نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
الطريق الطويل إلى كوكب سلمي ...مايا باجرانو وآخرون !!
|
لا توجد حرب عادلة
بقلم: مايا بجرانو (*)
لا توجد حرب عادلة. وليست هناك حرب مبرّرة. ربما توجد أسباب عادلة من ناحية الذاهب إلى الحرب، لكن الحرب نفسها هي مصطلح غريب وناء عن موضوع العدل. العدل يصنعونه في المحكمة: بين إنسان وزميله، بين إنسان وخصمه، بواسطة الكلام وبصلاحية القانون، بينما لغة الحرب هي لغة القوة والحسم المادي في ميدان المعركة.
من هذه الناحية فنحن كما لو أننا ننضم إلى الصراعات ضد الطبيعة. إنه سقوط، ونكوص صادم وموجع أن لا يقدر الجنس البشري على التخلص من صورة القتل هذه. صحيح أن الإنسان هو مخلوق مقاتل بطبعه، كما كتب الشاعر دافيد أفيدان في "كتاب الإمكانيات" يقول: "الإنسان هو مخلوق عدواني بطبعه / حتى لو أبقيته مع ذاته فقط لوقت معقول / فلا مهرب من أن يبدأ في لحظة معينة بمهاجمة نفسه بشكل كثيف". وجاء في قصيدة أخرى لأفيدان: "لا أحد يقاتل حربه الخاصة/... متى سيخوض الإنسان أخيرًا حربه الخاصة؟ / الإنسان الذي يخوض حربه الخاصة بمقدوره أن يبلغ السلام / ... ما الذي في جعبة الأولاد لكي يحاربوا؟ إنهم عمومًا ليسوا في هذا النزاع. / لنفترض أنهم كانوا يكفون عن توريث الكراهية هنا وأيضًا هناك/ ففي لحظة معينة وبكل بساطة لن تكون حروب في العالم". هذا ما كانه أفيدان. وليت هذا المنطق الصحّي انتقل بالوراثة إلى كثيرين غيره في عالمنا الراهن. لكن حسب رأيي ولأسفي على السواء، فإنّ الصراع العنيف هو جزء من البنية النفسانية للإنسان.
في إحدى قصائدي بعنوان "أوضاع حرب" كتبت: "البنية النفسانية / الجيولوجيا النفسانية البشرية / تنطوي في داخلها طوال الوقت على جمرة نار / طوال الوقت تضطرم هناك حرب / حرب كحضور دائم / عند تحلل المادة".
ما يخيّب الأمل في السياسة الإسرائيلية في الأجيال الأخيرة هو أنه لا يوجد جهد عميق ومنهجي للالتفاف على هذه الطريق وخلق مفاوضات من الكلام. لقد استخفوا أكثر من اللازم، وأكثر من اللازم ناموا على أمجاد الماضي، على الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وعلى افتراضات أخرى من هذا القبيل ناجمة عن العمى والتبجّح، وعن ولاء شبان صغار للتضحية بأنفسهم بغية إرسالهم إلى القتال، وفورًا بعد ذلك يخفّون إلى كيل المديح لهم وإلى التباهي ببطولتهم والغرق مرة أخرى في الأساطير. وسبقني من قال إنه في هذه الحرب لم يتردّدوا كفاية ولم يفكروا كما ينبغي. للحظة اعتقدت خطأ أن هذه الحرب هي حقًا ملاذنا الأخير أمام حزب الله وإيران، لكن البقية ألقت ظلاًً ثقيلاً على ما يحصل في لبنان وعلى موت ومعاناة إسرائيليين وعرب ولبنانيين. ولست أتهمهم. فإنهم ينقذون مواطني الدولة من البرابرة... هكذا يقولون.
|
|
|
|
|
|
|
|
|