هل الجعليين حبوبتهم دينكاوية .. إذا صحّ ذلك فإلى أين سيذهبون حال الانفصال ؟

Quote: الوحدة بدم شرف الدينكا لا قرف التمرد 10 / 08 / 2010 04:24:00 حجم الخط: Decrease font Enlarge font علاقة المصاهرة بين الشمال والجنوب على مدى التاريخ متواصلة. يؤكد هذا: المظهر من ناحية والجوهر من ناحية أخرى. في أبناء الجنوب بعامة. والدينكا والنوير والشلك بخاصة. من حيث المظهر نجد أنوفهم مستقيمة لا فطساء كما هي الحال عند الأفارقة الخلص أمثال جومو كنياتا بكينيا. ووجوههم مستطيلة، وخدودهم أسيلة. والقامة طويلة خفيفة اللحم لا لهزال أو مرض. ولكن بالوراثة (شُخت) كالعرب سواء بسواء. أو (سوى سوى) كما يقول الجنوبيون. يقول فليب حتى بكتابة (تاريخ العرب): كان العربي حزمة من الأعصاب. على حين كان الرومان بالجاهلية قبل الإسلام أميل إلى القصر وثقل اللحم. وفي كلمة واحدة (علوج). وكانت العرب تستخدمها للاستخفاف بهم. وقد استخدمها الصحاف لذات الغرض عند غزو الأمريكان والإنجليز العراق لإسقاط صدام. فسقط وما يزالون هم بها مما يؤكد أن الأمر كذب في كذب. من حيث الجوهر وهذا هو الأهم أن لغة الدينكا والنوير والشلك في قديم الزمان كانت العربية إلا أنها بمرور الزمن تفرعت إلى ثلاث لغات كاللغة اللاتينية تفرعت إلى اللغة الفرنسية، والايطالية، والبرتقالية. ثلاث لغات لا يفهم أحدهم الآخر. بل كاللهجة اليمنية والسودانية الخالصة. إذ تكلم بها السوداني أو اليمني لا يفهمها غيرهم. نعم كان أصل ثلاث اللغات هذه بالجنوب العربية بدليل أنهم ينطقون الضاد المتفردة بها العربية لذلك عرفت بلغة الضاد. وبدليل أنهم يقدمون الموصوف على الصفة والمضاف على المضاف إليه. فيقولون (البيت الأبيض) و(كرة القدم) لا الأبيض البيت (White House) أو القدم الكرة (Foot Ball) كما في الإنجليزية وغيرها من لغات العالم الأعجمية حتى لغة الدناقلة في شمال السودان. ويؤكده أنهم يؤمنون بوجود الله ووحدانيته كالعرب بالجاهلية. وباليوم الآخر كالإسلام لا العرب الكافرين به بالجاهلية إلى غير ذلك من أمثلة الجوهر المؤكدة لعروبتهم حسبي منه هذا في المقام. وفي الجنوب أخص الدينكا بين الثلاثة. فهم أخص الخاص. في هذا الجانب. بدليل وجود فرع في الدينكا بأعالي النيل يعرف بـ(دينكا عالياب) والعالياب والزيداب محطتان من محطات القطار بعد الدامر جنوباً في منطقة الجعليين. ومما يؤكد صحة نسبهم إلى منطقة جبل أم علي. ومنه كانت نسبة العالياب. أن فرع العمراب يسكنون هذه المنطقة ويتميزون بسواد لامع كالكحل يعرف في الشمال بـ(زرقة العمراب) للتعبير عن نبلهم وتميزهم عن سواد غيرهم المعتم كالفحم. الأزرق في اللهجة السودانية يعني الأسود. لاحظ الاستعمار الإنجليزي بنظره الثاقب ونفسه الطويل المعهود هذا التماثل في المظهر والجوهر بين الشمال والجنوب. أو بين عرب اليوم المسلمين بالشمال وعرب الأمس المسلمين بالفطرة بالجنوب فخشوا أن تتم الوحدة الجاذبة بالاستهواء والاختلاط فسنوا قانون المناطق المقفولة ليبقى أهل الجنوب بالغابات عراة كالدينكا في الجنوب وحرموا على سكان مدن الجنوب لبس العرب من سروال وقميص. ولو كان في إمكانهم تحريم عربي جوبا، ووحدانية الله، وتعدد الزوجات لفعلوا. كما لاحظ الاستعمار التمازج بين العرب والنوبة إلى حد المصاهرة فدعا مفتش المركز المعروف بقسوته في الإدارة. بأمر من مدير المديرية. دعا حماد سوسة ناظر الجوامعة والمك أمين الدردمة مك نوبة الدلنج، ولفيفا من العرب والنوبة إلى مؤتمر (الكنن) سأل المفتش حماد: أين يسكن الأرنب؟ قال: القوز والوديان. سأل المك: أين يسكن الكيكيو؟ (من الأحياء البرية كالفأر إلا أنه أكبر منه كثيراً. أظنه هو ما يعرف بـ( فأر البوص). قال: الجبال. قال المفتش: خلاص النوبة كالكيكيو لازم يسكن الجبال. والعرب كالأرنب لازم يسكن القوز. فاهم. وحرق كل منازل العرب المقامة في سفح الجبل (أسفل الجبل). وبقي سكان الجبال عراة كالدينكا بالجنوب. تخيل قارئي الكريم لولا هذه السياسة لكان كل سكان جبال النوبة والجنوب اليوم مزيج ذلك التمازج. لكن العكس هو الذي حدث بكل أسف. هذه هي السياسة زراعة وحصاد لا كلام كسلق البيض تذروه الرياح. واليوم 2/8/2010م قرأت خبراً مفاده أن الآنسة سحر عبد الله الأمين جعلية من الدامر. وزينب إبراهيم دينق بنت أحد سلاطين الدينكا يدعوان إلى وصل ما انقطع أعني الوحدة الجاذبة بالتزاوج بين بنات الجنوب بشباب الشمال وبنات الشمال بشباب الجنوب. امتداداً طبيعياً لما كان قبل سياسة المناطق المقفولة وأقرب من هذا امتدادا طبيعيا لزواج والدها حسن من أمها بت السلطان. والسلطان هو والد جون قرن. خال سحر وعم سحر دكتور عبد الله الطيب. ترجع العلاقة بين الأب والأم أن الأب حسن كان يعمل بالصحة بالجنوب. وبنت السلطان والدتها كانت تحمل الطعام إليه فأعجبته فاختارها زوجة. قصة تشبه قصة بنت السلطان في الأحاجي السودانية. (المرجع الزين عثمان جريدة الصحافة). لفت نظري هذا الخبر وإليه يرجع الفضل في كتابة هذا المقال لأنه أعاد الأمر إلى ما كان عليه. وقد لخص الشاعر إسماعيل حسن فكرة هذا التمازج سابقاً ولاحقاً بقوله (عرب ممزوجة بدم الزنوج الحار ديل أهلي) (ديل قبيلتي لما أدور أفصل للبدور فصلي). وقبله بكثير قال آخر لمحاربة التعنصر القبلي: (كلمة دنقلاوي وشايقي وجعلي مو فايداني) (غير كلمة مزاح خلت خوي جافاني) (النيل أبونا والجنس سوداني). ولأحد شعراء الوحدة الصادقة لوحة مضيئة صور فيها خطبة شمالي لإحدى بنات الدينكا فقال: (وقعد الخال معاه العم) (وقالوا خلاص بندور نتلم) (ما دام النقص الـ/ فوقنا إنْتم) (نقطع نسيح دم) (قالت "ميري" بقركم كم؟) (رد صلاح بقارنا مراح) (قالت" أشول: يكفي اللبن الرايب يبقالنا ملاح) (نسوطو عصيدة نرشو سليقة) (نوزعو قدحاً قدحا للمداح). المعنى لمقطع (نقطع نسيح دم) دم البكارة ليلة الدخلة. ومنه كان دم شرف الدينكا بالعنوان. للعلم مولانا أبيل ألير خال د. جون قرن والولد خال كما تقول حكمة السودانيين وهذا يعني أن قناعة قرن بالوحدة لم تكن من فراغ. كما أن قيادته لحملة السلاح، وتصفية أعداء الوحدة بالخارج والداخل له لم تكن من فراغ. ودعوة سحر للوحدة الجاذبة بالتزاوج لم تكن من فراغ. ودعوة سحر للوحدة الجاذبة بالتزاوج لم تكن من فراغ. ختاماً آمل أن يراجع عرب الشمال، وعرب الجنوب كيد الأعداء بذكاء، بوصل ما انقطع طوال قرن. بالتمازج والتزاوج لصالح الشمال والجنوب معاً. فاتني أن أقول: في أغنية "لبن أبوا ليْ بي" بكردفان تقول (زوجوني بلا) (بي لبن بقرة) (في قعر شجرة) لتعبر فتاة كردفان عن تعلقها بـ/ ود البحر. الشاهد فيها الاكتفاء باللبن رائباً أو حليباً صداقا لها. مظهر طبيعي من مظاهر الوحدة الصادقة. والله من وراء القصد