|
Re: صعود وسقوط (الحَرَكَة الإسْلاَمِيَّة السُّودَانِيَّة )فى ثنايا سفر المحبوب عبد السلام (Re: خالد العبيد)
|
ازمة التوافق و التصالح مع الجماعات و الحركات الإسلاموية السياسية: خلاصة القول ( انهم اذا حدثوا كذبوا و اذا وعدوا اخلفوا و اذا إإتُمِنوا خانوا....... و اذا عاهدوا نقضوا) ذكر المحبوب عبد السلام في كتابه المذكور سابقاً, انه بالرغم من شيوع الأنباء عن حدوث انقلاب عسكري أثناء الديموقراطية الثالثة في السودان, لم يكن من المرجح ان تُقدم الجبهة الإسلامية بهذا الإنقلاب خارقةً ميثاق الديموقراطية الذي تعاهدت عليه مع بقية الأحزاب و تخون عهداً دستورياً و ادبياً و اخلاقياً التزمت به. و حتي بعد قيامهم بالإنقلاب قاموا بالتمويه و المخادعة في الفترة الإولي للإنقلاب حتي لا يُكتشف بأنهم من قاموا به, لدرجة انهم ادخلوا الأمين العام للجبهة الإسلامية الدكتور حسن الترابي للسجن مع بقية المعتقلين الذين سجنوا و سلبت حرياتهم بغير حقٍ ولا ذنب غير انهم انتخبوا من الشعب و تريد الجبهة الإسلامية و الحركة الإسلامية اخذ هذا التكليف منهم بغير حق. فكان من ضمن المعتقلين السيد الصادق المهدي و الذي هو شقيق زوجة الدكتور الترابي نفسه. و لم يقف الأمر عن ذلك فحسب بل قام جهاز الأمن بإعتقال السيد الصادق المهدي و توجهة اهانات بالغة له كما ذكر المحبوب عبد السلام, ثم صودرت ممتكلات الإحزاب و الشخصيات الحزبية, و انشئوا بيوت الإشباح و مارسوا التعذيب و القتل ضد كل من ظنوا انه مخالف لهم. ثم مرت السنون و انقلبوا علي شيخهم, و سجنوه, و زوروا حتي انتخاباتهم الداخلية, ثم انطلقت ماكينة القتل و التعذيب و الحرب فيما بين اعضاء الحركة الإسلامية السودانية نفسهم. و حتي في الإنتخابات الإخيرة التي اضطروا عليها و تعهدوا ان تكون ديموقراطية و حرة , طُعِن في نزاهتها,حيثت اُتهِموا و شراء الذمم بالإموال, و كذلك إستعانوا بمن هم متشددين دينياً اكثر منهم, يكفرون كل من صوت لإمراة او مسيحي او مسلم متعاون مع الحركة الشعبية او الحزب الشيوعي, بل ذهبوا الي تكفر كل من نادي بالديموقراطية لان البيعة ما زالت للرئيس. و استعملوا تلك الجماعات التكفيرية المتشددة لتخويف خصومهم و المنتمين لهم, تلك الجماعات التي نعتقد بأنها تقوم بدور الجناح السياسي لتنظيم القاعدة, و التجنيد للحركات الإسلامية التكفيرة المسلحة. كل ذلك و ما سبق يجعلنا نتسأل, اي شرٍ يحمله هؤلاء الناس بدواخلهم,,, هل هم شياطين ام مؤمنين,,,, دين رحمن ام دين شيطان,,,, ام ازمة نصوص شريرة متسربلة بالتقديس إتبعوها,,,, و تحمل بداخلها لهم الوعد و الوعيد الجزة و العصا تخيفهم و تخيفنا من المجهول القادم بعد الموت,,,,, و حتي الذي في نفسه شكٌ منها و ريبة يخاف تحقق و عيدها. نجد بانه من الصعوبة بمكان و لدرجة الإستحالة الإتفاق مع حركات الإسلام السياسي, و نعتبر انه من السذاجة الطمأنينة لاي تعهد او التزام, رسميٌ كان او أدبي او أخلاقى معهم, و ذلك لعدة أسباب, و من اهم هذه الأسباب: 1- الكثير من أعضاء هذه الحركات يستخدمون فقه التقي و فقه الضعف, و هو اظهار خلاف المُبطن و تحليل ما يروه محرماً الي حين, و يتفقون اتفاقيات يعتبرونها تكتيكية و ليست إستراتيجية, حتي اذا ما رأوا انهم في حالة ووضع غير التي كانو عليه ينقضون تلك المواثيق, باعتبارها باطلة او كانت عقود اذعان و عهود اكراه. 2- ليست لهذه الجماعات و الحركات إستراتيجيات و لوائح ثابتة متفقٌ عليها, و تصرفاتهم و رؤيتهم ناتج لإتباعهم لنصوص و مصادر متناقضة في حد ذاتها, فقد يغير اي مسؤل في هذه الحركات إستراتجية الحركة لمجرد تنبهه لنص ديني او فتوي, فقد يتبع يوماً الاية (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة 8)و يأتي يوم و يتبع الإية (قَاتِلُوا الَّذِينَ لايُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)) التوبة 29). 3- كثيرٌ من اعضاء الحركات الإسلامية ناتج تدينهم بسبب امراض نفسية و اضطرابات وجدانية, و ليس بسبب قناعات عقلانية, و لذلك هم دائماً متوجسون مُوسوِسُون, يختلقون العدائيات, و ردود أفعالهم و أقوالهم حادة متظرفة تثير الإستغراب و الإشكاليات. 4- دائماً ما يوجد بداخل هذه الحركات من يتشوقون للحروب و القتال و لا يتهيبون عواقب الحرب و لا يُغرِيهم السلام, فيتوهمون العداء لإثارة نيران الحروب و دخول ميادين القتال ,يدفعهم لذلك شوقهم و شبقهم الجنسي العارم لدخول جنات الفردوس و فض بكارات بنات الحور, و يعيشون فيها حياة سرمدية لا عمل فيها غير الأكل و النكاح.
|
|
|
|
|
|