إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 05:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2010, 08:43 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم (Re: Masoud)

    الفصل الثاني
    المشهد الرابع
    نفس المشهد السابق . يظهر الشباب في هذه المرة وهم يدورون داخل الغرفة الخلفية ويشربون القهوة... قاربت حفلتهم على الإنتتهاء قبل أن يسمعوا إيقاعات عنيفة لموسيقى الجاز وقد كانت في هذه المرة أعنف مما كانت في السابق ويقوم الشباب بحشر بعض الجمل النشاذ لتنسجم مع الإيقاع . عندما تخمد أصوات الإيقاعات الموسيقية يخرج تولا وسارّي من الغرفة الخلفية من خلال الباب الخشبي ويحمل كل منهما كوبا من القهوة ويجلسان بحذر في مقدمة المسرح ويبدو في تعاملهما نوع من الدفء وعندما تسلط عليهما الأضواء تبدو عليهما جاذبية الشباب البريئة واهتمام كبير ببعضهما
    سارّي: يبدو لي إن مجيئي إلى هذا المكان اليوم من أهم الأشياء الهامة التي قمت بها منذ مدة طويلة جدا
    تولا: إنك لاتتصورين مدى سعادتي بوجودك
    سارّي: يبدو لي بأننا سوف لانفعل شيئا طوال الليل غير أن نتحدث ولا ينتهي الحديث بيننا ولكنني أشعر بأنني قد إكتشفت شيئا هاما لا يمكنني شرحه
    تولا: إنني أعرف شعورك إذ أن هذا ما أشعر به أيضا .. إنه يشبه تعثرك بشئ ثمين وتود الإحتفاظ به إلى الأبد . أعتقد بأن مكمن الألم في الإكتشاف هو الخوف من الخسارة
    سارّي: لايمكن أن نكون خاسرين لأننا نهتم بالآخر إذ أن الإهتمام يولد الإحترام وبما أنني الآن أعرف شيئا عن عواطفك فلا تخيفني المشكلة السياسية كثيرا ولا أحمل لها هما
    تولا: على الرغم من كل هذا فأنا خائف لأنني أهتم بالآخر ولايبدو لي إن هناك طريقة للوقوف ضد حركة التاريخ والمحافظة على الأشياء التي نحب على الرغم من أن الإنسان يود دائما أن الإحتفاظ بالأشياء التي يرتبط بها عاطفيا
    سارّي: بالحب فقط نستطيع أن نبتكر طريقة لتغيير مجرى التاريخ ونتجنب الكارثة. و لأنني إمرأة فإن تفاؤلي لاتحده حدود وإنني الآن لا أشعر باليأس كما كنت من قبل إذ أنني عرفت بأن هنالك كثيرون من الأفارقة يشاطرونكم نفس الشعور . إنني أشعر بقوة أكبر
    تولا: على الرغم من أنني خجل مما سأقول ولكني من الضروري أن أراك قريبا
    سارّ ي: آمل ألا تكون كذلك .... إنك تشعرني بالأهمية . آمل ألا يكون هذا الأمر صعبا مع كل هذه القوانين التي تتحكم في حياتنا
    تولا: ربما نستطيع أن نلتقي من وقت لآخر بمطعم الجامعة
    سارّي: يمكننا ذلك أيضا
    تولا: هل لديك مانع لو تناولنا الغداء مع بعضنا من وقت لآخر؟
    سارّي: إنني أحب ذلك ولا يهمني ما يظنون بي
    تولا: يجب ألا يكون ذلك في فترات متباعدة
    سارّي: يمكننا أن نتقابل في حدود المعقول . على كل حال فأنا دائما أتناول وجباتي مع أشخاص لا يهمونني كثيرا .. إنني أحب تناول الغداء معك فهنالك الكثير الذي يمكننا أن نتناقش فيه ! هل آخذ كوبك ؟
    تولا: لآ .. لآ.. سآخذهما عنك (ينهضان)
    سارّي: حسنا! سآخذهما للداخل (تذهب بالكوبين) سأعود حالا ( يتجول تولا في الغرفة وتغشى وجهه سحابة من الأحلام على الرغم من أنه مايزال يحتفظ بجاذبيته المعروفة . نسمع لحنا رقيقا يقطعه صوت جولي من الغرفة الخلفية)
    جولي: ولذلك قلت له : يا كارمين لو كان هنالك شئ واحد لا أحتمله هو وجود شاب واحد غير ملتزم في بلد كهذا له كل هذه المشاكل المعقدة . لا مكان ولا عذر للجبن واللامبالاة (تظهر سارّي بعد هذه المحادثة القصيرة مباشرة . يتجه كل من سارّي وتولا نحو بعضهما بصورة عفوية ويمسك تولا بيد سارّي)
    تولا: ألا يتساءل والدك بينه وبين نفسه عن مكان وجودك هذه الليلة ؟
    سارّي: سوف يعود أبي متأخرا هذه الليلة حيث ذهب لحضور ندوة الحزب
    تولا: آآه ... لقد فهمت....(فجأة) قلت إلى أين؟
    سارّي: ندوة الحزب الوطني
    تولا: (يبدو عليه القلق) أتعنين في قاعة المدينة؟
    سارّي: (تنظرإليه وهو يحاول تفادي نظراتها) ما الأمر يا تولا؟ آمل ألا تأخذ ذلك ضدي ؟ أتوعدني ؟
    تولا: آآه .. لا ... لا ... إنك لاتفهمين ما أعني ! إنك لا تعرفين ماذا يعني ذلك
    مارّي: ماذا تعني ؟ لا أعتقد بأن ما يفعله أبي يهمنا نحن كثيرا
    تولا: أنا لا أعني ذلك أبدا (يحاول أن يبتعد عنها)
    سارّي: إنتظر ! وهل تعلم يا تولا بأن أبي قد ذهب لتقديم إستقالته إلى الحزب؟ هذه ليلة هامة بالنسبة له ! وهذا يعني شئيا هاما يا تولا ! ربما لا يكون ليبراليا ولكن على الأقل فقد إنفصل عن النتظيم . إنك لا تتصور مدى عظمة هذه الخطوة بالنسبة له . لقد كان عصبيا طوال اليوم وقد لاحظت هذا من حركته بالمنزل وطريقة تحديقه في الأشياء هو شارد الذهن ! لقد سألته مرتين عن بعض الأمور وكان رده علي "نعم" .... "نعم" وقد كنت موقنة من أنه لم يكن يستمع لما أقوله (يبدو تولا أكثر قلقا ويحاول أن يفلت منها) تولا إن الطريقة التي تغير بها وجهك فجأة تفزعنى ! لابد أن يكون هنالك أمر ما ؟ آمل ألا يكون ذلك أبي؟ (يهز تولا رأسه بقوة) لا ؟ إذا ماذا ؟ يجب أن تخبرني ! إن هذا الأمر هام جدا بالنسبة لي ! (يسير بسرعة شديدة إلى داخل الغرفة الخلفية وتتبعه سارّي عن قرب . يخرج حالا من الغرفة الخلفية يتبعه غاما وجيمي وكريس)
    غاما: ما بك؟ (ينظر نحو الساعة ومن ثم نحو تولا) ما الأمر؟
    جيمي: ما الأمريا تولا؟
    غاما: (يهزه بقسوة من كتفيه) ما الأمر؟ ألا تستطيع الكلام ؟ أخرست؟
    تولا: (يمسح وجهه بظهر كفه) أبوها ! أبوها ! هو وحده الذي بقي لها من والديها
    كريس: ماذا تعني يا تولا؟
    جيمي: أب من ؟
    غاما: عن ماذا تتحدث؟
    تولا: عن الفتاة الأفريكانية التي معنا هذه الليلة .. سارّي مارياس
    جيمي: ماذا حدث لأبيها ؟ أخبرنا بهدوءعن الأمر
    تولا: إن أباها في قاعة المدينة الآن ! إنه في ندوة الحزب الوطني
    فإذا حدث شئ هذه الليلة فسوف يكون هنالك أيضا! سوف يصاب مع الجميع هناك !
    (يصاب الجميع بذهول وينظروا نحو الساعة التي تشير إلى الثانية عشر وخمس وأربعين دقيقة)
    غاما: (بإحباط) إنه غباء ! غباء فظيع ! أي نوع من الغباء اللعين هذا !
    تولا: علينا أن نبطل مفعول القنبلة ! لا يمكننا الإستمرار في هذا الأمر ! ما زال هنالك متسع من الوقت لنعدو حتى قاعة المدينة ونلغي العملية !
    غاما: (يفيق من ذهول الصدمة) لا ! سوف لا نبطل شيئا !
    تولا: (أقرب إلى حالة الهستيريا) هل أنت مجنون؟ هو والدها الذي بقي لها في هذه الدنيا ! هذه الفتاة ليس لها أحد غير والدها ! لا يمكن أن نتركه يتعرض للأذى !
    جيمي: عليها اللعنة ! ما الذي دعانا للإختلاط بها ؟ عن ماذا تبحث هنا ؟
    تولا: لا يمكن أن نغض عن هذه القنبلة حتى تنفجر !
    غاما: إسكت ! هلا سكت أنت! إنك لا تصدر أوامر إلي أحد هنا !سوف تنفجر القنبلة حسب الخطة ! ليس لنا يد في أن يكون أبوها أحد مؤيدي الحزب الوطني ! إنه مذنب مثله مثل أي أبيض عنصري متغطرس ! يجب أن يختفي نهائيا مع البقية !
    تولا: إنه ليس من مؤيدي الحزب الوطني
    كريس: وماذا يفعل في قاعة المدينة هذه الليلة إذا؟ لماذا لم تخبرني بهذه المسألة من قبل ؟
    تولا: لقد ذهب لتقديم إستقالته ! إنه يريد الإنفصال عن الحزب ! لقد أخبرتني هي بنفسها بذلك !
    ( تبدأ المجموعة في زراعة خشبة المسرح جيئة وإيابا كأسود محبوسة داخل أقفاص دون أن تجد أي مخرج من هذا المأزق . تولا هو الوحيد الذي إتخذ قراره وقد وقف أمامهم كأنه يتهمهم)
    غاما: لاتقف هكذا وكأنك تتهم أحدا ! لم نخطئ نحن في أن يكون والدها بقاعة المدينة هذه الليلة
    تولا: ما زال أمامنا متسع من الوقت لنفعل شيئا ! علينا أن نوقف العملية بكاملها !
    غاما: لا ! لا يمكن ذلك ! لقد فات أوان هذا وقضي الأمر !
    تولا: لم يفت الأوان بعد إذا لم ندخل في جدل هل هذا الموضوع فربما كان أحدنا قد إنطلق نحو القاعة منذ مدة!
    غاما: (يهزه حانقا ويدفعه بعيدا) إسمع أيها الغبي ، لقد بذلنا جهدا كبيرا في إعداد هذا الأمر! لقد تعرضنا لمخاطر لا حصر لها ولايمكن أن نلغي هذا لمجرد إن أحد المتغطرسين البيض قد عانى نوبة من نوبات تأنيب الضمير ، ماذا دهاك؟ هل تحبها ؟ هذا واضح لأنك تريد أن تجاذف بأرواحنا وتنطلق إلى قاعة المدينة إستجابة لرغباتك العاطفية !
    تولا: هل لا يساوي الإنسان شيئا بالنسبة لك ؟ إنها وحيدة وليس لها أقرباء ! ليس لها أحد في هذه الدنيا غير والدها !
    غاما: إن الإنسان يعني لي كثيرا وهذا هو السبب الذي دعاني للإننخراط في هذا التنظيم . إنني أهتم بالناس ! لقد قتل هؤلاء المتوحشون مئات السود رميا بالرصاص دونما رحمة ولا شفقة . ألا تتذكر ذلك ؟ وتحدثني عن الإهتمام بالناس ! ومن أجل رجل أبيض واحد تريد أن تلغي شيئا هاما جدا ؟ شئ ربما يعني بداية التغييرفي هذا البلد ! هل تعني إن هذا هو الإهتمام بالناس ؟
    جيمي: (يحاول أن يكون موضوعيا) هل أخبرتها عن خطة تفجير قاعة المدينة ؟
    تولا: لا ، فهي لا تعرف شيئا عن هذا ! فهي تظن إنني صديق وها أنا أغتال والدها بكل برود !
    جيمي: إهدأ يا تولا فإننا جميعا مشتركون في هذا الأمر ! نحن الأثنان نتعاطف معها ! ولكن يجب أن نحافظ على أرواحنا !
    تولا: نحافظ نحن على أرواحنا ويفقد والدها روحه !
    كريس: هل هنالك طريقة لإبعاد والدها من قاعة المدينة دون إبلاغه السبب ؟
    غاما: عندما ينتشر الخبر فسوف يشك والدها في الأمر وسوف يشك فينا نحن ! ولا يمكننا حتى أن نبوح بهذا الأمر لها إننا لانعرفها جيدا لنخبرها بأننا وراء تفجير قاعة المدينة!
    تولا: (يائسا) عليكم الإستمرارفي الجدل فسوف أذهب لقطع السلك (يندفع نحو الباب)!
    غاما: (يعدو خلفه ويمسك به من كتفيه ويتعاركان. يضرب غاما أخيه الصغير بقبضته عدة مرات حتى يوهنه) سوف لا تذهب لقاعة المدينة ! غبي ! عليك اللعنة ! لقد طلبت أنت هذا ! (يتجمهر الجميع من الغرفة الخلفية أثناء الشجار وهم يتساءلون عن السبب ولكن يواجههم كريس وجيمي وغاما بالصمت ولم يجرؤ تولا بأن ينبس ببنت شفة. تندفع سارّي نحو تولا الذي كان حينها يئن وهو ملقى على الأرض ! ترفع رأسه بين راحتيها وتحاول إستجلاء الأمر ولكن تولا يستمر في هز رأسه)
    ميري: هل ضربته يا غاما؟
    غاما: نعم لقد ضربته !
    ميري: هل حقا ضربت شقيقك ؟ ولماذا ؟
    غاما: كان يريد أن يرتكب تصرفا أحمقا! ألا تسألينني ما هو؟
    ميري: (غاضبة) غاما لا أود أن أراك مرة أخرى ! ولا تحاول أبدا أن تلمسني مرة أخرى ! إنك إنسان قاس ومتوحش وأنا لا أحب الوحوش ولا المتوحشين !
    غاما: إنتظري دقيقة واحدة ! إنك لا تعرفين ما يود أن يفعل ! لا تعرفين شيئا ! لماذا تقفزين دائما إلى إصدار الأحكام ؟
    ميري: ما هي الأحكام التي تتحدث عنها ؟ ألم تضربه ؟ جيمي ما هي أسباب الشجار هذه المرة ؟
    كيتي: ماذا حدث يا جيمي ؟
    جيمي: (يحاول تفادي الأسئلة) إسمعوا ليس هذا هو الوقت المناسب للتحدث في هذا الموضوع ( تساعد الفتيات سارّي في نقل تولا للغرفة الخلفية للعناية به)
    كريس: ماذا سنفعل في هذا الأمر ؟
    جيمي: ليس في الإمكان أن نفعل شيئا
    غاما: الخطأ ليس منا
    كريس: يمكننا أن نتصل بإسم مجهول وننقل له رسالة مفادها إصابة إبنته إصابة بالغة .. أي شئ يخرجه من ذلك المكان
    جيمي: هذه فكرة جيدة ياكريس ! فكرة رائعة ! ماذا ترى يا غاما ؟
    غاما: (قلق) نعم ربما تفيد هذه الفكرة ! ما رقم هاتف قاعة المدينة ؟
    جيمي: بإمكانك الإتصال بصالة الإستقبال وسوف يقوم أي واحد بإيصالها إلى قاعة الإجتماعات
    غاما: حسنا يا جيمي بإمكانك الإتصال !
    (يذهب غاما وكريس وجيمي في إتجاه الهاتف . يقوم جيمي بإدارة القرص طالبا قاعة المدينة . تسود فترة صمت طويلة يتخللها رنين الهاتف من الناحية الأخرى وأصوات مبهمة من الغرفة الخلفية . يقف الشبان الثلاثة مشدودين حول جهاز الهاتف دون رد من الطرف الآخر)
    جيمي: (يعيد سماعة الهاتف بعنف) لا يوجد رد من الطرف الآخر !إنهم مشغولون في تخطيط مشروعات التفرقة اللونية القذرة بدلا من الرد على الهاتف (يزرع المكان جيئة وذهابا)
    غاما: لماذا ننزعج؟ لا نستطيع أن نفعل شيئا إزاء وجوده هناك الآن ؟(يهز الآخرون رؤسسهم إيجابا بفتور) ما أعنيه إنني مهتم بكل ذلك ولكن ماذا عساي أن أفعل ؟
    كريس: وتكمن الخطورة في أن الشرطة ربما تعترض أي واحد منا يقترب من قاعة المدينة فهي تحيط بالقاعة من كل جانب
    جيمي: إنك على حق يا كريس فربما يتم القبض علينا أثناء قيامنا بعملية قطع أسلاك القنبلة ! ليس هنالك من شئ محبط أكثرمن عقابك على مخطط مجهض (يزداد التوتر بعد كل فترة صمت)
    غاما: عليه اللعنة ! فالأمر ليس كأننا من طلب منه أن يتواجد هناك (صمت)
    كريس: الشكر لله إنها لاتعلم حتى الآن !
    جيمي: سوف تعرف حالا ! قل بحق الجحيم كيف تعرفت بها ؟
    كريس: إصبر يا جيمي ولا تحاول أن تلقي علىّ اللوم ! فجماعتنا ليست جماعة عنصرية ! فالمسألة ببساطة إنني قابلت فتاة من البوير بالجامعة لديها الرغبة في الإنضمام إلينا وقد دعوتها للحضور ! كيف لي أن أعلم بأن والدها سوف يكون بقاعة المدينة هذه الليلة ؟
    غاما: حسنا .. حسنا لا أحد يستطيع أن يلقي عليك اللوم ! وهذه ليست غلطة أحد ! ولكن عليكم أن تنتبهوا بأن موعد الإنفجار قد أزف ! (في محاولة متعمدة منه لإبداء عدم الإكتراث) ها .. ها .. لا يهم ! فقد مات أحد البوير في التفجير لأنه حدث وأن كان في الزمان والمكان غير الصحيح ! هذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها مثل هذا الحادث ! لقد مات المئات من السود على يد البوير ! إنه لمحزن جدا أن يموت رجل طيب من البوير وهو يسير مع الآخرين على قضبان التاريخ ! (يصمت ثم ينطلق فجأة) جيمي ، ماذا تري أنت ؟ هل ترى إنني على صواب أم خطأ ؟ أجبني !
    جيمي: (متشككا) إنك على حق ولكن ربما .....
    غاما: ربما ماذا ؟ جيمي ، هل ترى إنني على صواب أم خطأ ؟ لماذا تقول ربما ؟
    جيمي: إعني بأنه ربما علينا أن نحاول ذلك الرقم مرة أخرى
    غاما: حسنا ، ربما نجد من يرد علينا في هذه المرة .(يتحركون في إتجاه الهاتف حيث يحاول جيمي مرة أخرى . يسود صمت تام ربما تسمع أثناءه أنفاس الثلاثة . يضع جيمي السماعة بعدبرهة بعنف)
    جيمي: لقد قاربوا من أن ينسفوا من على سطح الأرض ولا يودون حتى الرد على الهاتف ! إن سياسات التفرقة اللونية اللعينة تشغلهم جدا عن الإهتمام بأي شئ آخر !
    كريس: (ببطء وكآبة) أعتقد بأن الأمر كذلك ولاشئ يمكن أن نفعله أكثر من هذا !
    غاما: (بقلق) اتعتقد بأن المسألة هكذا ؟ ماذا عسانا أن نفعل ؟ لا يمكن أن ندمر كل شئ كنا نخطط له لأشهر خلت من أجل واحد من أبناء البوير اللعينين ! لماذا كان هناك ؟ ولماذا جاءت هي إلى هنا ؟
    كريس: توقف عن إلقاء اللوم عليها ! لقد تمت دعوة هذه االفتاة للإنضمام لهذه الجماعة ! فعندما بدأتم في تكوين منظمة غير عنصرية لم يفكر أحد منكم في ماهية وضع البوير فيها !
    جيمي: لم يقل أي واحد بعدم أحقية البوير في الإنضمام لهذه المنظمة ! نحن لسنا عنصريين !
    كريس: إنكم تتحدثون كأنما تلقون اللوم علي في دعوة هذه الفتاة للحفل
    غاما: لا .. لا .. إننا لانلومك .. ولكنها قلبت كل الموازين فجعلت ما كان صحيحا يبدو فجأة خطأ
    (يخرج بقية الشباب الذين كانوا في الغرفة الخلفية ويبدو التوتر واضحا على الجميع .. تعانق أنظارهم من وقت لآخر ساعة التنبيه المعلقة على الحائط)
    غاما: هل بقي أي شئ من الشراب ؟ ميري ، هل بقي بعض الشراب ؟ (ميري لا ترد)
    جولي: كان الجميع يسرفون في الشراب طوال الليل . هل تتوقع أن تجد منه أنت شيئا الآن ؟
    غاما: هل بسيجار يا جيمي ؟
    جيمي: ( يفتش جيوبه دون جدوى . يلتفت نحو كيتي) أيتها الحبيبة السوداء ، ماذا فعلت بدخاني ؟
    كيتي: كيف أعلم ؟ هل تركته معي ؟
    غاما: ماذا حدث فجأة لكم ؟
    ميري: (تنفجر) ماذا حدث لك أنت ؟ إنك تذرع الغرفة متبخترا كالأسد . أنظر لنفسك !
    غاما: حسنا ، وماذا في ذلك ! فربما أكون أسدا !
    ميري: كفاك صياحا ! سوف يأتي جميع الجيران عدوا إلى هنا ! هل أنتم جميعا سكارى أم هنالك شئ من هذا القبيل ؟
    غاما: من الذي سكر؟ أنا لا أسكر بهذه السهولة ! سوف أنظر فيما قلت لاحقا !
    (تدخل سارّي وتولا من الغرفة الخلفية ويسود المكان صمت رهيب . يقفان متباعدان ويسود توتر يكسره دخول سلوفوت المخموروالذي يتعثر ويسقط ولكنه يتمكن من إنقاذ زجاجة البراندي التي يخفيها من الجميع. يتفرّس في المجموعة ويأخذ رشفة من الزجاجة . ينسحب تولا من غير أن يلاحظه أحد)
    سلوفوت: (يضحك ساخرا) ها ها , الاحظ هدوء كئيبا مخيما على هذا التجمع اللامنطقي من حثالات المجتمع (لا يعيره أحد إلتفاتا . يحدجهم بنظرة فاترة و يعيد محاولته مرة أخرى) هذا صمت رهيب ! السكارى فقط من لا يهزهم وقار صحو التاريخ !
    جيمي: كما إن التاريخ لا يؤثر فيه الوقار المصطنع للعقل المخمور !
    سلوفوت: جيمي يا بني أعلم إنك سترتفع إلى مستوى الأحداث !
    غاما: ألا تصمت كتلة اللحم هذه ! إنها تثير أعصابي !
    سلوفوت: (يصفّر ويترنح إلى الأمام) إنتظر لحظة ! اسمعوا من يتحدث الآن ! إنه الشاب البارد ! إنه الشاب المذهل الذي يمتطي عربة التاريخ ! ولأول مرة يكون غير متأكد مثلنا نحن الهالكين ! غاما ، إنهض فإن الخلود يمر من أمامك !
    غاما: إذا لم يقم أحد منكم بإيقاف ذلك المخمور فأقسم لكم بأنني سألكمه على فمه وإسكت ثرثرته إلى الأبد !
    سلوفوت: " إنها أفضل الأوقات .. إنها أسوأ الأوقات ..... إنه زمن الحكمة ، إنه زمن التفاهة !" (يترنح إلى الأمام) إنه زمن ذروة الغباء ! أتعرف يا غاما يا بني إنك لست الشئ الأصيل ! لقد حدثت ثورات في السابق ! (يندفع غاما ليصفعه ولكن تعترضه حركة سريعة من جيمي)
    غاما: عليه اللعنة ألا يخرجه أحدكم من هنا قبل أن أؤذيه ؟
    جيمي: غاما ، أرجوك أن تهدأ ! لقد إنفرط إنضباط كل واحد منا ! ماذا حدث لكم ؟
    سلوفوت: لاشئ بالنسبة لي (صمت) حسنا ، ما الخطأ في حديثي ؟هل تفوهت بأي كلمة نابية ؟ إذا قلت ذلك فإنني أعتذر من صميم قلبي وكرجل محترم ! (غاما ينتزع منه الزجاجة) الآن إنتظر لحظة ياغاما ! إن ما قمت به يعتبر عملا إستفزازيا ... فحتى المخمور فله حق ديمقراطي في الإحتفاظ بزجاجته .. أعني كافة الأغراض العملية ! إنني أطلب توضيحا عن سبب إحتجاز زجاجتي ! (يأخذ غاما رشفة من الزجاجة ويرفعها في مواجهة الإضاءة ليكتشف بأنها مازالت تحتوي على كمية لا بأس بها من الشراب . يفرغ ماتبقى من الشراب في جوفه ويلقي بالزجاجة بعيدا) يحتاج قائد الأوركسترا أيضا إلى طلقة في الذراع
    غاما: وتلزمك طلقة في الدماغ
    جيمي: (فجأة) أين تولا ؟ ماذا حدث لتولا ؟
    سارّي: قال إنه يريد أن يستنشق بعض لهواء الطلق !
    جيمي: ماذا؟ يا إلهي !
    غاما: متى خرج؟ ماذا حدث؟ إلى أين قال لك إنه سيذهب ؟ تكلمي ألا تستطيعين الحديث؟ عليه اللعنة (يهز الفتاة المرعوبة)
    سارّي: لا تفعل بي هذا ! إنك توذيني (ميري تسحب غاما بعيدا) ماذا حل بكم ؟ ماذا حل بكل واحد هنا؟ ماذا تخططون؟ ماذا يجري هنا؟ (يندفع جيمي وغاما للخارج للبحث عن تولا)
    سارّي: هنالك شئ غامض يجري هنا وأنا لا أعلم عنه شيئا
    ليلي: ميري .. ما الأمر؟ هل تعلمين شيئا عن كل هذا الإهتياج؟
    ميري: كيف لي أن أعلم ؟ لماذا تسأليني ؟ لقد كنت بالداخل أشرب القهوة وخرجت إلى هنا ووجدت كل هذا الأضطراب والفوضى ولا أعلم أي سبب لكل هذا (يدخل غاما وجيمي مرة أخرى) غاما, هل حدث أي مكروه ؟
    غاما: (يتجه إلى منتصف خشبة المسرح متحدثا في نبرة هستيرية) إنكم تراهنون على إن هنالك مكروه ما ! لقد خرج أخي الحبيب لمشاهدة حدوث كل شئ ! سوف يكون الشاهد الرئيسي ! ومن يعلم فربما يذهب لإبلاغ الشرطة .. ويحذرهم ! اراهن بأنه سيفعل ذلك ! سوف يندفع إلى داخل القاعة ويطلب من الجميع هناك الخروج قبل الإنفجار (غاما يبدأ في الصياح كأنه مجنون) اخرجوا جميعا أيها الطيبون ! أخرجوا قبل أن ننسفكم ! هل تسمعونني ؟ أخرجوا من هذه القاعة اللعينة ! ليس لديكم اكثر من خمس دقائق ! أخرجوا الآن أو تفجروا . عليكم اللعنة هل هنالك من يسمعني ؟ لا ، ليس هنالك من يسمعني ! ولا حتى شخص واحد يسمعني ! إنكم جميعا مشغولون عن سماعي أو الإهتمام بي لأنكم منكبون في طبخ سياسات التفرقة اللونية المجنونة ! حسنا ، فلتذهبوا عليكم اللعنة ! موتوا جميعا فهل تعتقدون بأني سأهتم ؟ اقول لكم إنكم تخطئون كثيرا إذا.............
    نبدأ في سماع دقات االساعة معلنة منتصف الليل ! تصل أصوات دمدمة بعيدة .... يسمع دوي إنفجار على بعد ميلين ! تصم صفارات سيارات الإسعاف والشرطة الآذان . تهتز أضواء المسرح كأنما حدث ذلك بفعل الإنفجار ، تشتد إضاءتها وتنخفض تأثرت محطة توليد الكهرباء نتيجة للإنفجار ! يسمع من بعيد إيقاع عنيف لموسيقى االجاز كأنه منسجم مع إيقاع الإنفجار خارج المسرح يسكت الإنفجار فجأة . تندفع المجموعة بكاملها نحو الباب. تشتد الإنوار وتخفت ثم تنطفئ فجأة 0( إسدال الستار)

                  

العنوان الكاتب Date
إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-01-10, 09:22 AM
  Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-01-10, 09:25 AM
    Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-01-10, 09:44 AM
      Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-01-10, 09:49 AM
        Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-01-10, 10:26 AM
          Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-01-10, 01:50 PM
            Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-02-10, 07:39 AM
              Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-02-10, 11:07 AM
                Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-06-10, 09:12 AM
                  Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم اساسي10-06-10, 09:16 AM
                    Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-06-10, 09:53 AM
                      Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم اساسي10-06-10, 10:02 AM
                        Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم أبوعبيدة محمد الأمين10-06-10, 02:11 PM
                          Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-06-10, 04:20 PM
                            Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-06-10, 05:07 PM
                              Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-07-10, 04:25 AM
                                Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-08-10, 10:10 AM
                                  Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Imad Khalifa10-08-10, 06:22 PM
                                    Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم محمد طه الحبر10-08-10, 07:16 PM
                                      Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-09-10, 08:47 AM
                                        Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-09-10, 03:58 PM
                                          Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-10-10, 05:21 AM
                                            Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم محمد سنى دفع الله10-10-10, 06:18 AM
  Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-10-10, 07:14 AM
    Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-10-10, 08:41 AM
      Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-10-10, 09:09 AM
        Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-10-10, 10:13 AM
          Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-10-10, 12:05 PM
            Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-10-10, 05:20 PM
              Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-11-10, 08:19 AM
                Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-11-10, 05:50 PM
                  Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-12-10, 07:45 AM
                    Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-12-10, 03:14 PM
                      Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-21-10, 08:43 AM
                        Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-21-10, 09:01 AM
                          Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Masoud10-21-10, 04:13 PM
                            Re: إيقاع العنف: من مسرح المقاومة الأفريقية: ترجمة جعفر م. عبد الرحيم Salwa Seyam10-21-10, 04:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de