الخير التي يتغني باسمها الطير باسم نظر و كان شعار الباب إن عشقنا فعذرنا‮ ... ‬أن في وجهنا نظر كان الباب جديداً‮ ‬في كل شئ بدأً‮ ‬من توضبيه المبتكر بأعمدته ذات الخط الرأسي السميك أو الرسوم المصاحبة و دقتها في التعبير عما يريد قوله و كانت جدة هذا الباب في أنه يمسك بتلابيب أشياء صغيرة أو أشياء قد تبدو ########ة لا تلفت النظر لكنه بمعلومات جديدة و دقيقة يقدمها لك في شكل يدعوك للقراءة و الانتظار لما سيقدمه بعد أسبوع‮ ‬و عندما أصدر هذا الباب مجمعاً‮ ‬في كتابه الأول نظر اندهشنا لأننا أعدنا قراءته و كأننا لم نطالعه من قبل علي حلقات في مجلة صباح الخير‮... ‬و أضاف اللباد إلي معارفنا ما أطلق عليه الألبوم‮ ‬و بالطبع بعد الإعجاب الشديد بالكتاب توالي نظر حتي وصل إلي أربع كتب تطوف بك حول كل الأشياء و المعاني و الكتب و المعارض و الأشياء الصغيرة و التي نستعملها طوال عمرنا و لا نعرف عنها شيئاً‮.‬
    هذا كله‮... ‬عن اللباد صانع الكتب و هو اللقب الذي كان يحبه و يقول عنه أنه أمنيته وحلمه الكبير‮.... ‬و هو لم يكن صانعاً‮ ‬للكتب فقط بل أيضاً‮ ‬صانع لمجلات و جرائد برؤية خاصة يحلم بها‮ ‬و قد لا يجد من يستوعبها ويتحمس لها و كانت له تجربة عشت جزءاً‮ ‬منها في جريدة الشعب التي كان يصدرها حزب العمل و في منتصف الثمانينات تولي رئاسة تحريرها الأستاذ عادل حسين و طلب من صديقه اللباد أن يصنع ماكيتاً‮ ‬جديداً‮ ‬للجريدة و صدمه اللباد بشكل جديد تماما علي شكل الجرائد‮. ‬
    كان الماكيت يقتضي أن كل صفحتين هما صفحتا مجلة تعامل المادة فيها علي الاتصال بين الصفحتين حتي أن العنوان ممكن أن يكون له جزء علي الصفحة المقابلة و ظل محي يدرب المشرفين الفنين علي هذا الماكيت و تنفيذه فترة لكن لم يستوعب الكثير من القراء أو العاملين في الجريدة هذا الماكيت الذي كان جديداً‮ ‬تماماً‮... ‬فمحي عندما يطلب منه عمل يحاول دائماً‮ ‬أن يكون مبتكراً‮ ‬و لا يرضي بالأشياء العادية أو المعتاد‮... ‬و كان الماكيت الجديد يلزمني بتغيير مساحة الرسم التي اعتدت عليها أكثر من أربع سنوات من المساحة المستطيلة أو المربعة التي أحب أن ارسم فيها إلي مساحة أخري طولية و وضع كاريكاتيري في الصفحة الأولي كما طلب منه لكنه وضعه بجوار اسم الجريدة بإحساس كبير بأهمية الكاريكاتير التي قد تفوق كثير من الأخبار‮ ‬و رضخت للتصميم الجديد و لم أفكر أن أكلمه لكي يغير مساحتي و وضعها بل كنت أحاول الدفاع عن الشكل الجديد للجريدة لأني أعرف مدي ما تجشمه محي في ابتكار هذا الشكل و للأسف بعد شهريين أو ثلاثة رجعت الجريدة لشكلها القديم و لم يعر محيي هذا اهتماما لأنه أحس أنه عمل ما يريد و ليس ما يريدون‮. ‬
    ‮ ‬بالطبع لم يشدني في اللباد كونه صانع للكتب أو توضيب المجلات و الجرائد و لا رسومه لكتب الأطفال رغم أنها كانت كتباً‮ ‬رائعة و جديدة في شكلها و حجمها و رسمها أيضاً‮ ‬لكن أول ما شدني هو كاريكاتير محي الدين اللباد و التي كان يوقعها باسم اللباد فقد كان له شخصياته المميزة بمساحات سوداء كبيرة في الغالب لا تزغزغ‮ ‬القارئ لكنها تخاطب عقله و لم يهتم محي طوال عمره بأن يكون كاريكاتيره منتظم الظهور فهو يرسم فقط ما يريد بالشكل الذي يراه هو و كانت مؤسسة روز اليوسف و المشرف الفني العام عليها الفنان الكبير حسن فؤاد مكتشف كل رسامي الكاريكاتير حتي وفاته يترك لكل رسام حرية رسم ما يريد هو فقط كان يطلب من الرسام أن يعمل له شوية نكت ظريفة‮.... ‬و هذه الحرية التي كانت يعطيها مسئولي روز اليوسف مكنت هذا الفريق الكبير من رسامي الكاريكاتير‮ ‬_‮ ‬وصل عددنا إلي‮ ‬15‮ ‬رسام كاريكاتير في بعض الأوقات‮ ‬_‮ ‬أن يتنوع إنتاجنا و ريشنا و تتعدد رؤانا و إن كان يجمعنا دائماً‮ ‬هدف واحد هو الوطن و فقراء هذا الوطن‮....‬
    ‮ ‬و محي اللباد واحد من جهابذة الكتابة عن زملائه رسامي الكاريكاتير الراحلين و كنت أتمني أن يكتب أو يستمر في الكتابة عن الرسامين الموجودين علي قيد الحياة حتي و لو لم ينشرها‮.... ‬كان محي مؤرخاً‮ ‬جيداً‮ ‬و ناقداً‮ ‬فنياً‮ ‬لا يشق له‮ ‬غبار يمسك بناصية الكلمة و يضعها في مكانها الصحيح و يزيد كل خط يتعرض له بميزان من ذهب و للأسف لم نلحق سوي نجمة رسامين كتب عنهم في مجلة الهلال و مجلة كاريكاتير‮.‬
    من الغريب أن يكتب اللباد كتب هي تي شيرت و لغة بدون كلمات‮ ‬_‮ ‬30‮ ‬سؤالا‮ ‬_‮ ‬و حكاية الكتاب و ملاحظات و أخيراً‮ ‬كشكول الرسام الحائز علي جائزة التفاحة الذهبية من براتسلافا و جائزة الأوكتوجون من فرنسا كما ترجم للفرنسية و الألمانية و الهولندية و ذلك فضلا عن مجموعة نظر و التي توالي صدورها‮ ‬1987‮ ‬_‮ ‬1991‮- ‬2003‮ ‬_‮ ‬2005‮.. ‬لكنه لم يجمع أعماله في الكاريكاتورية و هي كثيرة في أكثر من كتاب و حتي الآن لا أعرف السبب و أيضاً‮ ‬لم أسأله هذا السؤال لآن كل رسامي الكاريكاتير المصريين للأسف لم يحاولوا جمع أعمالهم في كتب إلا قلة نادرة و محي جمع بعض رسومه في الطبعة العربية ل لومند ديبلوماتيك و ضمها في كتاب‮ ‬1_رسم و أكثر و الذي يضم في اغلبه رؤية سياسية ناضجة جداً‮ ‬و معبرة جداً‮ ‬و بسيطة جداً‮ ‬لكل قضايا العربية و قضايا العالم من حولنا و لم يكرر ذلك أو يهتم بجمع ما قبلها في أكثر من كتاب محي اللباد هذا الفنان العبقري لم ينل تكريم الدولة و لم يرشحه أحد لأي من جوائزها الثقافية و هو كأغلب رسامي الكاريكاتير الذين لم يحصلوا علي أي نوع من التكريم رغم أم الكاريكاتير هو من أصعب الفنون التشكيلية و واحد من أهم الأدوات الصحفية‮. ‬

                  

العنوان الكاتب Date
رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» مطر قادم10-05-10, 06:59 PM
  Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» مطر قادم10-06-10, 07:48 AM
    Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» سلمى الشيخ سلامة10-06-10, 11:08 AM
      Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» محمد يوسف الزين10-06-10, 12:00 PM
        Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» مطر قادم10-06-10, 04:12 PM
          Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» محمد عكاشة10-06-10, 04:16 PM
            Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» عبد القادر شادول10-06-10, 04:57 PM
              Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» Ashraf el-Halabi10-06-10, 09:17 PM
                Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» Mamoun Ahmed10-06-10, 10:03 PM
                  Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» مطر قادم10-07-10, 06:53 AM
                Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» مطر قادم10-07-10, 06:43 AM
                  Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» مطر قادم10-08-10, 09:21 AM
                    Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» yaser mostafa10-08-10, 10:05 AM
                      Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» مطر قادم10-08-10, 01:30 PM
                      Re: رحيل اللباد.. «مايسترو» الفن الصحفي.. و«صانع الكتب» مطر قادم10-08-10, 04:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de