lily.akol تكتب مره آخري باحرف من نار(المثقف الشمالي: اسئلة ليس للاجابه)!

Quote: بعد ذلك (أي بعد سقوط نظام عبود) عقد في الخرطوم مؤتمر دولي لمناقشة الوضع في الجنوب (1965). أثناء ذلك طلب مني آلاف الناس الإنضمام (إلى المؤتمر) لكن قادة سانو وجبهة (الجنوب) رفضوا. كنت أحاول ألا أدع السيد كلمنت أمبورو يكون حزباً جديداً. دعه يأخذ حزب الأحرار. وكنت أحاول إقناع سيد (وليام) دينق بأن الأفضل أن ينضم الإثنان لحزب واحد يكون أحدهما رئيسه والثاني سكرتيره وأن يستمر هذا الترتيب لمدة سنتين من أجل وحدة الجنوب. لكن اتضح لي أنهما غير قادرين على الوصول إلى تفاهم: كلمنت ووليام دائماً يقفان ضد بعضهما البعض. كنا على وشك أن نحصل على حكمنا الإقليمي بحضور هؤلاء الأجانب (في المؤتمر، كشهود). كان هناك حوالي خمس دول ولكن بسبب الخلافات لم يتحقق أي شئ. اقترح وليام أن يكون رئيس البلاد جنوبياً وطالب بترقية الجنوبيين وظيفياً وعودتهم لإدارة البلاد فعارضه كلمنت. بعد ذلك عينت اللجنة (المؤتمر) مفوضية من اثنى عشر رجلاً من الشماليين والجنوبيين. بعد سقوط عبود ضغط علي الكثيرون لأتولي قيادة حزب الأحرار لكنني رفضت حيث أنني ما كنت أرى أملاً في توحيد الجنوب وحتى لو أمكن توحيد الناس هناك فإنهم غير قادرين على توحيد أنفسهم في البرلمان. كان هناك المال.. أموال طائلة من الحكومة وحزب الأمة. وكلما جاءت إنتخابات يتم تخريبها بهذه الطريقة. وهكذا لم تستطع لجنة الإثنى عشر أن تعمل. كان عندي أصدقاء شماليون قالوا لي مع بداية المؤتمر:" لماذا لا تطلب من ناسك أن يتفقوا؟" حتى أزهري قال ذلك وعبد الله خليل قال إذا توحد للجنوبيون في حزب واتفقوا على شئ واحد فيمكن إعطاؤهم أي شئ يطلبون. السيد عبد الرحمن دعاني مرة لحفل شاي مثلت فيه جميع الأحزاب، حتى أزهري كان هناك. سألني السيد عبدالرحمن قائلاً: ستانسلاوس هل تريدون الإنفصال؟ قلت لا. نحن سودانيون وهذه البلاد التي نعيش فيها تمت إلي السودانيين. نحن لا نريد الإنفصال. قال: إذن ما هو مطلبكم؟ قلت مطلبنا أن نحصل على الحكم الذاتي المحلي لنتدبر إدارة البلد. قال السيد عبد الرحمن( .. أزهري هل تسمع؟ عبد الله خليل هل تسمع؟ لماذا إذن لا تفعلوا هذا؟. أرجوكم إذهبوا وناقشوا هذه الأشياء. اعطوهم ما يريدون. أنظروا هنا، لما جاءت الحكومة التركية هنا لم تستطع السيطرة على الجنوب. والدي، المهدي، لم يتمكن هو أيضاً من إخضاع الجنوب لحكمه وفعل ذلك البريطانيون بصعوبة شديدة. قد تسمعون بين الحين والآخر عن قتل مسئولين بريطانيين أو قتال ضد الحكومة أو ضد هذه القبيلة أو تلك، هل ترون؟ دعونا نجلس، اجلسوا جميعاً من فضلكم وناقشوا مشكلة الجنوب هذه حتى نجد لها الحل المرضي). حسناً! لقد انفضوا ولم يعقد أي إجتماع ثم جاء الشماليون ليقولوا لنا: نرجوكم إجعلوا كلمنت ووليام يتفقان، على الأقل داخل لجنة الإثنى عشر". لكنهما لم يتفقا أبداً. جلست كرئيس لإجتماعات للفريقين مرتين أو ثلاث مرات ولكن ما أن يتحدث شخصان أو ثلاثة حتى يقع الشجار ولا يكون أمامي إلا فض الإجتماع. وحينما يطلبان مني عقد إجتماع آخر أقول لهما: لا. إنكم لن تتوصلوا لإتفاق أبداً". ما كان كلمنت يستمع إلي أبداً، فبدل تشكيل حزب جديد (جبهة الجنوب) كان الأفضل العودة إلى حزب الأحرار. كان الناس يستمعون إليه كلهم لأن حزب الأحرار كانت له قاعدة متينة هنا في الجنوب. وكان الناس يلتفون حوله ونحن أنفسنا نقوم بدعاية قوية له. دارفور كانت تستمع إلينا وكذلك كردفان وعلى وجه الخصوص النوبة، كل السود.