وليد .. جيلنا ما بين النضال البوردابي والتاريخ المنبري والانسحابات على طريقة أخاصمك آه أسيبك لأ

ود رملية ... welcome


العزيز وليد ...

صدقني أنا فقدت الأمل في كل الكبار ... ولا يهمني إقناعهم برأيي لأنهم لن يقتنعوا بكلام الشفّع ده..

فقط، كل ما أريده هو ململتهم قليلا، والأهم هو إخراج أنفسنا من خانة "المتهم" التي يصرون على وضعنا فيها ..

إنتو جيل فاشل .. إنتو جيل قليل أدب .. إنتو ...

وكأنهم لا يعلمون أن هذه التهم – إن كانت صحيحة – فهي جميعا ترتد إليهم ..

هم يهربون من خيبتهم بطريقة "يا حليل زمان وأيام زمان" ... والمصيبة أن بعض أفراد جيلنا صاروا يرددون تهم الكبار لنا بنفس الطريقة ...

كل ما يهمني هم أبناء جيلي الذين فقد الثقة في نفسه بسبب آبائنا ... وكما قلت أنت .. نحن الأمل .. لو ما بالإمكانيات يبقى بالعمر ..


أنا متفق معك تماما بأن جميع مشكلاتنا هي مشكلات تربية ..

أحد أوجه هذه التربية السيئة، والمتمثلة بوضوح في آبائنا ... هي غياب ثقافة وأدب الاختلاف تماما .. ومن أهم مظاهرها غياب ثقافة الاعتذار والشكر ..

الاعتذار هو قيمة راقية لا نعرفها ... المصيبة الأكبر أنه لو كان رفض الاعتذار هو للثبات في مبدأ يصر الطرفان على عدم الحياد عنه – وهذا ليس عذرا – لكان الأمر مقبولا نسبيا .. لكن المبادئ تتغير 180 درجة في لحظة ويهدر وقت الأبناء والأجيال .. ثم تغيب كلمة الاعتذار ...

نحن لا نتوقع اعتذارا منهم ولا نحتاجه .. لكن على الأقل، فليعتذروا لأنفسهم التي يعرونها ويفضحونها كل يوم..

وإن كنا كجيل جديد ... أفضل بكثير منهم فيما يخص ثقافة الاعتذار والشكر ... لكن هناك أوجه أخرى استشرت – للأسف – فينا ..

الشللية ...

انتماء كبارنا لم يكن يوما لوطن أو فكرة بقدر ما كان لشلّة / حزب ... فشلّتي دائما على حق .. أنا مع الشلة ظالمة أو مظلومة ...

المشكلة أن هذا التفكير العقيم هو أول مراحل الاتقياد .. وتحول الواحد منا إلى "كوز" ...

هذه الشللية تعمينا عن المبادئ الأصلية والتي تتوهم كل شلة أنها تبحث عنها ... وفي نفس الوقت، تحمينا من مواجهة فشل الواحد منا بنسبه إلى الشلة / الجماعة / الحزب ... فهذا أريح من مواجهة حقيقة أنه شخصيا "كوز" ...

وما زال للحديث بقية ...

أتمنى أن يشارك الجميع – خصوصا أبناء جيلنا – في هذا الحوار ...

وأن يقرأ كل منا هذا الكلام على أنه قد – قد – ينطبق عليه ولو بنسبة ضئيلة حتى لا نتحول إلى .. كيزان

وشكرا لك يا وليد لأنك تجر الحديث إلى النقطة التي تمنيتها ... لنخرج أنفسنا ولو مرة من رقعة "المتهم"