|
Re: الصف !!! (Re: فتحي البحيري)
|
Quote: مثلما أسفت لاسلوب حكم الاعدام الذي نفذ بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين عجبت لحالة الذاكرة العربية وقصر نظرها المروع. لقد تحول عند البعض صدام حسين شهيدا ومجده البعض الاخر بيد ان كل هذا المشهد يستدعي الوقوف عنده من زاوية حالتي ازدواجية المعايير وتمجيد العنف . حالة صدام لن أخوض فيها فسوف يقوم بذلك كتاب التاريخ في العراق الذين لاشك سوف يوثقون حقبة صدام بكل تفاصيلها. لكن تأمل في الكثيرين الذين شجبوا الاعدام من حكومات أو احزاب سياسية عربية وخاصة الاسلامية منها. واعجب انواع الشجب ذاك الذي صدر عن الحكومة السودانية التي لم تتوقف عند إدانة الاعدام كفعل بل تهتم كثيرا بكونه تم ليلة العيد . وهذا مايستفز مشاعر الكثيرين داخل السودان الي أقصي حد . فقد فعلت حكومة الجبهة الاسلامية شيئا أنكي وأفظع من مجرد اعدام رجل واحد وفي ذروة شهر رمضان . ففي ليلة العيد تماما أقدمت علي اعدام 28 من ضباط الجيش السوداني في يوم 28 رمضان المصادف 24 ابريل 1990 وهم قادة الحركة التي عرفت في السودان بحركة 28 رمضان. ومع ذلك لم تسجل ذاكرة الشعب السوداني مثل هذه المثابرة العربية علي شجب كوارث الاعدام في الاعياد. الاسلاميون السياسيون ولا القوميون احزابا أو أفرادا في غالبهم لم يفتح الله عليهم بكلمة تسجل موقفا مطالبا بوقف أو منع اعدام هؤلاء الضباط في شهر رمضان أو الكشف عن مقابرهم الجماعية التي لم تعرف حتي اليوم برغم المناشدات والرجاءات من ذوي الضباط. ما أود قوله أن ماجري لصدام أو مافعله صدام نفسه لغيره من أبناء الشعب العراقي فيه أكثر من مجرد تشفي وتصفية أعداء الثورة كما اصطلح علي تسمية عمليات الاعدام والتصفيات . لقد كان كل ذلك جزءا من ثقافة عربية عامة ومسيطرة وشاملة لمعظم مكونات الطيف السياسي العربي . لن نستثني من ذلك أحدا ، ولذلك هل تكون الحالة الراهنة أي اعدام صدام حسين فرصة للتوقف والنظر بعين ناقدة قادرة علي اجتثاث هذه الافة من الحياة السياسية العربية ؟ هل نطمع لطرح رؤية عربية تنظر ليس فقط حماية الحقوق السياسية للمواطن العربي بل منع اللجوء لاحكام الاعدام والتصفيات الجسدية للخصوم تحت مختلف الذرائع . شخصيا اتمني أن نكون أكثر انصافا وننظر للقضية بوجهيها فكما ظلم فقد ظلم.
د . طارق الشيخ جريدة الراية القطرية
|
|
|
|
|
|
|