عدد 2 سؤال لا غير من أجل جدوى الفعل الثقافي السوداني

أخي فتحي البحيري ، لك التحايا والتقدير


من المؤسف ان يكون ذلك هو حال بعض المثقفين وحملة التنوير الذين يعوّل عليهم الناس أشياء عظيمة . ذلك ان المثقف ـ وهذا أمر دارج ـ يأنف من السلطة أياً كان طابعها اللهم إلا سلطة المعرفة والابداع

قبل أيام قلائل ناقشت نفس هذا الموضوع مع صديقنا أمين " هدهد" ووصلنا إلى نتيجة أوحت لنا الى أي درجة يبدو صلاح ادريس غريب الأطوار . فهو راسمالي من الماركة التي تصيبك بالقرف ، ومع ذلك فهو يبدد أمواله في الهدايا العينية والسيارات والبدل الجديدة على حفنة من الفنانين والشعراء والمثقفين ، في حين أن الرجل لو كان غيورا على هؤلاء ومحبا لهم ، لكان قام بتقديم شيئ ذي قيمة لهذا الوسط الثقافي اليابس كأن ينشئ مدينة ثقافية كأصيلة التي صنعها محمد بنعيسى في المغرب من العدم حتى صارت عالمية يحج اليها المثقفون من كل الدنيا .. أو دعك من بناء مدينة ، يبتني مسرحا ، مثلاً ، أو غاليري .. أو أي شيئ يعفي المبدعين من شر السؤال والوقوف على بابه

هنالك في هذا العالم المعلّق على خيوط العنكبوت أناس يصنعون التاريخ .. وهناك من يجرحهم التاريخ . صلاح ادريس آفة أفسدت شيئاً ليس قليلاً في الوسط الثقافي السوداني .. وهو ما يستحق التوقف عنده ملياً والتحديق فيه حدّ التذويب