|
واوٌ يتحلّل إلى هديّةٍ مفخّخة: واو "حال" قطة شرودنغر وشيءٌ من حتى آينشتاين (Re: Adil Al Badawi)
|
أدس كليمة (بدري بدري المرّة دي):
أنا لا أفقه من أمر الكوانتوم ثيوري أبو النوم وإن كان ثمّة عزاء في ذلك فهو في قول ريتشارد فاينمان: I think I can safely say that nobody understands quantum mechanics لكنّ قول فاينمان قولٌ فاين لمن أراد تذكرةً توصله صالة التقاعس أو نَفَضَ ذرّات ضريرة الكوانتوم عن كتفيه فَـدْ مرّة. أمّا أنا فما أن حلّ الموضوع ضيفاً على مائدة فطوري صباح الجمعة الماضية إلاّ وقمت ألكْلِك في هذه الميكانيكا العجيبة لأخيب ساعةً فأحزن وساعةً أفرح بأنّي أقرب لأن أصيب. أمّا المصيبة فهي في أنّني قد سلخت سحابة نهاري ذاك، وسحب أيامٍ وليالٍ تاليات، سالكاً سبل ربي ذللاً محاولاً أن أُخرج من بين بيض "كودو" وستيكه هديّةً مفخّخةً آملاً أن يقبلها أُولوا العزم من رسل الكوانتوم فيفجّروا عيونها تفجيرا.
أدس كليمة تاني:
كما وما كانت الكوانتم ميكانيكس ولا كان نقدها في خاطري قط حين استخدمت المصطلحين (سطوت عليهما، في الواقع): simulation و real-time وعلى الرغم من ذلك وعلى الرغم من الكليمة المدسوسة في أعلاه إلاّ إنّ عنوان هذه المداخلة يحمل شيئاً (منقولاً) من قولٍ في أمر الكوانتوم فيزيكس فكلمة "مفخّخة" تشير إلى شيء من حتى آينشتاين فيما يخص ظاهرة التشابك الكوانتومي. وبما إن آينشتاين قد مات وفي نفسه شيءٌ من حتّى الكوانتوم برمّته فلا ضير من أن نتسلبط في حتّاه لنستفيد من المثال الذي كان قد ضمّنه أحد مراسلاته مع إيرفين شرودنغر (الفيزيائي النمساوي صاحب القطّة الواردة بالعنوان). كان المثال إشارةً من آينشتاين إلى أنّه حسب أحد تفسيرات الكوانتوم، فإنّ أي حزمة بارودٍ في حالة ساكنة تحتوي في لحظة لاحقة على حالة مركّبة من الانفجار وعدمه.
لكنّ شرودنغر قد سبقنا إلى الاستفادة (بسلبطة أو بدونها أو بحالة مركّبة من الاثنين) من مثال آينشتاين وذلك بأن بادر إلى ابتداع تجربة ذهنيّة أضحت تعرف في أوساط مرتادي أندية الكوانتوم، والضهب من أمثالنا، بـ"قطّة شرودنغر" والقطّة، وسط العدّة المصاحبة لها، تراها تعاين ولا تعاين في الصورة الغزّيناها ليك في المداخلة السابقة. لكن يلزمنا تقديم تنوير عن ماهيّة التجربة الذهنية قبل أن ننهر "قطة شرودنغر" إذ من دون ذلك لا نأمن أن يقع هذا التأسيس على قدّومه وربّما على أمّ رأس المؤسّس نفسه!
التجربة الذهنيّة (قول، يا زول، الرياضة الذهنيّة) هي تمرينٌ ذهني يتناول فرضيّةً أونظريّة لكن؛ اعتماداً على هيكل التجربة، فإنّ اجراء التجربة فعليّاً يحتمل أن يكون ممكناً أو لا يكون. فإن كان ممكناً؛ فإنّه قد لا يتوفّر عزماً، من أي نوع، لإجراء التجربة وإنّما المتعارف عليه هدفاً لمثل هذه التجارب هو استكشاف المردود المحتمل (النتيجة؟) للموضوع الذي تتناوله التجربة المعنيّة.
وعلى ضوء (وقيل على طيف) ذلك طرح شرودنغر تجربته الذهنيّة المتمثّلة في معضلة(؟) تقول بأنّه إذا حبسنا قطّة داخل صندوق حديدي يحتوي على كميّة ضئيلة من مادّة مشعّة وعدّاد قيقر (ههه) وزجاجة من سم السيانيد وضمِنّا أنّ القطّة لن تعبث بالكائنات المرافقة لها في بيت الحبس هذا، فإنّه ربّما تتحلّل ذرّة واحدة خلال ساعة وقد لا تتحلّل ولا ذرّة. فإن تحلّلت ذرّة فإنّ عدّاد قيقر سوف يطلق مطرقة تكسر زجاجة السم فتموت القطّة والعكس صحيح (إن لم تتحلّل أيّ ذرّة، لا تنطلق أي مطرقة و"تعيش القطّة"). لكنّ الدالّة الموجيّة psi-function (ودا ديب كوانتوم جارغون ما عندنا ليهو أي حلقوم وإنّما ننقله من خشم شرودنغر بضبّانته إلى أن يقيّض الله لنا أحد رسل الكوانتوم فيهدوننا السبيل أو يرموننا "في" ضلال مبين وفي المعقوفات الغامتة "في" هنا شبهة تقديمٍ لهذا الـ"حرف" الجديد إذ لم ترد بالقرآن كلّه عبارة "ضلال مبين" إلاّ وهي مسبوقة بحرف الغرق، الـ"في"، هذا). المهم يا زول، يقول شرودنغر أنّ الدالّة الموجيّة لكامل النظام الذي يشمل القطّة (الحيّة/الميّتة) نتيجة لأن الذرّة لا تتحلّل/تتحلّل يتفسّر (وفقاً لأهل الكوانتوم يعني، والاضافة من عندي) باحتوائه على القطّة وهي في حالة مركّبة من الحياة والموت (وسامحونا على التعبير، والاضافة من عند شرودنغر).
ما ينتقده شرودنغر هو هذه الضبابية المتمثّلة في الحالة المركّبة من دالّة من موجتين أولاهما الذرة غير متحلّلة/القطّة حيّة والأخرى الذرّة متحلّلة/القطة ميّتة لكنّ ذلك، في نظر شرودنغر، مقدور عليه فهو يقول (عن تجربته الذهنية): إنّه يمكن تحويل الضبابيّة المتعلّقة بمجالٍ ذري تحديداً إلى ضبابية تتعلّق بأجسام تُرى بالعين المجرّدة وبالتالي تُحلُّ تلك الضبابيّة بالمشاهدة والرصد المباشر. وهذا، يمضي شرودنغر قائلاً، يمنعنا من أن نقبل بسذاجة نموذجاً مزغللاً على إنّه نموذجٌ مؤهّل ٌ لأن يمثّل الواقع المعاش...فهنالك فرقٌ بين صورة مهتزّة أو غير محكمة وصورة لسحب أو شواطئ مغطّاة بالضباب.
إن بفمي (أنا البدوي القدّامكم دا ما شرودنغر) ماءٌ من كثرة الكليمات التي دسستها فليس في وسعي أن أعلّق على ما ورد بأعلاه. أمّا إن شئتم الشمشرة فهاكموها؛ لقد تواتر أن ردّ فعل ستيفن هوكنغ (العامل دوشة برّة البوست بتاعي دا) على "قطّة شرودنغر" هو: كدي اليجيني بَسْ ود مقنّعة يجيب لي سيرة الكديسة دي! والله إلاّ كان بندقيتي دي تاباهو!
لكن أين واونا من كلِّ ذلك! أعتقد أنّه يتبوأ مستوىً مختلفاً عمّا يتناوله الكوانتوميّون ونقّادهم لكنّني لا أربأ بنفسي عن الاستفادة من تجارب الأثنين وذلك بابتداع تجربة ذهنية تحتمل أن يتحلّل واونا إلى واو حال (أو كما قال حسبو) فالأبواب إذن مفتوحة أو لا يتحلّل الواو فالأبواب إذن مغلقة. وبالتالي فالخلاصة هي أنّ الأبواب، بالنسبة للجموع المؤمنة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والكافرة بذلك على حدّ سواء، تبقى في حالة مركّبة من كونها مفتوحة وكونها مغلقة ما دامت هذه الجموع غير مطّلعة على ما هو بداخل الصندوق، صندوق الآخرة.
وبعد، حكايتي مع الكوانتوم طالت حتّى أذّن المغنّي بأذنيّ يرقيني أن "أخُتّ اللوم على نفسي". لكن ربّما إن كلَّ ذلك ممّا أنا فيه، هذه الأيّام، من نوء الجابري!
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
واو...عجيب! | Adil Al Badawi | 09-05-10, 10:44 PM |
Re: واو...عجيب! | محمد البشرى الخضر | 09-06-10, 01:05 PM |
Re: واو...عجيب! | Ashraf el-Halabi | 09-06-10, 07:31 PM |
واو الويل وواو الـWelcome (أم هو واو "الجماعة"!) | Adil Al Badawi | 09-06-10, 10:34 PM |
واو الحال؟ | محمد حسبو | 09-07-10, 08:58 AM |
حالٌ simulated وحالٌ real-time | Adil Al Badawi | 09-07-10, 10:24 PM |
واو مولانا أم واو المصريين! | Adil Al Badawi | 09-08-10, 09:55 PM |
Re: واو مولانا أم واو المصريين! | قيقراوي | 09-08-10, 10:24 PM |
Re: واو مولانا أم واو المصريين! | محمد البشرى الخضر | 09-08-10, 11:05 PM |
Re: واو مولانا أم واو المصريين! | Elawad | 09-08-10, 11:58 PM |
قيقاواوي، ود البشرى والعوض: أنِستو ونوّرتو | Adil Al Badawi | 09-09-10, 07:53 PM |
Re: قيقاواوي، ود البشرى والعوض: أنِستو ونوّرتو | قيقراوي | 09-11-10, 01:40 PM |
في سبيل البحث عن الواو الضكر | Adil Al Badawi | 09-17-10, 06:37 PM |
واوٌ يتحلّل إلى هديّةٍ مفخّخة: واو "حال" قطة شرودنغر وشيءٌ من حتى آينشتاين | Adil Al Badawi | 09-23-10, 11:29 AM |
|
|
|