وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة فيصل محمد صالح(Faisal Salih)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2003, 08:48 PM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى (Re: Faisal Salih)

    الأخ فيصل صالح

    والشكر على مثل هذه الأخبار الطيبة فى وقت ظل فيه إسم السودان يكاد أن يمثل كابوسا ًمدلهماً, كما يدل على أن هنالك عمل كبير يجرى فى صمت بخصوص الآثار والذى يمكن وصفه بالهيكل العظمى للتاريخ, إذ أن التاريخ بدون وثائق مسجلة ومعلومة يظل ضرباً من القصص المروية, ويا حبذا لو إمتد جهود علماء الآثار ليغطى كل أركان قطرنا الحبيب فهناك الكثير الذى ينتظر إزالة التراب والغبار منه ليبين بريق معدنه الأصفر

    وبالمصادفة إستلمت صباح اليوم فى بريدى الإلكترونى مقال من مصدر مجهول بالنسبة لى يتعلق بالآثار فى بلاد النوبة الأعلى أوردها هنا فى جزئين لإرتباطها بموضوع البوست على أمل الإستفادة منه, وهو كما يلى

    عادات الدفن فى وادى النيل الأعلى: لمحة عامة
    الكاتب: فرانسيس جيوز
    الرئيس الحالى للوحدة الفرنسية التابعة للإدارة العامة للآثار والمتاحف القومية بالسودان
    المقال منشور بمجلة "أركامانى": مجلة الآثار والأنثروبولوجيا السودانية
    العدد الرابع فبراير 2003

    إن دراسة لعادات الدفن النوبية والسودانية خلال مجمل التواتر الثقافي هى مسألة بالضرورة معقدة ومهمة غير مكتملة، وذلك بفعل أن علم آثار تلك المنطقة قد ركز بصورة رئيسة على التنقيب فى المدافن. الأكثر أهمية، أن المدافن تؤلف وحدات منغلقة تحوي، فى معظم الحالات، معطيات غنية ومتماسكة مميزة لعصرها، والتى استخدمت بفعل ذلك محددات كرونولوجية وثقافية. ساعد تحليل المجاميع والمنشئات الجنائزية الى حد بعيد فى التعرف على الثقافات النوبية، وفى تثبيت كرونولوجيتها، وفى تحديد علاقاتها بالمناطق الأخرى وبالثقافات السابقة/ اللاحقة، وفى نهاية المطاف فى فهم بنياتها الاجتماعية. الأسباب التى قدمت عادة لتبرير النشاط المكثف للتنقيب فى المدافن هو توفر موضوعات مكتملة بداخلها. لكن، للأسباب المذكورة فى الأسطر السابقة، فإن وجهة النظر هذه تحتاج الى إعادة نظر : محتويات المدافن تمكننا من انشاء اطار كرونولوجي، وثقافي، واجتماعي، واقتصادي لكل بحث لاحق.

    إن المقابر وقد استخدمت بداية وقبل كل شئ محددات كرونولوجية واجتماعية- ثقافية، قد تم دراستها كوحدات فى ذاتها. إن ذات طبيعة فرع معرفتنا قد تكون مسئولة عن ذلك. كيف يمكن لبقايا مادية محضة أن تكشف عن المعتقدات والأفكار المحتواة فيها؟ على كلٍ، يمثل الموت لأية مجموعة اجتماعية حدث جلل مصحوب بعدد لا نهائي من المعاني الضمنية. فكما سجلته المدنية المصرية القديمة وأكدت عليه " فإن رد الفعل تجاه الموت ليس أمراً عشوائياً لكنه ذو معنى وتعبير (Hutington and Metcalf 1979:1). لكن، علماء الآثار، فى أبحاثهم، لا بدَّ لهم من استيعاب الواقع الصعب. منذ الأزمان القديمة، طال الكثير من أعمال النهب والتخريب للمواقع، إما بفعل إنساني أو طبيعي، معظم الجبانات مما أدى الى زوال العديد من المعطيات. فكما ذكر محقاً آدمز (1977 : 156) "... ان الكشف عن مدفن فى حالته الأصلية يمثل رسالة مقروئة لعالم الآثار". مع ذلك فإن مدفن فى حالته الأصلية قد يكون فاقداً لكل أثر لمحتوياته العضوية.

    ما قبل التاريخ

    تم الكشف عن أقدم المدافن فى وادي النيل الأعلى فى النوبة السفلى، فى جبل صحابة (Wendorf 1968b) والجزيرة دبروسا، بالقرب من وادي حلفا، وتوشكا (Wendorf 1968a:869-875) ونسبت لثقافة قادان (حوالي 13000 - 8000 قبل الميلاد)، والتى تمثل نهاية العصر الباليوليتي فى تلك المنطقة.

    يذكر الأدب المتخصص جبانة جبل صحابة عادة لأسباب لا صلة لها بالطقوس الجنائزية. بالطبع، القطاع الأكبر من أهل الجبانة - رجال ونساء وأطفال - يظهرون مؤشرات دالة على حالة موت بفعل عمل عنف، ولوحظ أن مركب الأسلحة الحجرية التى قتلتهم وجد فى داخل أجسادهم فى بعض الحالات. مع ذلك، وفرت هذه الجبانة معلومة قيمة عن عادات الدفن. إنها المثال الهام الأول فى المنطقة لسكان يمنحون اهتماماً بموتاهم و، من ثم، يمكن عدهم السباقون فى تثبيت تلك التقاليد التى ستظهر لاحقاً فى النوبة؛ المقابر فى منطقة تبدو مخصصة للدفن فقط؛ يقبع العديد من المقبورين فى حفر بيضاوية صغيرة محمية بصفائح رقيقة من الحجر الرملي؛ وضع الجثمان واتجاهه هو نفسه بالنسبة لكل الهياكل التى ترقد فى وضع مقرفص على الجانب الأيسر، الرأس باتجاه الشرق وتتجه الى الجنوب، الأيدي عادة أمام الوجه؛ فى حالات، يضم القبر الواحد مدفنين الى أربعة. على كلٍ، لم يتم الكشف عن محتويات قبر مع أن العديد من المدافن سالمة فى وضعها الأصلي. فى توشكا والجزيرة دبروسا، اتخذت الهياكل الوضع نفسه رغم أن اتجاهها لم يخضع لضوابط ثابتة. فى توشكا لوحظت جمجمة بقرة برية (Bos primigenius) موضوعة من فوق العديد من المقابر، وذلك فى الغالب لتعليم موقع المقبرة.

    يبدو ان تلك البدايات المدهشة للتقاليد الجنائزية فى النوبة لم تستمر. فبرغم عمليات الاستكشاف الشامل، لم يتم الكشف عن مقبرة نيوليتية فى النوبة السفلى. غير واضح عما إذا كان ذلك يعزى للبحث الميداني غير المتقن أو تعرية الموقع أو غياب نشاطات الدفن. على أية حال، فإن الاكتشافات الأخيرة فى السودان الأوسط قد عدلت لحسن الحظ الوضع ووفرت بينة دالة على تطور عادات الدفن خلال هذا العصر.

    ترجع أقدم المدافن فى هذه المنطقة الى ما يعرف بـ الخرطوم الميزوليتية (حوالي 8000 - 5000 ق.م.) وتختلف اختلافاً كبيراً عن القادانية فى النوبة السفلى. كانت وسط مواقع الاقامة ولم تحتل مناطق مخصصة. لم تكن هناك ضوابط محددة تحكم اتجاه الجثمان أو وضعه. مع أن الهياكل مقرفصة فى حالات، فإنها فى الغالب ترقد على الظهر مع الأرجل فى حالة انحناء الى الأمام والأيدي بعيدة عن الوجه. فى شابونا، بالنيل الأبيض، تم الكشف عن هيكلين فقط فى حالة حفظ جيدة وكانا كلاهما يرقدان فى وضع ممدد على ظهريهما (Clark,1989). لا تظهر المقابر ولا الهياكل أي غطاء خارجي أو حماية ولا وجود لمحتويات قبر، باستثناء حالات قليلة: فى السقاي (Caneva,1983:21-24) والخرطوم (Arkell,1949:31-35)، صدف محار قد يكون مرتبطاً ببعض المدافن؛ فى الخرطوم، صاحبت شقفة فخار كبيرة أحد الهياكل ووضعت كمسندة للرأس فى حين أن هيكل آخر تزين بعقد من خرز من بيض نعام. عادات دفن أكثر تعقيداً تظهر فقط فى وقت لاحق، فى مواقع الخرطوم النيوليتية (الألفية الخامسة قبل الميلاد)، كما دللت على ذلك أعمال التنقيب فى الكدرو (Krzyzaniak,1984) والغابة (Geus,1984; Lecointe,1987)، حيث تم التنقيب مؤخراً فى جبانات كبيرة. جدير بالملاحظة ان المقابر هناك، كما فى النوبة قبل عدة الالاف من السنين، تقع خارج مواقع الاقامة فى مناطق مخصصة لذلك.

    تعرف المنقبون فى الغابة، بقدر ما سمحت الترسبات، على حفر دائرية أو شبه دائرية تتفاوت أقطارها من 120 سم الى 160 سم. احتوت تلك الحفر على هيكل واحد فى كل منها يرقد فى وضع مقرفص بدون اتجاه محدد. الهيكل عادة يتزين بحلي - أسورة، عقود، وحلق شفاه - ويرقد فى منتصف الحفرة، التى احتوت كذلك على أواني فخارية و ، بصورة استثنائية، أدوات من الحجر والعظم، وصدف محار وشظايا ملكيت. أثار خضراء اللون وجدت فى حالات على الأسنان والجماجم؛ آثار حمراء اللون تظهر على العظام والترسب المحيط بها؛ وجدت مناطق بلون أبيض سميك تحت الجماجم والقدمين. بالاضافة، فى المدافن الأكثر حداثة، وضعت فى بعض الحالات جمجمة أو اثنتين بالقرب من جمجمة المتوفى.

    تمثل مدافن الخرطوم النيوليتية تطوراً ملحوظاً مقارنة بمدافن الخرطوم الميزوليتية، والتى يمكن الكشف احتمالاً عن جذورها فى المدافن القادانية الأقدم. يمكن ملاحظة ذلك بصورة أكثر وضوحاً فى السلوك تجاه الموت، والذى ينظر اليه تعبيراً عن شكل آخر من الوجود وهو ما قد تشير اليه حقيقة وضع المتوفى الذى يذكرنا بالمرحلة الجنينية فى الرحم ومن ثم حدث الميلاد. مع جهلنا بما يشمله هذا العبور فإننا قد نميل الى احتمال النظر اليه بوصفه طقس استهلال ختامي يعبر من خلاله السكان عن رغبتهم فى مساعدة المتوفى بتقديم عناصر من حياته السابقة، بالتالي التفسير المحتمل لوجود الزينة الشخصية والممتلكات، وأيضاً ضرورة حماية الحفر. يكتشف عالم الآثار للأسف البقايا المادية لهذا السلوك فقط، متجاوزاً مغزاه العميق، والمعتقدات الكامنة والطقوس الدينية والسحرية المرتبطة به. بالتالي فإن التقارير المنشورة عن مواقع الدفن عادة ما تحتوي بالضرورة على كشف المحتويات الممل، لكنه المفيد، الذى يناقش بتفصيل البقايا المادية، لكنه نادراً ما يتناول المفاهيم الجنائزية والمعتقدات نفسها.

    لنعود الى موضوعنا، دفن المتوفى فى الغابة بمفرده فى حفرة تشغل وضعاً قبولادياً. ليس هناك اتجاه ثابت محدد. يلبس المتوفى الحلي التى تزينه خلال حياته والتى تنسب احتمالاً الى قوى وقائية. الألوان التى وجدت داخل الحفر تظهر أن اهتماماً كبيراً كرس للجثمان. هناك بالطبع بقايا غطاءات وكساءات مغرة (حمراء)، أو مساند رأس ومساند رجلين (بيضاء) وطلاءات وجه غالباً ذات أهمية سحرية (خضراء). موضوعات مختلفة تحيط بالجثمان، تشير الى حياته أو وضعه الاجتماعي السابق. لم تكن الجرار الفخارية هناك بغرض احتواء الطعام، كما قد يعتقد، طالما أنها وضعت دائماً مقلوبة وفى حالات فوق بعضها الآخر. يحتمل أن تكون قد استخدمت أثناء احتفال طقوسي قبل اغلاق المدفن. أخيراً فإن جماجم الثيران، التى تظل وظيفتها غير معروفة، تشير الى أهمية الماشية للمجتمع وللطقوس الجنائزية.

    فى الوقت الذى تبدو فيه القبة تدليلاً جيداً لأنماط الدفن التى ظلت سائدة فى المكان حتى ادخال المسيحية، فإنها أقل توضيحاً للتقاليد الجنائزية الأخرى. لا يمكن الكشف عن مظهر خارجي للقبور وتبدو الجبانة فى مجملها قد تطورت وفق خطوط كرونوطبوغرافية صارمة، وهو ما قد يشير الى بنية اجتماعية مساواتية. الانحراف الوحيد فى الترتيب الأفقي للمقابر وجودد مساحة شاغرة احتمالاً شغلت ببناء مادي لم يعد من أثر له للأسف. رغم أن الكدرو معاصرة للغابة فإنها تظهر تطوراً أشد تعقيداً حيث رتبت مدافنها فى طبقات يفترض أن تمثل وحدات عائلية أو اجتماعية.

    مع ذلك، فإن ازدهار العادات النيوليتية تتجسد فى الكدادة (الألفية الرابعة ق.م.)، المجاورة للغابة واللاحقة لها (Geus 1984 Reinold 1987:21-41). تم تنقيب منطقتين رئيستين هناك، بما فى ذلك واحدة تحتوى على العديد من طبقات المقابر مثل الكدرو. ظلت المدافن تشغل حفر دائرية وشبه دائرية؛ وترقد الهياكل فى وضع مقرفص على جانبها بدون اتجاه محدد. كما فى مدافن الغابة، كانت هناك بقع ملونة تشير الى ملابس، وأغطية، ووسادات، ومراتب؛ لكن لم يوجد طلاء وجه، مع أن شظايا ملكيت وجدت وسط القرابين. وفى حين تنوعت المجاميع الجنائزية وتعددت، فإنها كانت ذات الطبيعة نفسها، لكن الجرار كانت فى وضع عمودي. تماثيل أنثوية من الفخار كانت احتمالاً أكثر الابداعات أهمية. ورغم أن وظيفتها المحددة لازالت عرضة للنقاش، فإنها تشير الى تطور ملموس بلا شك فى المفاهيم الجنائزية والتى أكدت عليها ابداعات أخرى: احتوت العديد من الحفر على مدافن من فوقها؛ هياكل كلاب و، بدرجة أقل، هياكل أغنام وجدت فى المقابر، الى جانب جماجم الثيران؛ وأخيراً، وجدت عادة دفن الأطفال داخل جرار كبيرة فى موقع الاقامة.

    أحد أهم الملاحظات الجديرة بالذكر تتعلق بالمدافن الفوقية والتى تحتوي على فردين أو ثلاثة. يبدو أن التحليل المقارن يشير الى وجود القرابين البشرية فى تلك المدافن التى تحتوى على ثلاثة أجساد. إذا تأكد ذلك، فإن تلك تكون بمثابة الحالة الأولى لنشؤ عادة قدر لها الانتشار فى الأزمان اللاحقة، بخاصة فى كرمة. هذا الوجود للقرابين البشرية، والتعقيد المتزايد للمقابر وترتيبها فى طبقات كلها عناصر تشير الى مجتمع غير مساواتي أخذت فيه عناصر التراتب الاجتماعي فى البروز.

    تم اثراء معلوماتنا عن تلك العادات الجنائزية من خلال التنقيب فى مدافن السودان الأوسط. الأعمال الميدانية فى الماضى القريب والتى أجريت فى حوض كرمة شكلت امتداداً جغرافياً الى الشمال بالنسبة لتلك التنقيبات. جبانات هامة يرجع تاريخها الى فترة الكدادة نفسها تم التنقيب فيها حول كدروكة (Reinold 1987:44-54) [للمزيد عن موقع كدروكة أنظر فى هذا العدد الرابع] حيث أنه، بفضل ظروف الحفظ الملائمة، تمكن المنقبون من ملاحظة عناصر جديدة تتعلق، بصفة خاصة، بتوزيع المدفن واتجاه الجثمان.

    التاريخ المبكر

    المؤسف أن تلك الاكتشافات نالت فقط نشراً محدوداً لكونها تتعلق بالنوبة حيث عُلمت نهاية العصر النيوليتي بظهور ممارسات الدفن الهامة الخاصة بمواقع المجموعة الأولى (Nordsröm 1972)، والمجموعة الثالثة (Bietak 196، وكرمة (Bonnet et al. 1990) والتى خلفت لنا العديد من البقايا المدهشة. المجاميع الجنائزية يمكن مقارنتها بتلك التى سبق وصفها بالنسبة للسودان الأوسط وتحتوي على زينة شخصية، وملابس، وأغطية، وأدوات زينة، وأدوات وجرار فخارية.

    على كل، فانه ولغياب مقابر محلية سابقة لها مباشرة، فإن مدافن المجموعة الأولى (حوالي 3500-3000 ق.م.) تمت مقاربتها عادة بمدافن مصر العليا، التى عُدت سلفاً لها. فى الواقع، فإن الجبانة الأقدم المنسوبة للمجموعة الأولى، الواقعة فى خور بهن فى شمال النوبة السفلى، يصعب تمييزها عن نظيرتها المصرية الامراتية. فى معظم الحالات، يقبر الميت فى حفرة شبه مستطيلة أو بيضاوية، ويرقد فى وضع مقرفص على جانبه الأيسر، والرأس فى الجنوب متجهة الى الغرب.

    رغم أن التأثير المصري فى أشكال الحفر وضوابط الاتجاه الصارم جلية ولا يمكن استبعادها، فإن ذلك التأثير أقل وضوحاً فيما يتعلق بوضع القرابين بالقرب من الميت. أثبتت أعمال التنقيب فى الغابة، والكدادة، والكدرو، أنه فى الجنوب، النائى عن التأثيرات المصرية، فإن تأثيث المقابر كان ممارسة منتشرة. بالاضافة، تظهر مدافن المجموعة الأولى صلات بمدافن المنطقة الأبعد جنوباً، التى من بين أهمها وجود التماثيل الانثوية المصنوعة من الفخار فى داخلها. يكون مغرياً القول بأن وجود المدافن الفوقية، والتى لا ترتبط بقرابين بشرية، هى صلة أخرى. لكن العادتان تم توثيقهما بالمثل فى مصر ما قبل الأسرية. أخيراً فان كل من المجاميع الجنائزية والمصنوعات الفخارية تتقاسم العديد من السمات المشتركة.

    اختيار اتجاه محدد صارم، رغم أنه مأخوذ عن مصر، استجاب لضرورات دينية واضحة فرضتها احتمالاً ظاهرة شروق الشمس ومغيبها. أيضاً فإن اختيار اتجاه صارم والعادة المدهشة لاستخدام جريان مياه النيل للدلالة على اتجاه الشمال، واللتين أصبحتا عادتين راسختين فى النوبة، ترجعان الى التأثير المصري.

    إن جبانات المجموعة الأولى بتركيبها كوحدات متجانسة نسبياً تمثل بالتأكيد مجتمعاً مساواتياً، غض النظر عن أنها تضم القليل من المقابر الفقيرة نسبياً. هذه الأخيرة تم تفسيرها بداية بصورة خاطئة بحسبانها نتاج تطوري ونسبت الى خلف للمجموعة الأولى الأكثر فقراً، المجموعة الثانية، والتى أثبت لاحقاً أن وجودها غير فعلي وغير صحيح. الأمر بعكس ذلك، فإن جبانتين فى سيالا وقسطل، ضمتا مقابر ذات ثراء لافت للإنتباه، مما أثار إشكالية التفسير من وجهة نظر اجتماعية تاريخية. بالإضافة، قدمت الجبانة 268 فى تنكالا العديد من السمات الجديدة: بنى فوقية - تشبه فى شكلها تلك الخاصة بالمقابر المتأخرة للمجموعة الثالثة - أماكن للقرابين وفخار قرابيني يغطي المدافن الحفر، مشيراً الى موضعها. على كلٍ، طالما أنها كانت الوحيدة فقط الموثقة، فإن تلك البنى الفوقية لايمكن عدها مؤشرات ثقافية كما هو الحال بالنسبة لتلك الخاصة بالمجموعة الثالثة.

    من حيث البنية، فإن مقابر المجموعة الثالثة (حوالي 2200- 1500 ق.م.) مشابهة لمقابر المجموعة الأولى رغم تجلي بعض الاختلافات الدالة على تطور فى المفاهيم الجنائزية التى يمكن تفسيرها كنتيجة إما لمؤثرات مصرية أو مؤثرات جنوبية. يتجلى هذا التطور بصورة أساسية فى الاتجاه المختلف للجثمان، وفى غياب مدافن مضافة فوقية، وفى بناء غرف دفن بالطوب غير المحروق، وتعميم البني الفوقية المرتبطة بالقرابين و، فى فترات لاحقة، وجود قرابين حيوانية. سمة مدهشة تمثلت فى الوجود المتكرر لتماثيل من الطين تصور نساء وأبقار.

    مع ذلك، فإن هذه الثقافة المتجذرة فى النوبة السفلى لأكثر من ألف عام، من نهاية المملكة القديمة (3) حتى وسط الأسرة الثامنة عشرة، قدر لها أن تتطور وبالتالي أن تحسن أنماطها. تلك التغيرات تتبدى بوضوح فى المجاميع الجنائزية المعتمدة بشدة على العلاقات بمصر، التىكانت بدورها تشهد تغيرات على مدى الأزمان. وتتبدى أيضاً فى المباني الجنائزية وطرق الدفن.

    الحفر التى بدأت دائرية الى حد ما أو ذات أشكال مستطيلة، أصبحت مستطيلة مع ألواح حجرية مصطفة تغطيها فى بعض الحالات. خلال المرحلة الانتقالية الثانية، تم توسيع الحفرة فى المقابر لتتحول الى غرفة من الطوب غير المحروق، مغطاة فى حالات بقنطرة، تشيد عادة فوق مستوى الأرض.

    غطت مبان حجرية، مكونة من حجارة جافة دائرية مغطاة بالحصى والرمل، الحفرة. مع زيادة فى الحجم، من 2 ا- 3 متر فى القطر الى 16، خلال المرحلة الانتقالية الثانية، تدنت نوعية البناء. منذ البدايات الأولى وضعت جرار و، فى حالات أكثر، مسلات مستطيلة وجماجم ثيران على حوافها الخارجية. فى أوقات متأخرة من المرحلة الانتقالية الثانية، شيد مصلى من الطوب غير المحروق أو مكان للقرابين فى حالات فى الجزء الشمالي للمبنى.

    وضع المتوفي فى وضعية مقرفصة فى الحفرة وفق اتجاه تغير خلال المملكة الوسطى : شرق- غرب، الرأس فى الشرق متجهة شمالاً أصبح شمال- جنوب، الرأس متجهة غرباً. زين المتوفي بحلي مختلفة، فى الأساس عقود وأسورة. تدل العديد من المكتشفات على وجود ملابس- سواتر العورة، والصنادل، والقبعات، والمخدات. ابداع هام فى المرحلة الانتقالية الثانية تمثل فى ادخال الدفن فى عنقريب.

    يظهر هذا الوصف أن إسهام المجموعة الثالثة كان جلياً بالنسبة لتطور المباني الجنائزية أكثر منه بالنسبة لتغيرات المجاميع الجنائزية. بنهاية المرحلة، مجاراة للنموذج الذى يظهر فى المجموعة الأولى واحتمالاً تحت التأثير المصري، أصبحت المقبرة تحتوى على غرفة دفن، وبنية فوقية ومصلى، وهو تقليد تم الاحتفاظ به فى الفترات اللاحقة. التغيرات فى اتجاه الجثمان التى حدثت خلال المملكة الوسطى كانت ذات أهمية دينية محددة لكنها غامضة لازالت.

    حدثت تغيرات أخرى هامة. فرغم أن معظم الجبانات تتألف من مقابر متشابهة نسبياً تشير، بالنسبة للمجموعة الأولى، الى مجتمع مساواتي، فإن مقابر أكبر وأكثر ثراءً، تظهر خلال المرحلة الانتقالية الثانية على أطراف الجبانات، كاشفة عن بداية عملية التراتب الاجتماعي. يشير ذلك الىالتأثير من ثقافة كرمة الجنوبية، والذى ينعكس أيضاً فى إبداعات جنائزية مثل جماجم الثيران والدفن على عنقريب (4).

    بالطبع، فإنه فقط الى الجنوب من بطن الحجر سجل المنقبون التطور الأكثر إثارة للتقاليد الجنائزية الخاصة بتلك المرحلة وبخاصة فى كرمة، حيث توجد جبانة تتألف من حوالي 30.000 مقبرة الى الشرق من المدينة القديمة. قادت أعمال جامعة هارفارد ومؤخراً بعثة جامعة جنيفا الى الكشف عن معلومات تتعلق بتطور التقاليد الجنائزية من أصول تلك الثقافة حتى اختفائها فى بدايات المملكة الحديثة عبر ثلاث مراحل متتالية وسمت بكرمة القديمة والوسطى والكلاسيكية (حوالي 2500- 1500 ق.م.).

    الأساس، وهو عادة حفرة منفردة، تحول بطريقتين : أولاً، القسم الأفقي، دائري أو بيضاوي خلال فترة كرمة القديمة، أصبحت أكثر استدارة فى فترة كرمة الوسطى وأخيراً مستطيلة فى فترة كرمة الكلاسيكية؛ ثانياً، الحفرة، أصلاً صغيرة، زاد حجمها الى درجة معتبرة فى خلال فترة كرمة القديمة لتعود الى حجمها الطبيعي فى فترة كرمة الكلاسيكية.

    اتبع الدفن نفسه الموصوف فى الفقرات السابقة. وضع المدفون واتجاهه هما نفس ما نجده فى مدافن المجموعة الثالثة فى بداياتها ولم يتغير على امتداد الفترة المتبقية : الجسم مقرفص، الرأس الى الشرق متجهة شمالاً. خيوط، وأستار عورة، وصنادل، وأغطية رأس، ومراوح من ريش النعام سمات معتادة وتوجد عادة فى حالة حفظ جيدة. المواد الجنائزية المخزونة مع المتوفي كانت، كما تمت ملاحظته آنفاً، فى الأساس أواني فخارية؛ لكن فى أطوار لاحقة، شملت موضوعات أكبر عدداً وأشد تنوعاً مثل الأسلحة التى تكشف بلا شك عن بروز طبقة عسكرية كما دلل على ذلك مؤخراً العثور على مدافن نبالين والوجود المتكرر للخناجر البرنزية. وجود واحد من تلك الخناجر فى مقبرة طفل تحمل الكثير من الدلالة حول الموضوع.

    على أية حال،، تظهر جوانب أخر للدفن أكثر أصالة مثل الدفن على عنقريب، والقرابين الحيوانية والبشرية. ظهر الدفن على عنقريب للمرة الأولى فى نهاية فترة كرمة القديمة وظلت العادة متبعة منذ تلك الفترة. تبني أهل المجموعة الثالثة، كما أشرنا، عادات الدفن تلك فى المرحلة الختامية لثقافتهم. القرابين البشرية، فى الأساس ثيران صغيرة، احتمالاً تجد أصلاً لها فى التقاليد الأقدم للسودان الأوسط. هنا اتخذت معان دينية جد مختلفة، كما تشير الى ذلك الحلي الرأسية لأحد الحملان، والتى صنع جزئها الأساسي من قرص أمامي من ريش النعام. القرابين البشرية، والتى يحتمل أن تكون قد تأصلت هى الأخرى فى التقاليد الأقدم نفسها، والتى ظهرت مع فترة كرمة القديمة، أصبحت أكثر وأكثر شيوعاً خلال فترة كرمة الكلاسيكية، بخاصة فى مدافن موقع كرمة الضخمة، المنسوبة الى حكامها. أحد تلك المدافن احتوى على 322 فرد قدموا قرابين، كان الكثيرون منهم قد دفنوا أحياءً.

    إذا كانت تلك التطورات تحت الأرضية تشهد على ظهور مجتمع شديد التراتب مع وجود سلطة مركزية قوية، فإن تطوراً مهماً فى المعتقدات الجنائزية يتجلى أيضاً فوق السطح، فوق المدافن.

    بالطبع، تبددو كل مدافن كرمة مغطاة ببنية فوقية، تل دائري من التراب والرمل مغطى بالحصى. فى أكثر الأمثلة وضوحاً، غطت الحصي البيضاء التل فى حين أحاطت الحجارة السوداء التل بصورة فيها تباين مدهش. تلك التلال- أو المدافن التلية- تظهر كأوضح معلم للوضعية الاجتماعية لشاغله طالما أنه، بدءاً من فترة كرمة القديمة، أخذت أخرى تحل محلها من حيث ضخامة الحجم. وصلت هذه النزعة الى ذروة تطورها خلال فترة كرمة الكلاسيكية، حين شيدت سلسلة من المدافن التلية الضخمة فى الطرف الجنوبي للجبانة. شيدت الثلاثة مدافن تلية الأكبر بما فيها واحد بلغ قطره 90 متراً، من فوق جدار من الطوب غير المحروق مرتب فى ممرات وغرف حيث وضع المدفن الرئيس، والأثاثات، وجثمان القرابين ومقابر فرعية. كان التل مغطى فى حالات بطوب غير محروق و، فى حالات قليلة، توج فى القمة بحجر مرمري أبيض.

    تؤكد البقايا المرتبطة بالمدفن التلي- مسلة مستطيلة، وأعمدة خشبية (غالباً سواري للأعلام)، وجماجم ثيران كبيرة، وجرار مقلوبة- على تطور الطقوس الجنائزية. على كلٍ، معظمها نمطي بالنسبة لكرمة الكلاسيكية طالما أن الطقوس تبدو وكأنها تفضل الدفن نفسه. مع ذلك، ظل وضع جماجم الثيران فى حافة المدفن التلي تقليداً بلغ مداه الأقصى خلال فترة كرمة الوسطى- احتوى مدفن يرجع الى نهاية هذه الفترة على المئات منها- لتصبح نادرة فى فترة كرمة الكلاسيكية. عكس ذلك، تبدو الجرار الفخارية مميزة لكرمة القديمة وعند، الحكم من حيث وضعها المقلوب ومحتواها الآثاري، فإنها استخدمت احتمالاً خلال مراسم الدفن. رأى المنقبون ربطها ببقايا مواقد وبالتالي بالاحتفالات الجنائزية التى قد تكون أقيمت قبل تشييد التلال. خلال فترة كرمة الكلاسيكية، استكملت المدافن التلية الملكية بمصلى شمالي تمثله بصورة رائعة الدفوفة الشرقية، وهى مبنى من الطوب غير المحروق فى حالة حفظ جيدة، وله نظائر فى بعض مدافن تلية أقل أهمية، القليل منها يرجع الى فترة كرمة الوسطى. الحافز لتشييد تلك المباني يمكن ارجاعه الى مصالي مقابر المجموعة الثالثة، لكن الاحتمال الأقرب أن تكون الفكرة مأخوذة عن مصر، كما قد تشير الى ذلك الزخارف الداخلية الملونة.

    تعكس أحجام المقابر التى تم التنقيب فيها فى كرمة ومحتوياتها الظهور التدريجي لمجتمع تراتبي متمركز. يؤكد توزيع المقابر هذه الظاهرة. فى الواقع، فى كل مناطق الجبانة، كانت هناك طبقات مقابر حول مدفن مركزي أكبر. وصلت هذه العادة ذروتها وتطورها الأقصى فى المدافن الملكية لكرمة الكلاسيكية حيث أحيطت المدافن التلية للحكام بأخرى أصغر، لكنها مع ذلك ذات حجم معتبر. احتوت المدافن التلية الملكية، فوق ذلك، مدافن عديدة لاحقة بدون ردمية فوقية خاصة بها لكنها تحتوي مرفقات جنائزية وقرابين. غالباً ما كانت تلك مقابر كبار الموظفين الذين رغبوا فى أن يدفنوا بالقرب من مليكهم.


    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى Faisal Salih08-02-03, 01:33 PM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى نصار08-02-03, 02:01 PM
    Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى ابو جهينة08-02-03, 02:15 PM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى kofi08-02-03, 02:58 PM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى Faisal Salih08-02-03, 03:03 PM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى حمزاوي08-02-03, 03:40 PM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى Faisal Salih08-02-03, 04:10 PM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى Faisal Salih08-02-03, 04:15 PM
    Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى دورنقاس08-02-03, 04:25 PM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى WadalBalad08-02-03, 08:48 PM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى WadalBalad08-02-03, 08:51 PM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى AbuSarah08-02-03, 10:01 PM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى Faisal Salih08-04-03, 10:02 AM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى AbuSarah08-04-03, 05:10 PM
    Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى Haydar Badawi Sadig08-04-03, 10:07 PM
      Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى منعمشوف08-04-03, 10:48 PM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى Faisal Salih08-05-03, 01:21 AM
  Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى AbuSarah08-05-03, 05:23 PM
    Re: وثيقة مصرية قديمة تعيد كتابة التاريخ: مملكة كوش كانت قوة عظمى Abdel Aati08-07-03, 02:30 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de