مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 01:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
منبر الشعبية
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-31-2009, 12:21 PM

ستنا خضر عبدالله

تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 201

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات (Re: ستنا خضر عبدالله)

    الحاج حمد

    قز قز ترمس كبكبي قززززقز:

    أذكر أيام الطفولة و من الواطة تبرد شوية يعني بداية العصرية ، يبدأ في الظهور بائعو الترمس و الكبكبي ، يلبسو عراقي و سروال ذات بياض ناصع و طاقية حمراء و جردلين نضيفين و مغطية بقطعة قماش ناصعة البياض و الواحد يكورك : ترمس .. ترمس.. كبكبي..قزقز..ترمس ، و حقيقة كان للكبكبي طعم خاص..يجو الجماعة جارين يتحلقوا حول البائع..واحد عاوز ترمس..التاني كبكبي..و التالت من الاتنين..و القراطيس جاهزة ملفوفوة بعناية و باحجام متساوية و دي كمان نظيفة و مرتبة..و بسرعة يكون الراجل باع لمجموعة من الاطفال و مع آخر قرطاس يكون بدأ يكورك..كبكبي..ترمس..قزقز و الغريبة انهم لم يفكروا في استخدام صفارة للتنبيه..و بعضهم اصبح له زبائن ثابتين..حتى لو ما طلعوا ينتظرهم أمام البيت لحين خروجهم..و كانت حكاية الكسور كثيرة في ذلك الوقت ما عارف لانو الناس في الكورة كان لعبها خشن و الله ايه..حاليا نادر ما تشوف واحد يدو مكسورة او رجلو ..لكن زمان تمشي تتفرج في مباريات الرابطة تلقى كم واحد جايب كرسي و حولوا اصحابو و مادي رجلو قدامو و هي مجبصة ، أو واحد معلق يدو بي شريط و هي مجبصة..السبب شنو يا جماعة الكسور كانت كتيرة؟ أنا اعتقد انو اسلوب اللعب اتغير في مباريات كرة القدم..المهم بتاع الترمس كان عندو زبائن من المكسرين و هم طبعا اكثر حوجة للكالسيوم لسرعة جبر الكسر..و المكسور دا يكره حاجة اسمها ترمس و عشان يقدر ياكل كمية كبيرة كان الواحد يخلط الترمس بقليل من الكبكبي و كده الطعم بكون مقبول اكتر.طبعا تلقى الجبص كلو كتابة واحد راسم قلب و طالع منو سهم و عليهو حرف حبيبتو..واحد كاتب للمكسور كلمات تخفف عليهو زي حمدا لله على السلامة أو مع تمنياتي بالشفاء و يكتب اسمو او يوقع بطريقة مميزة..

    نجي لبتاع الدندرمة و حلاوة قطن..أيام لها ايقاع

    عزام حسن فرح

    ذكريات

    الشعبية شِمال والشعبِية جنوب يفصِلُهُما شارِع الزعيم الأزهري ، هذا معلوم لِلقاصي والداني ... كانت هُناك أيضاً فواصِل بَين الشعبِية شِمال نفسها ، أنشأتها المعالِم تارةً المزاج تارةٌ أُخرى ... فكان هُناك فاصِل بَين الشعبِية التي تقع شِمال ظلط النُص أو شارِع المُواصلات (جِهة حِلة فريق الجِهاد وبقالة خطاب والمركز مكاوي الصِحي)وجنوب ظلط النُص (جِهة حِلة فريق المُجاهِد والرَوضة والحديقة) وهي مسرح صِباي ... حِلتنا (مِن محطة المُلتقى حتى محطة بقالة ياسِر) ... وهذِهِ الفواصِل ترسخت تماماً في دواخِل الصِغار والشباب ، فتجِدُنا ، نُحارِب بعضِنا البعض ، نُحارِب لَيس مجازِياً بل بِحق وحقيقة ... كُنا نتفِق في صِبانا مع أبناء حِلة الخشب ، بِقِيام حرب وتكون ساحتِها في أغلب الأحيان ميدان الروضة المُقابِل لِمركز صِحي مكاوي ... وكانت عِتادِنا مُكَون مَِن السِيوف الخشبِية والأحزِمة الجلدِية وكُنت أستعمِل– غتاته ساي –الشطة ... وكان أبوهُرَيرة من الذين نحسِب لهُم ألف حِساب وكان ياسِر فرح حالة فريدة ، فهو جُفرافِياً يتبع حِلتنا ولكِن ولاءِهِ كان لِحلة الخشب ، فقط لأنهُ درس بِها ، على عكسِنا نحنُ الذين درسنا في مدرسة الشعبِية جنوب ... كان هذا في بِداية الثمانِيات ...

    لم أستطيع التخلُص مِن الشعبِية ... أو لم أرِد ذلِك ... أو قد تكون هي لم ترِد ذلِك ... غادرتُها لِلدَوحة في 1984م ولم أنفك أن أعود إلَيها ، بِمُجرد وصولي إلى السودان ، إذا كان اللَيل لم يُخيِم بعد ... الشعبِية لو سمحت أقول ذلِك لِسائق سيارة الأُجرة بِدون تردُد ... وفي الطريق أبدأ في إختِيار المنزِل الذي سأنزِل فيهِ ... وإذا هبطت طائِرتي بعد العِشاء الثاني ، أنزِل في فندُق حتى ينبلِج الصباح ... عُدت لِلسودان بعد أن قطعت غُربتي بِكامِل قُواي العقلِية ... كُنت مُستأجِر شُقة في عِمارة أحمد جلك بِالمُغترِبين التي تُزاحِم المزاد في المِساحة ... لم أشعُر فيها بِالإلفة ... لم أعرِف جاري الذي ينتصِب باب شُقتِهِ أمام باب شُقتي في تحدي لئيم كأنهُ يقول لهُ ( لو راجِـل قرِب )... لم أقترِب مِن هذا الباب ولم يقترِب ساكِنيهِ مِن باب داري ... كُنت أأتي إلى تلِك الشُقة وأنا في سُنةٌ فأنام ...

    غادرت السودان عام 1984م وعُدت إلَيها عام 1990م ... عُدت إلَيها بعد أن كاد الشَوق أن يُمزقُني ... الغريبة أنني لم أجِد ... الحال ياهو نفس الحال ... تغَير الناس ... لا ... لَيس هذِهِ الكلِمة ... نعم ... الذي حدث أنني أنا الذي لم يتغَير ... لم أتغَير خِلال السِت سنوات التي قضَيتُها بِالغُربة ... تَوقف الزمن بِمُجرد إقلاع الطائِرة مِن مطار الخُرطوم مُتَوجِه إلى الدَوحة ... تَوقفت بعدها مِن تخزين أي إرهاصات حدثت بعد مشهد الوداع الأخير الذي تم في شارِعُنا ... تَوقفت عِند حسن عطِية وخِضر البشير وأبوداؤد وعُثمان حُسَين ، حتى أنني رأيت أن مُجرد الإستِماع إلى الواعِدين خِيانة لِلفن الأصيل ... أصبحتُ لا أنتبِه لِحديث يدور حَولي إلا إذا ذُكِر فيهِ الشعبِية وبحري ...

    عُدت عام 1990م ... وجدتني لم أتزحزح مِن ماضِياتٍ لنا قَيد أُنمُلة ... وكان أندادي قد تقدموا وتركوا خلفِهِم أشياءِهِم ، التي كُنت أُلملِمُها لهم ... أُلملِمُها لي ... التي كُنت مُتشبِثٌ بِها وعاضٍ علَيها بِنواجِذي ... كُنت أُذكِرهُم بِأساتِذتِنا باِلمرحلة الإبتِدائِية ... أتذكُرون أُستاذ طه ذو النظارة السوداء واليد البطشاء ... أتذكُرون أُستاذ سمير الذي كان يصِرُ أن نُسمِعهُ كُل صباح ( أبوكُم مين ؟ أبونا سمير ) أتذكُرون أُستاذ فضل ذو الهَيبة ... لم يكونوا يتجاوبون مع ذِكرياتي ... ذِكرياتِنا ... بل كُنت أُحِسُ الإسْتِياء بادٍ على وجوهِهِم ... لا تثريب علَيهُم ... فإنهُم تقدموا وتَوقفت أنا ... والأصل في الحركة ... في التقدُم ... والجماد شيمتهُ السُكون ... حَولت حُبي لِلشعبِية ولِبحري مِن ساكِنيها إلى مبانيها إلى أعلامِها ... إلى جُغرافِيتِها ... فكُنت أذهب إلى الكُبري وأُناجيهِ ... إلى خور شمبات ... إلى الهِجرة ... إلى الضريح ... حتى أنني ذهبتُ ذات يَوم إلى كوشة الجبل ... وصادقت أُسرة جنوبِية هُناك ... كُنت أأخُذ مقيلتي بِقطِيتِهِم ... تريزا كان هذا إسمُها وكانت كالأبنوس صلابتةً ولمعاناً وجمالاً ... كانت تجعل أبناءِها الصِغار يتحلقون حَول سيارتي لِحِراستِها وأنا أغُط في النَوم ... أسام أسام هكذا كانت تُنطِق إسمي مجوك جا قوم غدا ... كُنت أأكُل طعامِهِم ... لم يكُن جَيِد ... ولِلأمانة كان سيئ جِداً ... لم أَلحُظ مُكَوناتِهِ ، فالظُلمة كانت تحول دون ذلِك ... لم يكُن مجوك كثير الكلام ... كان يعمل في إحدى مصانِع بحري ... لم أسألهُ أين ولم يسألني ماذا أعمل ... لم يسألني أين أعيش ... لم يسألني لما تأتينا ... يا لهُم مِن جنس رائِع ...

    هل ترغب في العَيش في أمريكا .. حسنا هذه هي الشروط واحذروا هؤلاء ]

    بِسم الله الرحمن الرحيم السلام علَيكُم ورحمة الله تعالى وبركاتِهِ ...

    كتب السَيِد الفاضِل / شعبان شريف (مؤسِس مَوقِع كويكة) المُحترم ... مِن أمريكا يدعو فيها أبناء قريتِهِ بِالسَكوت المحس إلى الهِجرة لِبلاد العم سام ... وتبرع بِكافة المصاريف التي تنتُج عن هذا العرض ... فكتبت رداً على عرضِهِ ... ما جاء أدناه :
    [ ليه بيعمِل كِده ] هذا السؤال خطر بِبالي بِمُجرد الإنتِهاء مِن قِراءة مقالِكُم أعلاه ( هل ترغب في العيش في أمريكا ... ) ... والله إن هذا لأريحِية زمنٍ تَولى عنا حتى بِتنا نظِن بِصاحِبِهِ بأساً وغرضاً ... سُبحان الله ... هذا كرم يفوق الوصف ... أن تُقدِم دعَوة لــ 120 شخص قد يتقلص العدد على 20 فرد على 10 على 5 والله كثير ... وإلتِزام لا يتحملهُ إنسان بِيَوم الناس هذا ... سُبحان الله ...
    ولكِن ... ويا ويلنا مِنها كلِمة تجُب ما قبلِها ...
    إليكُم تجرُبة شاب تمرمط بِالسودان وأحب مرمطة السودان
    نعم ... أمريكا كما وصفتُم وأكثر ... ولكِن دعني أتنرجس ... وأنقُل لِشباب المُنتدى تجرُبتي ... أنقُل تجرُبتي لِتُقابِل دَعَوتِكُم لِلهِجرة ... عل أن يجِد أحدُهُم عِظةٌ وعِبرة ...
    عُدت إلى السودان بعد غُربة سِت سنواتٍ (1985- 1990م) عمِلت خِلالِها بِشُرطة دَولة قطر ... تنَوعت الأعمال الشُرطِية بِتَنَوُع الحماقات ... إذا غضِب مِني رئيسي أحالني لأغفِرُ أسواق الذهب ... ثُم تجِدُني بِفصلٍ آخر أُحقِقُ في قضِية جِنائِية ... وهكذا سار عملي الشُرطي ... حتى تقدمت بِإستِقالتي وعُدت لِلسودان ومعي [ 2000 ] دولار أمريكي وحُب عجيب لِخط الإستِواء ... تُزَوجت بعد سنة مِن عَودتي وبعد سنة مِن زواجي كُنت أملُك :
    (1) تَوكيل الشرِكة العربِية لِمُنتجات الألبان (كُنت ثالِث ثلاثة في مدينة بحري كُلِها).
    (2) عدد [1] دكان جُملة بِسوق بحري.
    (3) عدد [1] دُكان قطاعي.
    (4) تِجارة سيارات بدأتها بِثلاثة سيارات (تاكسي/بوكس/صالون) + غفير.
    بدأ التُرابِيون خُططِهِم لِلسيطرة على الأسواق كُل الأسواق مِن البِنوك وحتى بائِعات الشاي بِالأسواق سيطروا عليهِن ... كان ذلِك تحت مُسمى [ التمكين ] ... وبدأت أُهزم في تِجارتي ... آثرت أن أنسحِب مِن ما يتنافسون علَيهِ ... أرسلت خِطابات إلى عبري بِنِيتي بِالعَيش بِها وطلبت ترميم وتصليح منزِل جدتي لأبي حرم سيدي ... ثُم آثرت أن أبدأ جُغرافِياً مِن تحت الصِفر... إستأجرت أرض بِقرِية بركات (ضواحي مسيد ود عيسى : 20 كيلو جنوب مُستشفى سوبا) ... ثُم بدأت في البحث عن الأغنام في مظانِها فذهبت ومعي ثلاثة شِبان مِن قرِية بركات في رِحلة إستغرقت مِنا (20) يَوم جِستُ خِلالِها ربك وكوستي والدمازين ، وعُدت جنوباً إلى سِنار وسِنجة ... ثُم ... فتَوكلت على الله بِرغم تحذيري ودخلت البُطانة بِعُكاز وسِكين ضُراع وحِزام دمور خاطتهُ شقيقتي ، لففتهُ حَول بطني ووضعت بِهِ كُل مالي ... نزلنا قرِية تمومة التي تمُت بِصلةٍ بِقرِية بركات ... قرِية الشباب الذين معي ... إشترَيت حِمولة لوري مِن النِعاج (50) نعجة جمعها لي إبراهيم ود علي الضواها وحال دون السفر سُحُبٍ تراكمت طبقاتِها ومطرٍ كحبات اللالوب ... فحبستنا (15) يَوم ... كُنا في ضِيافة إبراهيم ود الضواها فذبح لنا (15) خروف قرنو ماكِن ... قبل المُغادرة خطبتُ إبنتِهِ ... هكذا ... قبِل ... وعُدت بِالقطيع لِقرِية بركات ريفي المسيد ... ثُم قفلت أدراجي بعد (15) يَوم وبنَيتُ بِإبنة إبراهيم ود الضواها ... أسكنتها في شقة في المُغترِبين بِبحري ... أما تِجارتي بِالخُرطوم فقد جاءتها قاصِمة الظهر ... تغَيير العُملة السودانِية ... وتَوفى حبيبي رشاد مُحمد عبدالفتاح بابتود وشقيقِهِ عبدالحميد في حادِث طائِرة كان يقودُها الأخير ... رحل كعادتِهِ دون أن يُشعِرُني بِالرحيل ... هكذا طبعِهِ دوماً ، نتفاجأة بِأفعالِهِ وتستحيل ...
    شعرت أن إختِزال النائِبات بِهذا الشكل أمر غَير طبيعي ... ولا يُبرِره حتى موبِقاتي التي أثمتُها جهلاً ( وهُناك نائِبات أخفيتها عامِداً مُتعمِداً ، تُشيب الطفل الرضيع ).

    رشاد بابتود ... كُنت أراه في كُل شئ بِبحري ... حتى إني إشتِقُت لِنفسي ... هرِبتُ إلى الدرَوشة ، فهى أبداً سرابٌ جميلُ ... سرمدي ... خادِع لِلفاشِلين ... المقهورين ... المُتحطِمين ... ( والدرَوشة خِلاف التصَوُف )[/RED فكُنت أترنح مع صَوت الشتَم وأنتشي مع الصاجات وأُهمهِم مع المُهمْهِمين بِطلاسِم لا ندري كُنهِها ... وأأتمِر بِأقوال الشَيخ ... حتى خرج لنا ذات يَوم مُبشرُنا بِرؤيتِهِ لِلَوح المحفوظ ... فزالت الغشاوة عن عَيني حينُها ...

    قررت الرحيل ... ( وهذا مِن أدب المُجازفات على قَولِكُم يا سَيدي الفاضِل )

    بعت كُل ما أملِكهُ ... كُل شئ ... حتى شرائِط كاسيت خِضر البشير وحسن عطِية وعائِشة الفلاتِية ... وسافرت إلى البُطانة ... وإشتَرَيتُ أرض تغتسِل بِماء الدِندِر وقُمت فيما بعد بِإجراءات تسجيلُها قرِية بِإسم [ العزاماب المحس ] ... وأنشأت بِقرية نسابتي خزان ماء كبير جِداً جِداً بِمال الشِئون الإجتِماعِة بِالخُرطوم ... وبدأت في تهجين أبقارِهِم وأغنامِهِم وكِلابِهِم ... وكُنت أقنعتهُم بِجمع أردب (شوالَين) ذُرة مِن كُل حواشة لِمُقابلة مصروفات التهجين [ تهجين الكِلاب البلدِية بِالكِلاب الوولف الألمانِية ... تهجين الدِجاج البلدي بِالدِيوك الإنكِليزِية ... تهجين الماعِز النوبي –هكذا إسمِهِ العلمي- بِالتَيس الإنكِليزي ... شِراء مناحِل لإنتاج العسل بِغرض العِلاجات ]
    [ وكُنت أقول لهُم بِأن التهجين الوحيد المجاني هو إني هجنتُكُم بِدِمائي النوبِية ... وهكذا إستمر جمع العِيوش (محصول العَيش : الذُرة)... حتى قررتُ أن أعود لِلغُربة مرةُ أُخرى لإدخال الطاقة الشمسِية بِقريتي [ العزاماب المحس ] ... إدخال الطاقة الشمسِية التي تُمكِنُني مِن تشغيل معمل الأجبان ( غُرفة 4 × 4 + تغليف الغُرفة بِالبُلاط الأبّيض + نوافِذ ألمونيوم + ديب فريزر كبير ) وإضاءة أقفاص الدِجاج و تبريد وتجميد الدُواجن والأسماك ... كُل ذلِك يُرحل إلى المُدن التي تقع بِإتِجاه مصب النهر بِواسطة مُركب خشبي يعمل بِرفاس لا يُكلِف شئ ... أُرحِل كُل مُنتجاتي عبر النهر بِأسرع وأرخص طريقة ماراً بِكُل المُدن النهرِية سِنار / ود الحداد / الحاج عبدالله / مدني ... إلخ ... عام 1997م إتصلت بِالشرِكات التي تُصنِع الخلايا الشمِسية وأرسلوا لي كتلوجات.
    كُنت أستطيع أن أشتري الخلايا الشمسِية بعد عام واحِد مِن غُربتي الثانِية ... ولكِنني آثرتُ أن أُحقِقُ آمال غَيري مِن من أُحِبُهُم ... ذاك ما كُنت أٌريد ولله ما يُريد وهو الحكيم ذو العرش المتين.

    نعم لِهِجرة الكهول والشِيوخ ... لا ... لِلشباب الغض الإيهاب:
    بِرغم ذلِك تقدمت -أنا الكهل الذي تجاوز سِن الأربعين وعمرت حسب سَعتي ما يجِب أن أُعمرهُ بِالسودان ... وتزَوجت وأنجبت ... عمرت فقط بِبذل الجُهد والصبر- تقدمت لِنَيل الجِنسِية الأُستِرالِية ... ولكِن ... فقط لِتصبح لي أُستِراليا جامِعة لأبنائي + مُستشفى لأمراضِنا ... أما العَيشُ فسيكون بِأطراف السودان ( بِالبُطانة أو بِأرض المحس أو السَكوت ) بِأذن الله تعالى ...

    سيدي ... إن هِجرة الشاب لأمريكا (الأمر كان) أو أي بلدٍ آخر تختلِف عن هِجرة الكهل (مَن جاوز الثلاثين) وعن هِجرة الشَيخ (مِن بلغ الخمسين) ... لن ولم يعود أبداً شاب يبلُغ العِشرين وغَير مُتزَوِج لِلسودان ... فإذا لم يعود في هذا العُمر ... لن يكون لدَيهِ ذِكرى ... لن يدري كَيف تتفتح الزِهور ... ولن يُمَيِز رائِحة الأمكِنة ... تِلك الرائِحة التي تُذكِرُك بِمكان ... بِشخص ... وعِندما تعود ستجِد أندادِك الشِيوخ يتسامرون بِذِكريات غَبت أنت عنها ... تسمعهُم يضحكون ... وستدري حينُها أن الأمر لم يكُن يستحِق ... فنحنُ اليَوم وفي مُنتدانا هذا أغلب كِتاباتِنا ذِكريات ... نحِن لِماضِيات لنا تَولت ... نتونس ونستأنِس بِها ... شباب اليَوم مِن الذين في المهاجِر ، لا ذِكرى لهُم ولا رفيق لِذِكرياتِهِم ... فقد خرجوا قبل أن تتشكل الذِكريات.

    الحق أقول : لا أنصح بِهِجرة الشباب ... شباب عُمر 20 - 30 سنة ... فهي كُل ما نملُك حينما يتَوقف الزمن ويبدأ بِالتقهقُر والإنحِدار ... سيكون فقط المُعين الذِكريات بِحُلوُها ومُرِها ... وسيذهب شِعار ( ويا سلام عليك لمن تكون زولاً عزيز عند ناس عٌزاز ) سُداً ... فأنت يا من هاجرت بِعُمر الــ 20 لن تكون عزيزاً على أحدٍ بِالمِهجر ... فإذا عُدت لِبلد الناس العُزاز لن تجِد أحد ... ألم أقل لك إن الأمر لا يستحِق.



    وأتخَيل غريب الدار عِندما يجِد نفسِهِ [ في بلداً ما ها هيلو ] مِن وحشةٍ وخَوفٍ وهلعٍ ... ويجِد أن قامتهُ بَين الخُلوقِ تقازمت ... وقد جاء وهو العزيز مِن بلدٍ عزيز وأهلٌ عُزاز ... فتختلِط المقاييس وتتباين ...
    وقُلت في هذا :
    الود البدور يِعرِف في القبايِل عرضو وطولوا
    يبقى في واحدة ...
    إما سخاتاً(1)...مِنو كُل الخُلوق بِتطولو(2)...
    أو عزيزاً كُل الرِقاب توطولو(3)...
    وما يهِمك حرارةً عُقُب (4)... مادام شين الفعايِل هولو(5)...
    يِظهر كتير مِن التخا(6) ... إلا إبل النِشوق (7) بِتبولو.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) مِن السخاء.
    (2)
    أي تنال مِن كرمِهِ.
    (3)
    أي تنحني لهُ.
    (4)
    بعد.
    (5)
    لهُ طبع.
    (6)
    التخا : وهو السِحاب الذي لا مطر فيهِ.
    (7)
    النِشوق : وهي رِحلة الإياب مِن البُطانة.
                  

العنوان الكاتب Date
مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات أمير قناوي12-25-09, 08:41 PM
  Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات أمير قناوي12-26-09, 09:46 PM
    Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات أمير قناوي12-26-09, 09:49 PM
      Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات أمير قناوي12-27-09, 10:07 PM
        Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله12-28-09, 06:51 AM
          Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله12-28-09, 08:07 AM
            Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله12-28-09, 09:25 AM
              Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله12-28-09, 12:42 PM
              Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله12-28-09, 03:29 PM
                Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله12-30-09, 04:26 PM
                  Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله12-30-09, 08:37 PM
                    Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله12-31-09, 12:02 PM
                      Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله12-31-09, 12:21 PM
                        Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات أمير قناوي01-01-10, 09:54 AM
                          Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله01-04-10, 06:33 AM
                            Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله01-04-10, 07:33 AM
                              Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله01-06-10, 12:20 PM
                                Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله01-06-10, 09:51 PM
                                  Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله01-10-10, 06:54 PM
                                    Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات ستنا خضر عبدالله01-11-10, 09:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de