فصل من رواية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 08:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-08-2010, 01:21 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فصل من رواية (Re: عبد الحميد البرنس)

    في هذا اليوم عندما ذهبت، وجدت المركز مظلما، و ظننت أنه غير مفتوح، لكن الدكتور محمود إسماعيل لمحني من خلف الزجاج، و أشار لي بالدخول، و كان سبب الظلام، أنهم يعرضون فيلم الأخر ليوسف شاهين، دخلت و بعد السلامات و الذي منه، سألت عن عم مصطفي، فأشار لي على إنه تحت بالمكتبة، نزلت و بعد السلامات أيضا و الاطمئنان على الأحوال كان كوب الشاي الساخن تسبقه الرائحة أمامي، قبضت على الكوب بكفي التماسا للدفء و رحت استمتع على مهل وسط الدفء و المودة التي يشعها المكان و الذين حوالي، خاصة بعد أن جاء بعض الأصدقاء –مصادفة- و خرجنا من المكتبة و كان الفيلم قد انتهي، ووقف بعض الحاضرين ملتفين حول الدكتور محمود يناقشوه في الفيلم، و كانت السيدة باسكال بينهم.

    في الندوة السابقة سألت السيدة باسكال سؤالا يخص علاقة الكاتب بالمتلقي، و هل الكاتب يضعه في حسبانه و ينصت جيدا لأرائه؛ بدا السؤال معقدا و هي مصرة على أنه يجب على الكاتب أن يستمع لمتلقيه، ليس أثناء الكتابة بالطبع، و لكن عقب الانتهاء، و أيضا الاسترشاد بهذه الآراء في الكتابة القادمة، تذكرت هذا حينما سلمت علىَ بحرارة ، و لما كانت مدخنة مثلي خرجنا للشارع، أخرجت سجائرها، و أخرجتُ سجائري و عزمت عليها بواحدة كليوباترا، فتهللت لما رأتها، و مدت أصابعها النحيلة و التقطت واحدة، أشعلت لها، فشدت النفس بقوة، ثم نفثت الدخان بترو و بسمة فرح تنطلق من ملامحها، فعزمتْ علىَّ أن نتعشى معا بمنزلها فوافقت.

    صار التدخين مشكلة للمدخنين في فرنسا، فكل الأماكن المغلقة ممنوع فيها التدخين، حتى في المقاهي عليك أن تخرج للشارع، للبرد الزمهرير و تقف وحيدا منبوذا كي تدخن، أو تنزل في المحطة التي توقف فيها القطار لتسرق نفسين قبل أن يقلع التي جي في، في المتاحف عليك أن تجبر نفسك على عدم الجلوس، أو التفكير، لأنه حتما ستقرر الخروج، و إذا أردت العودة عليك أن تقطع تذكرة دخول جديدة، إذن أمامك ست أو سبع ساعات بدون تدخين، هي المدة التي سوف تبقاها داخل المتحف أو القطار أو الطائرة، أو يمكنك اتخاذ قرار جدير بالتأمل و هو أن تقضيها بالشارع، متسكعا و مستمتعا بالسيجارة حيث البرد و التعب، و كونك وحيدا؛ لذا و في كل الندوات التي حضرتها أقف قبل الدخول ملتهما سيجارة قبل الدخول لفترة الصوم الإجباري، مدة الندوة، و التي سأسارع عقب الانتهاء منها بالخروج إلى رحاب الشارع حيث الصقيع و الدخان.

    الأكثر غرابة كان في الفنادق، حيث ممنوع عليك التدخين داخل غرفتك الخاصة، و إلا تعرضت للملاحقة القانونية، كما أعلن مضيف الطائرة، تخيل نفسك و الانتربول الدولي يطاردك كي يقبض عليك، فأنت مجرم خطير، مدخن، و لما كان الأمر زائدا عن الحد، فقد أوجدوا حلولا خاصة، و هي أن تعلن رغبتك بالحصول على حجرة للمدخنين، و أنت و حظك، فربما كانت هذه الغرف القليلة، كلها مشغولة، و هي غرف غالبا تقع في الطابق الأخير من المبني، و عليك أن تفتح شباك الغرفة من أجل التهوية، و ما علينا من دخول البرد و الزمهرير، المهم هو أنت و السيجارة مقرونا بالبرد والوحدة، و بالتالي لن تستمع بسيجارة في السرير أو أنت جالس في الدفء اللذيذ.
    كنا في لاروشيل، و الوقت ساعة غروب، و علينا الانطلاق صوب الندوة، و دليلنا الصارم، مقدم الندوة، و المدرس السابق، على وشك الوصول قبل الموعد بدقائق؛ كان قد عمل مدرسا بمصر لمدة ثلاث سنوات، و مع أنه أحب الملوخية لكنه لم يختلط بالناس، من البيت للمدرسة و العكس، بدا جادا و حازما لكن في رفق، و يطالبنا بإصرار حاد على وضع حزام الأمان، حتى للجالسين في المقعد الخلفي من سيارته، شديد الدقة و الحساسية، يمتلك تلك العقلية الخاصة بالمعلمين، بدا طوال الوقت مشغولا بأن يقدم لنا وصفا دقيقا و تاريخيا لكل ما نمر به، هكذا كان يصف المدن و الطرق و المباني، حتى أسئلته فيما يتعلق بالأدب كانت تأخذ الجانب المستقصي للدقائق و التفاصيل بما يدهش الكاتب نفسه فيما يخص النص الذي كتبه، المهم حين هبطت من الغرفة لم يكن قد جاء إلى بهو الفندق، فرحت و دفعت الباب و خرجت و أنا أقول: كسبنا بعض الوقت لشرب سيجارة.

    تمشيت قليلا باتجاه الميدان الرئيسي للمدينة، رحت ناحية موقف الباصات،

    أشعلت سيجارتي مستمتعا بالتمشية القصيرة في قلب الميدان، التقطت بعض الصور للمباني الجميلة التي تحوطني في هذا الوسع منعش البرودة، كنت أسير على مهل ريثما تنتهي السيجارة، كان الخريف في أوج سطوته، و كنت في قمة وحدتي، و لم يكن بد من تذكر رائعة يحيي الطاهر عبد الله:" أنا و هي و زهور العالم". رحت للموقف، يوجد كراسي عليها بعض المنتظرين، و كنوع من المشاركة، و للتقليل من كثافة الوحدة، جلست علي أحد المقاعد، و جال بخاطري هاتف: هل الذين حولي يعتبرونني سائحا، كما نفعل نحن في بلادنا حين نري أي أجنبي مار بالشارع أو المقهى؟ لكن المفارقة كامنة في أن أحدا لا يلتفت نحوك. رحت أتطلع للباص الواقف أمامي، شبه خال، انتبهت على عيني فتاة صغيرة تحدق في المقعد المجاور، التفت كان فتى يافعا، و بالمصادفة كان أفريقيا، أسمر، كان يسارق الفتاة النظرات ثم يعاود النظر ليديه التي يفركها، تبسمت، و صرفت نظري، لكن الفضول دفعني للمتابعة، لكن بحذر أن يحسا بي أتجسس عليهما، نظرت للفتاة في نافذة الباص، مالت تكلم من يجاورها، فرأيت أنها سيدة، خمنت ربما والدتها، و هكذا بدا الموقف يتضح، ابتسمت في أسي، و رحت أتابع الحركة في الميدان من حولي، بعض أزواج العاشقين واقفين متأبطين بعضهم البعض، و البعض يندمج في قبلة، و أنا متوحد مع سيجارتي الثانية التي أشعلتها جلبا للدفء، كان الغروب فأنار السائق الباص بعدما صعد، فرأيت السيدة تزغد الفتاة حين وجدتها تنظر للمراهق الصغير، خفت أن تبدو بسمتي و أنا أحاول كتم الضحكة و أنا أستعيد ميراث الحموات العتيد؛ تحرك الباص فوقف الفتي يشيعه بنظراته، و عندما استدار الباص عند المنحي القريب أخرج من جيبه الموبايل، و راح يعبث به حتى أتته الرنة التي ينتظرها، نظر للشاشة الموبايل بسعادة، و حين همدت الرنة أعاده لجيبه، و مر من أمامي و هو يدندن بأغنية ما، و كان علىَّ العودة مسرعا قبل أن يكتشف المدرس السابق تأخري، و لأهرب من نظراته الدمثة نحو عقارب ساعته.

    تمشيت و السيدة باسكال تجاه محطة الأتوبيس، و مع أن البيت قريب كما قالت، لكن مع هذا الزمهرير الذي لا تعرف من أين يهاجم جسمك، كان علينا أن نحتمي بالدفء داخل الأتوبيس عوضا عن أن يقصفنا البرد، سألتني إن كان معي تذكرة أم لا، فأجبت بنعم؛ و كنا حين وصلنا لباريس وبي الرغبة الجامحة للرمح في الشوارع لاكتشاف المدينة و زيارة المتاحف و كل المزارات التي قرأت عنها أو شاهدتها في التلفزيون أو في أفلام السينما، و لما كانت المدينة متسعة أيضا، و لن تسعفني خطوتي الواسعة، علىَّ إذن اللجوء للمواصلات: المترو و الأتوبيس، و أخير التاكسي. كي أنجز، أوصاني الأستاذ/ جمال الغيطاني بشراء التذاكر من محلات الtapac و هي محلات متخصصة في بيع السجائر و كروت الشحن للتليفونات و الولاعات و العطور و غيرها، محلات صغيرة و منتشرة بكل المدينة، و تبيع أيضا التذاكر، نفس التذكرة تستخدم في المترو و الأتوبيس، تذهب و تشتري عشرة تذاكر مجتمعة، و هكذا كانت معي، فسهلت معي التنقل بسهولة و يسر.



    يتبع:
                  

العنوان الكاتب Date
فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-03-10, 03:47 PM
  Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-06-10, 09:36 AM
    Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-06-10, 09:40 AM
      Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-06-10, 09:50 AM
        Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-06-10, 09:56 AM
          Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-06-10, 10:10 AM
            Re: فصل من رواية ابو جهينة10-06-10, 01:00 PM
              Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-06-10, 03:14 PM
                Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-07-10, 08:21 AM
                  Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-08-10, 07:41 AM
                    Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-08-10, 01:21 PM
                      Re: فصل من رواية عبد الحميد البرنس10-08-10, 11:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de