للوحدويين فقط

Quote: صديقي عبد الدين ، تاريخ 10/10/1995 كان موعد لإصدار رواياتكم (أوجاع الزمن) التي صدرت في تزامن كان مقصودا منا مع وروايتي( العرس الدامي) كل من الروايتين تدور أحداثها في الجنوب وتتحدث بلغة واضحة معبرة عن خطورة عدم فهم الآخر والتأكيد على أن العلاقات الاجتماعية بين سكان الجنوب من الشماليين والجنوبيين لم تخدشها أي مشاكل .. ففيما كانت روايتكم (أوجاع الزمن) تدور أحداثها في مدينة ( جوبا ) ما بين إذاعة جوبا والملكية و(اطلع برة) وسوق ( كنجوكنجو) ، وبين الشخوص الذين تدور أحداثهم وفق محتوي إبداعي حمل كل ما هو جميل ومثير ونبيل ومؤشر ومنبه للخطير .. في مستقبل الوطن كانت روايتي ( العرس الدامي ) تدور أحداثها في مدينة ( واو) ما بين (ضاحية غرنتي) وضاحية (نزريت) ، ونهر الجور.. بشخوص تنوعت بتركيباتها النفسية والاجتماعية ، مليك ولوال داوود محمود رجينا تيكمو ونعيم حسين ورفاي ،باستقراء دقيق لخطورة ما سيأتي في المستقبل .. ليت كان الناس في الوطن تناولوا ما أبتدر في الراويتين بجدية نعم عبد الدين ، كان برنامج رفرفة الأجنحة ، نشاطات مجموعة تواصل .. الندوات الثقافية .. و العرس الدامي وأوجاع الزمن . ( الغرباوي )(ووداعا لالين) وموعد الهجرة إلى الجنوب لم نكن نتنبأ ولكن هي قراءة دقيقة .. لأننا خبرنا ما في الجنوب فشخصي باعتباري من أبناء الجنوب ، وأنتم (بكردفانيتكم) التي تجاوزتها عند بتواجدكم العابر في إذاعة جوبا .. حيث لاحت لكم الملامح الحقيقية لإنسان الجنوب وعرفتموه عن قرب .. عزيزي عبد الدين .. في شهر أغسطس الماضي 2010كنت مستضاف في برنامج يحمل عنوان ( كلام كبير ) في( قناة زول) بعد التعديلات الايجابية التي حدثت فيها ، قسمت محاور الحديث إلى ثلاث ، المحورالأول للحديث النخب السودانية ، المحور الثاني مشهد السودان السياسي وقضية سلام السودان ، المحور الثالث استفتاء جنوب السودان ، خلال البرنامج ذكرت في أكثر من موضع في سياق الحديث ما يفيد بأني من الجنوب ومع ختام البرنامج عينك ما تشوف إلا النور انهالت علينا تواتر كثيف من الاتصالات من أصدقاء ونخب و (مثقفاتية) ، مستغربة وكان السؤال الملح من الجميع ( بالاي .. إنت جنوبي يا أسامه ) .. هذا الفهم هو الذي يجب أن يصحح وهذا بالضبط ما جاء في روايتينا العرس الدامي وأوجاع الزمن ، منذ ذلك الزمن 1995 .. وما زال الناس في الشمال لا يعرفون مجتمع الجنوب في مدنه التي لا تختلف في تركيبتها السكانية عن مدن الشمال في شيء وفي داخلي مدن من سلام فهل تسكنها أيها الوطن