فصل من رواية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 09:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-08-2010, 11:55 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فصل من رواية (Re: عبد الحميد البرنس)

    يقولون في السفر سبعة فؤاد، و في رواية أخري عشرة، و أنا حقيقة لا أقدر أن أعدد هذه الفوائد، لكن أهم فائدة في ظني هي التعرف الجيد لرفيق السفر، قبل هذه الرحلة لم تكن علاقتي بالأستاذ/ جمال الغيطاني تتعدى المعرفة البسيطة، المعرفة المهنية، أعرفه جيدا ككاتب و أديب كبير، لكن تلك المعرفة الإنسانية العميقة، لم تكن قد قامت بعد، كانت الرحلة هي بداية لهذه المعرفة، التي كشفت لي عن قلب كبير محب للحياة و الناس، لديه الرغبة في المعرفة و الاكتشاف، خاصة ما هو جديد و غريب، كنت أحسد رغبته تلك عندما كان يجرب أصناف مختلفة من الأطعمة التي يتعرف عليها للمرة الأولي، بدا هو الشاب في إقباله و جسارته، و بدوت كالشيخ الذي أكتفي بما خبر و عرف، لكنني سأثير دهشته بمعرفتي للطرق بعد السير فيها مرة واحدة، و هذه ميزة يتمتع بها صحراوي أصيل، لم تمثل لي فارقا كبيرا، ففي الصحراء لا يوجد لافتات تحدد السير، و لا أسماء للطرق، عليك أن تعتمد على معالم الطريق، و تحتفظ به في ذاكرتك لاستدعائه وقت الحاجة بسهولة و يسر، كما أنني أعتمد على ذاكرة لا تخطئ و هي الأقدام، لكن هذه تحتاج لوقت أطوال، و هذا لم يكن في يدنا.

    طوال الطريق كانت السيدة باسكال تتحدث عن غرامها بمصر، و هن رحلاتها المتعددة إلى القاهرة، و بعض الأماكن الأخرى، و ترددها الدائم على المركز المصري، لحضور الندوات و العروض الفنية، لكنها الآن و قد كبرت و كبرت معها بعض الأمراض المصاحبة أصبحت زيارتها لمصر متباعدة، و كيف أنها تفكر بالقدوم في الربيع القادم؛ في الشارع كانت تشير لبعض المباني و تتحدث عنها، و أوصتني بزيارة بعض الأماكن التي لم أزورها، أخبرتها: ربما في مرة قادمة، فلن يبقي لدي بباريس سوى الغد، و هو ما خصصته لشراء بعض الهدايا لأطفالي و الأهل.

    لما وصلنا أمام الشقة، أخرجت من حقيبتها المفاتيح، في البداية فتحت كالون في أعلى الباب، ثم نزلت بمفتاح أخر إلى أسفل الباب و فتحت، ثم اعتدلت و بمفتاح ثالث وضعته في منتصف الباب و فتحت، و أنارت المدخل، ووجدتها تضع مفتاح رابع في الباب الداخلي قبل أن تبتسم و تدعوني للدخول؛ دخلت للدفء المنزلي، شقة صغيرة يفتح الباب في صالة صغيرة، مليئة بالأغراض: الكتب و اللوحات، منضدة دائرية فوقها أوراق و أقلام و ألوان؛ على الحائط في المواجهة رأيت اللافتة الخضراء التي تحمل أسماء الشوارع عندنا، قرأت: شارع أحمد بن طولون. قالت حين أشرت إليها: وجدتها بالشارع، بجوار الزبالة، و حين سألت الناس، قالوا لي خذيها. قلت و كيف عبرت بها من المطار؟ قالت: وضعتها بين الملابس في الحقيبة و لم يسألني أحد.

    جلسنا بالمطبخ الصغير نأكل و نثرثر، بدت السيدة باسكال مهتمة بأن نقدم كل ما تقدر عليه، و كنت أردها بلطف مكتفيا بما هو أمامي، على الرف كانت علبة شاي العروسة الشهيرة تقف متفردة بين علب و قناني فرنسية على الرف المواجه لنا، قالت: جئت بها لما كنت هناك أخر مرة. و لم أفتحها. و عرضت أن تقوم بفتحها لعمل الشاي منها، و رغم وجاهة العرض، و شدة اشتياقي للشاي الوطني، لكني قلت في بالي: أبسبب دعوة طارئة تخسر علبة الشاي التي تحتفظ بها! شكرتها و شربت الشاي الأصفر، الذي يشبه الشاي، أما هي فقد غلت حلبة حصى و شربته بدون سكر.

    حين بدأنا التدخين فتحت نافذة المطبخ، و دخل الزمهرير، فمازلت الأمطار تتساقط، قامت و عبرت الصالة و ردت باب الحجرة الوحيدة، و قالت: كيلا يتسرب الدخان إليها؛ سألتها لِمَ أصرت على دعوتي؟ قالت أنها ترد الجميل. و ضحكت، فقلت: أي جميل؟ قالت أنها في زياراتها المتعددة لمصر، تجد الناس يرحبون بها، و يصرون على دعوتها لمنازلهم، مع عدم معرفتهم بها، و كانت تذهب عندما يكون لديها فائض من الوقت، أما أنت فأنا على الأقل أعرفك. هززت رأسي مستفهما، قالت: رأيتك في الندوة، و قرأت :غواية الشر الجميل. قامت و أحضرت الكتاب المترجم به القصة، و راحت تسألني عن بعض الجوانب المتعلقة بالقصة و الترجمة، و أيضا شعرية اللغة وأنا متعجب لاهتمامها، و رأيت أنها وضعت خطوطا تحت بعض الأسطر.

    نزلت من عندها و أنا أشكرها لكرمها، و أصرت على أن توصلني حتى محطة المترو، كي لا أتوه، خاصة و أن الجو لا يسمح ببعض التوهة، فالمطر و البرد و أيضا تأخر الوقت، توقفت و هي تمد يدها للمطر، قالت: لقد بدأ الثلج في التساقط. نظرت لكني لم أستطع التميز، لكن الثلج المتطاير سقوطا يشبه ندف القطن، و هو ما سوف يكون في ودعنا و نحن بالمطار في انتظار إقلاع الطائرة.
                  

العنوان الكاتب Date
فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-03-10, 03:47 PM
  Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-06-10, 09:36 AM
    Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-06-10, 09:40 AM
      Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-06-10, 09:50 AM
        Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-06-10, 09:56 AM
          Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-06-10, 10:10 AM
            Re: فصل من رواية ابو جهينة10-06-10, 01:00 PM
              Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-06-10, 03:14 PM
                Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-07-10, 08:21 AM
                  Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-08-10, 07:41 AM
                    Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-08-10, 01:21 PM
                      Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-08-10, 11:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de