دعوة عامة : الإفطار الثاني لبورداب الرياض - الجمعة 17 رمضان - إستراحة دانة الشرق ، مخرج 18

Quote: بالأمس وبعد الإفطار تحدث عن "أزمة الهوية السودانية" الاستاذ: محمد جميل "المسئول الثقافي لجمعية الصحفيين السودانيين" وعقب الشاعر البديع: محمد مدني ـ حقيقة كان حديثاً ثراً وممتعاً ويشير إلى جيل مهموم وحادب ـ ليلة الأمس لم تكن تحتمل مزيداً من الجدية ـ لذا أقول هنا: في الحالة السودانية، دولة المواطنة هي الضامن الحقيقي للجغرافيا السياسية وليس "الهوية الجامعة" ـ الأمر برمته يحتاج إلى مراجعة وربما إتباع منهجية حيادية لا تتغني بسودانوية افتراضية جمعتنا قسراً وجرتنا جراً نحو الهزيمة.. وكان يمكن "للنخب السياسية والفكرية" الاعتراف بالاختلاف والسعي لعقد اجتماعي ينظم هذا (التباين) في ذات استمراريته وانتظاماته الداخلية "ثقافياً واقتصادياً"، حتى يتأكد موقعنا من المواطنة وحتى نجنب أبناءنا الاقتتال وذبحهم وسحلهم لبعضهم البعض. معذرة (ما زلت اعتقد أن المشكلة الحقيقية في المركزية ومعالجات النخب السياسية والثقافية للمسألة القومية) وكأن البعض ما زال يؤكد على ضرورة ممارسة شكل من أشكال العنصرية المحدثة ـ جازماً ومراهنا بأقصى درجات اليقين على فرضية وجود ثقافة "تَمايز" تُمايز الوسط عن جهالة الأطراف ـ ظناً: إذا ما تم الاتفاق عليها وتبنيها، يتحقق الاتحاد ونصبح أمه واحدة في جسد وعقل واحد ـ حيث تتحقق الآمال وتتلاشى مزمنات التخلف وتتوالى الانتصارات وتنتهي مشاكل السودان ـ هكذا ... ببساطة ـ ما زال البعض ينادي بضرورة تصاعد الأطراف الكلي إلى هذه "الثقافة الجامعة المزعومة" التي لم تنتج أشراطها ولم تتشكل "أًصلاً". هكذا ولسبب ما رأى البعض أن يجمعنا قسراً في (أحلام الرؤية الواهمة لثقافة جامعة) .. ثقافة جامعة لكل قبائل السودان على اختلافاتها العرقية والثقافية وحتى الاقتصادية والبيئية والحضارية، وعلى تبايناتها واختلافاتها التي تمتد إلى اللغة والدين والعرق ـ) ثقافة جامعة، على تناقضات بهذا الحجم) ـ لا شك أن النخب الثقافية بأخطائها المزمنة ومعالجاتها الساذجة، لعبت دورا أساسياً في تنحية (الاختلافات والتعددية)، وأدت إلى فشل واستعلائية وفوقية مركزية غير مبررة ولا منطقية وقفت "دوماً" حجر عثرة أمام تطور طبيعي وفهم حقيقي ورؤية واضحة للحالة القومية ـ ـ وإلى الآن وبعد كل هذه المذابح وفي اللحظة الهاوية وبعد أن أحدثت شروخاً، وشتاتاً وتناحراً وتنافراً واقتتال ـ ما زالت تبشرنا بصفوية الوسط ـ وتمثيله لكل السودان ـ باعتباره الجامع الكلي للثقافي العام ـ وماذا بعد ـ المحصلة: تشرذم وشتات واحتراب دفعنا ثمنه الملايين من الأنفس..