الطغاةُ يُصفون بعضهم بعضا

Quote: الرائد ابراهيم شمس الدين هو الضابط الوحيد الذي أعيد للخدمة من مجموعة الضباط اليساريين التي كانت تتآمر لقلب النظام الدكتور منصور خالد: في بداية عام 1985 بدأ التيار الوطني الغالب، الضباط الاحرار في السعي لخلق جبهة عريضة تدعم العمل الشعبي الذي بدأ متعثرا لظروف موضوعية لا تخفي علي احد، إلا أن تشكك التيار القوي الآخر (التيار البعثي) في أي عمل غير عقائدي حال دون ذلك، بل ان البعثيين اخذوا في اطلاق الاتهامات حول "الانقلاب العسكري" الذي تدبره امريكا كبديل لنميري في ذات الوقت الذي أخذ فيه التيار البعثي في الجيش يعد العدة لإنقلاب علي السلطة شارك معهم في تخطيطه آخرون، وقد ضمت تلك المجموعة من الضباط عثمان بلول، خالد الزين، محمد عثمان حامد، محمد عثمان كرار، وعبد الرحمن سعيد ، ودعي للمشاركة فيه قائد كتيبة المظلات عمر حسن البشير بعد توصية من العميد كرار. وما كان من القائد المظلي إلا ان نقل ما أسر به البعثيون إليه الي الأب الروحي للإسلاميين في الجيش اللواء الهادي المأمون الذي نصحه بالإتصال بالسلطات لان التحرك تحرك "شيوعي " ولهذا نقل البشير "المعلومة "الي فارس عبد الله حسني في اخريات مارس 1985.تبع ذلك توجيه لفارس من قائده تاج الدين عبد الله باحكام المراقبة علي اولئك الضباط دون القبض عليهم. وبالرغم من ان اهداف هؤلاء جميعا كان هو الانقضاض علي نظام مايو تماما كما فعل "المجلس العسكري" فيما بعد، وبالرغم من أن واحدا من المتآمرين (عبد الرحمن سعيد) قد اصبح سكرتيرا للمجلس العسكري الا ان الفريق اصر علي إعفاء من الصقت بهم "تهمة" البعثية من الخدمة باستثناء كرار. ويذكر الناس للفريق أمرين يثيران الإستغراب، الاول هو إعادته للرائد ابراهيم شمس الدين للخدمة ، وهو الضابط الوحيد الذي أعيد لموقعه من مجموعة الضباط اليساريين التي كانت تتآمر لقلب نظام الحكم في نهاية عهد مايو، والثاني هو إستجابته لطلب الدكتور عبد السلام صالح بضم الطيب ابراهيم "سيخة " للسلاح الطبي بالرغم من التحفظ الأمني ضده من أجهزة الأمن المدنية والعسكرية من كتاب – النخبة السودانية وإدمان الفشل –الجزء الثاني –صفحة 16 ،17