|
Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الأول: تعريف بالشعبية (Re: أمير قناوي)
|
حسين عبد الحليم: الشعبية مثال يحتذى فى التكافل والترابط الاجتماعى. ويبدأ ذلك منذ ساعات ما قبل ميلاد أى طفل فى الشعبية , حيث يمكن لأهل المرأة الحامل التى داهمتها آلام المخاض أن توقظ ,ولو فى جوف الليل , أقرب شخص من الجيران يكون لديه سيارة أو يقود أى سيارة حكومية أو خاصة لكى يقوم بتوصيل هذه المرأة التى تتوجع الى المستشفى , أو ربما لجلب الداية , لكى تتم عملية الولادة بسلاسة وأمان. ثم بعد ذلك تكون اللمة فى بيت النفساء للمباركة ثم وليمة السماية . وعندما يشتد عود الصغير تأتى مرحلة الختان والأحتفال بود الطهور. ثم عندما يصير الطفل رجلا وينوى الزواج تجد كل أولاد الحلة يشاركون فى طقوس ومراسم الزواج. وحتى عند الموت تجد شباب الحى يبادرون على الفور فى حفر وتجهيز قبر الميت قبل تجهيز الجنازة. وفى مراسم التشييع تجد الجميع من كل ألوان الطيف , تجد المحسى والشايقى والدنقلاوى والنوباوى , وتجد الشيوعى والبعثى وأنصار السنة والأخ المسلم والصوفى , بل حتى تجد المسيحى ضمن المشيعين والمعزين! ومن الأخوة المسيحيين فى الشعبية أذكر فى حلتنا صديقنا العزيز المهندس أنطون عبد السيد ( فى المنزل المقابل لمنزل ناس دفع السيد جيب الله العروف بمنقستو , وجار ناس سيد ناصر ), حيث كان المهندس أنطون يذهب معنا الى العزاءات ويشيل معانا الفاتحة بشكل عادى ودون أى عقد ! مجتمع الشعبية يشكل مزيج فريد من كل الأعراق والأجناس والمعتقدات فى نسيج اجتماعى مترابط , وهو بحق صورة مصغرة للسودان الأصيل الآمن قبل أن تفعل فيه الخلافات السياسية أفاعيلها. وأكثر ما يثير الأعجاب أن كل هذا الخليط العرقى والسياسى والعقائدى يتعايش سلميا فى ترابط وتكافل واحترام متبادل ودون أى مشكلات , وتجد الصغير يحترم الكبير والكبير يرحم الصغير. فلكم التحية والاجلال يا أهالى الشعبية ودمتم ودام تعايشكم السلمى الديمقراطى.
|
|
|
|
|
|