عندما صمدت الدولة (أو الدول) السودانية المسيحية في وجه الغزو الإسلامي وأنتج هذا الصمود اتفاقية البقط التصالحية بدل (فتح السودان وأسلمته بقوة السلاح) كانت هذه الدولة - قطعا - على درجة من التماسك ومن القابلية للحياة والاستمرار ولا يمكن أن نعزو هذا الصمود لوجود المقاتلين الأشداء المهرة وحدهم ، ظلت هذه الدولة تجاور وتراقب العالم الإسلامي وتحاوره طيلة عصوره الأموية والعباسية دون أن تستلب تجاهه بالكامل ، ولكنها لم تقمع تحولات الأفراد والجماعات عقائديا وجغرافيا ، الأمر الذي أدى إلى وجود نسبة من المواطنين العاديين و التجار والمتصوفة والعلماء الذين يدينون - داخل الدولة المسيحية - بدين الإسلام ، واستطاعت هذه النسبة من المواطنين أن تستثمر لحظات تاريخية محددة [ ضعف فيها بنيان الدولة السياسي واستنفذت فيه شروط الحياة والاستمرار التي كانت متوفرة لحظة توقيع اتفاقية البقط ] وأن تنقض مكونة دولة ذات واجهة ثقافية ودينية مغايرة ... من الداخل .... وليس بالطريقة المألوفة لأسلمة الدول والمناطق الأخرى ، فتحا وغزوا من الخارج
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة