|
قِصَّةُ قِصَّة !
|
قِصَّةُ قِصَّة
شاذلى جعفر شقَّاق
لم تتوخَّ المناسبة .. ولم تشحذْ هِمَّةَ المنافسة .. ولم تزيِّفْ خارطةَ وُجْهتِها أو تتكلَّفْ مِشيةَ حبْكتِها أو تتصنَّعْ لهجةَ مغزاها حتى تُثير فضولَ الطريق أو تستجدى عينَ الرقيبِ أو تتملَّقه بدعوةٍ لمقامِها الذى تنصبُ فيع خيمةَ ثيمتها ؛ إنَّما خرجتْ على سجيَّتِها من عُزلةِ الأدراج ومن غياهب الدفاتر تبتغى وجهَ الصباح .. خرجتْ وقد فسَحتْ لها أترابُها الطريق إيثاراً ..تنحَّيْن لها وقد كانت بهنَّ خصاصةً من رَهَقِ القعودِ والانتظارِ الطويل .. جمَّلْنَها دون كذب ..سرَّحن خُصلتيها الجامحتين .. أيقظن حاجبيَها المُلازمين للدهشةِ والتساؤلِ والانتباه ..لمعتْ شامتُها كشَرْطةٍ منقوطةٍ فى تفاصيل وجهها البليغ .. كحَّلن بصيرَتها النافذة .. ألقَتْ ظلالَ رموشِها على شَفَق الإيحاء الحصيف .. تربَّعتْ وجنتُها كعلامةِ تعجُّبٍ خلف تفعيلةٍ عذراء ! .. بين المتْنِ والحواشى تقرْفصتْ كثيرٌ من الحُلى والدُُّرر فى حضن قوس قُزح ..همهَمتْ إحداهُنَّ بالرُّقى والتعاويذ ..ثم أخذتْ تقرأ سِفْرَ الخروج للمشاركة فى كرنفالاتِ الجمال : - أن لا تسبح (جميلتُنا) فوق الأربعين ! شهقتْ إحداهنَّ : حاشا لله يا أنتِ .. لا زال بينها وبين ذلك بيدٌ دونها بيد ُ !! - أنْ لا تكون قد ضُبطتْ فى أحد الملفَّات الكثيرة الصادرة عن الظمأ .. أو سهرتْ فى أحد المنتديات المسائية ..أو تسكَّعتْ بين هاتيك الأسافير المنعتقة من قَلَمَىْ رقيبٍ وعتيد !! قفزتْ أُخرى وهى تضرب صدرَها بكفِّها : تَهْ ، تَهْ يا بنات أُمى ..إنَّها لا زالتْ فى مشيمةِ قُصاصتِها الأولى ! .. لم يَفُض عذريَّتَها نهارٌ قط ؛ وذلك غاية مُبتغاها ومبتغانا جميعاً !.. ثم ذابتْ ضحكاتُهنَّ فيما بينهنَّ شوقاً وتوْقاً للنهار ! - أنْ تخرجَ فى عُباءتِها الفُصحى أو ثوبها السودانى الأصيل . قالتْ قائلةٌ - بعد أنْ غمزتْ بعيْنِها - : فليطمئنَّ قلبُكِ مِن هذه الناحية .. فلسانُ (جميلتِنا) أينما ورَدَ ؛ صدرَ عن زلالٍ نمير ؛ أشطانُه لا تقصِّر ودِلائُه لا تخيب !! - أنْ لا يقِل حجمُها عن المتعة ولا يزيد عن روعة جنسها فيبعث بالملل !! وقفتْ الجميلةُ وهى تتأمَّل قوامَها الممشوقَ فى المرآةِ مركِّزةً على خصرها الضامر وما تحته فاندلقتْ ضحكةُ غنْجٍ بالجوار – وهى تصفع ذلك التأمُّل المترجرِج برفقٍ – قائلةٌ : (بسم الله ، ماشاء الله ..أشهى ما يطلبهُ الطلاَّب !!
جايى
|
|
|
|
|
|