|
د. لوكا بيونق
|
تناول كثيرون البرنامج الإذاعي الكبير والناجح (قمم في العيد) الذي بثته الإذاعة القومية ضمن برمجتها الخاصة لعيد الفطر المبارك، وكان نجم الحلقة وبطلها بكل تأكيد الدكتور لوكا بيونق وزير وزارة مجلس الوزراء، والذي شد الأسماع وسار بالمتابعين عبر تعرجات الاستضافة حتى تمنى كثيرون ألا تنتهي. والأخ (لوكا) منحه الله قبولا سهلا، إذ دون كثير من الوزراء بالحركة الشعبية والمؤتمر الوطني أيضا فإن له ميزة كاريزما (القبول) والتي تأتي هكذا، ثم يطورها الشخص بمواقفه وآرائه وإقباله على الآخرين وعلى تكاليفه، واعتقد أن فكرة استضافته كانت مبادرة في محلها واختيار موفق تماما بدلالة نجاح البرنامج والذى اشك فى انه سيلقى نفس الموقع لو انه استضاف أي مسئول آخر من الشمال أو الجنوب. الخلاصة التى خرجت بها شخصيا من قمم فى العيد ان بقاء رجال مثل (لوكا) مسئولين وأصحاب سلطة وقرار فى السودان فهو مكسب للوطن وفخر، إذ على الأقل سيكون ثمة مسئولين تشعر تجاههم بشيء من الألفة والثقة المفتوحة ولا يضطرونك إلى الاستعاذة والحوقلة، وأيضا فإن وجود رجال مثل (لوكا) في حال الانفصال كمسئولين وقيادات فى بلد مجاور فإنه يشعرك بكثير من الراحة والاطمئنان على الجزء الذى مضى من بلدك وانه سيكون بين أيدٍ أمينة ومحترمة وانه سيكون بلدا جارا فى مقام اعلى من البلد الشقيق لأنه منك وأنت منه. وأما الخلاصة الأخرى فهي أن ايجابيات مثل هذه البرامج أنها تعبد المسير أمام السائرين إلى القرار المصيري المرتقب، هؤلاء هم جموع الشعب السوداني بأسره إذ إن الجلوس الى الرموز والقيادات المؤثرة على صنع القرار اولا فى الشمال والجنوب وسبر قناعتهم وتسليط الأضواء على وجوههم ودواخلهم قد يسهم فى خفض حدة كثير من العداءات الانطباعية . ومثلما اثق فإن حلقة قمم فى العيد قد تابعها الشماليون فإن اضعاف هذا العدد من الجنوبيين كانوا حتما عند موعدي البث والإعادة ولهذا اطالب – اقترح تعبير اوقع – وقياسا على نفس المبادرة والفكرة ان تشمل قائمة الضيوف فى البرامج المقبلة الشخصيات والأسماء التي توصف بالتشدد لدى الجنوبيين أو العكس، فربما يعكس (حوار الشخصية) في الجوانب غير المرتبطة بالعمل السياسي بصورته المعتادة الصورة الحقيقة والأصلية لكثير من القيادات ويقربها الى الناس بل ويسهم فى ايصال رسالتهم من بعد إلى الجمهور دون آراء مسبقة وأحكام ظالمة تأسست على الانطباعات أو التأثر بآلة التشويه الجمعي التي تنشط في مواقيت العمل السياسي. وشكراً للإذاعة السودانية وشكر الله الصانع لهذا العمل الرائع.
|
|
|
|
|
|
|
|
|