أيام قلائل وينجلى أمر ربما لن يتمناه الكثيرون ، ... أيام وتبقى النتيجة سلبا أم إيجابا لكل من طرفى الوطن ..... فالطلاق كلمة غير محمودة فى قاموسنا الإجتماعى وتخشاها الأسر عامة فكيف بالإسرة الكبيرة ، الوطن .. حادثنى أحد الأخوة الجنوبيين ، وكان فى ضيافتنا بشهر رمضان برغم مسيحيته إلا أننا لم نعرف ذلك إلا عند قيامنا للصلاة فانتحى جانبا يعد أكواب الشاى والقهوة ، تلك هى سماحة الأديان السماوية ، ... قلنا وقال كلاما كثيرا وعميقا فى معناه ، قال : ( إن هذا العضو من الجسد لم يفسد فلماذا يبتر .. ؟ ومن قال أن طليعة المثقفين الجنوبيين سوف يصوتون للإنفصال ..؟ ) ثم ارترسل فى حديثه دون أن يقاطعه أحد بلغة عربية دارجة وأمثال شعبية داعمة لحديثه ، حيرتنا جميعا ثم قال من العربى الآن ( ويقصد فصاحة اللسان ) أنا أم أنتم .. ما الذى صنفنا ..؟ ولا أقول ميزنا لأن التمييز هو بالعقل والخلق والسلوك ، وتحدث حديثا مستفيضا ينم عن وعى بقضيته .. كبر عدد الجالسين ، واستدعى حديثه بعضا من المارة ... ، قاطعه أحدهم فأشرنا عليه بالصبر ذلك الصبر الذى يفقده البعض فى مثل هذه الجلسات والتى أتت عفوية وكانت قوية بمحدثها قلت للحضور علينا أن نستمع أكثر ، فقد تحثنا كثيرا وهم يعلمون ذلك سلبا أم إيجابا ،زاد إعجابنا بصراحته فى مخاطبتنا وأشار الى مواطن الضعف فى سياستهم كجنوبيين وسياستنا أهل الشمال ، ... قاطعه آخر بل قل أهل المؤتمر ، فقال لا بل منذ الإستقلال ، قال له إذن تشعرون بالغبن ..؟؟ ، إبتسم وقال الإبن لا يغبن من أهل بيته ....... لأن ذلك إن أتى لم يأت من الغريب فنحن أهل تربطنا وشائج القربى والصلات الممتدة .. طال سامرنا معه ، حتى نسينا تناول الشاى والقهوة .. .. ولكن الشاهد أن هذا هو أنموذج للمثقف الجنوبى ، ومثله كثير ، فهلا ضممنا أمثال هؤلاء الى صدورنا حتى وإن اختاروا الأصعب علينا ..... تحيتى ... محمد مختار جعفر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة