|
Re: ندوة كتاب (مهارب المبدعين) , للدكتور النور حمد .. ملخص + صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
*
أستاذ محمد الواثق , كان هو المناقش الاول فى الأمسية :- الكتاب كبير الحجم , المواضيع فيه متعددة والتفاصيل كثيرة , لذلك من العسير علي او على اى شخص آخر فى مدى زمنى ضيق ان يطرح كل التفاصيل , او ان يقول كل ما يختزنه فى الذاكرة عن الكتاب . للكتاب تصدير طويل , وأعتقد ان هذا التصدير المطول أضافة حقيقية للكتاب , لانه تتبع فى البداية اصول الكتاب ثم تتبع مسألة الهاربين واضاف اليها , وتكاد المقدمة ان تكون تكملة للكتاب . وأعتقد ان الفصل المهم فى الكتاب هو فصل الكبت والحريات , ويليها فصل المدن السودانية . المعالم البارزة التى يدور حولها الكتاب هى الاحتلال التركى المصرى , وهو الاحتلال الذى استجلب معه المؤسسية الدينية التركية , وهى التى تحكمت فى السودان ويُعزى اليها الكبت فى جميع الأشياء التى ذكرها المؤلف , ومنها كبت المرأة , هذه المؤسسة الدينية او الأستعمار التركى كما ذكر , قامت بمصادمة المتصوفة بعد ذلك , وهذا الموضوع سيتكرر كثير جداً فى الكتاب , موضوع الاتراك , والنهج التركى او المؤسسة التركية . وسيتكرر بطيعة الحال موضوع الهرب عند الكثير من الشعراء , وقد تحدث بتفصيل عن الناصر قريب الله , ومحمد سعيد العباسى فى فصل من فصول الكتاب , ثم ذكر المحجوب وشخصى , ثم ذكر محمد المهدى المجذوب , ويتكرر ذكر الأستاذ محمود محمد طه فى عدد من الفصول , و يتم ألاستشهاد بما كتبه . بعد ذلك يعرج المؤلف على المدن , وهى مدن نشأت فى كنف التركية , وهذه التركية صادمت التصوف , والتصوف والمتصوفة موضوع يتكرر فى الكتاب , فى المقابل هناك الفقهيون , ويتم ذكر موضوع المهدية وكيف انها جاءت بشيء جديد من التصوف وهدمت ما قبله . سيعرج على المرأة كثيراً , لا سيما المرأة التى يعتقد انها انعتقت فى البادية , وتلك التى حُجبت او تحجبت فى المدينة . فى المهارب , يقدم الكتاب لكل مبدع مهرب خاص به , وهنا لى بعض الوقفات مع مؤلف الكتاب , ماذا يعنى بمصطلح الهرب ؟ , هل يعنى الانسحاب للداخل ؟ , هل يعنى الانعزال ؟ , الفرار ؟ .. فهو احياناً هرب وفرار , واحياناً أنسحاب للداخل , ومرة هو انعزال . ما ازعجنى جداً هنا , هو ما جاء فى التصدير بقلم أستاذ عبدالله الفكى وما يتفق معه فيه المؤلف , ان هذا الأنسحاب او الهرب يؤخذ على هؤلاء الذين لو صمدوا لغيروا معالم الارض ولابد من قرأة فيما ذكر . ((افترع كثير من المبدعين والمتعلمين مهارب شتى , مفضلين تجنب مجابهة واقعهم الخانق الكابت, مؤثرين الانسحاب بدلاً من السعى لتغييره حتى يصبح ذلك الواقع قادراً على استيعاب طاقاتهم)) . انا تحدثت عن الهرب , لكن لم يكن يعنى عندى بتاتاً ان هؤلاء الشعراء الذين تحدثت عنهم قد تركوا المعركة , هو يعنى عندى حالة ذهنية , حالة أحباط , حالة يأس , حالة اختلاء بالذات .. لم يكن يعنى عندى الهرب / الفرار .. لا . هؤلاء هم الذين قادوا المشاعل الثقافية على اختلاف انتمائاتهم , مشاعل فى رسوماتهم او شعرهم الى آخر ذلك من مجالات الابداع , لم تتوقف هذه المشاعل فى يوم من الأيام . بل لعلى أعتقد ان الشعراء هم الذين مهدوا لكل الثورات التى قامت فى هذا البلد , بعضهم بما فيهم انا تعرضوا للسجون .. لا , لم يكن هناك هرب بمعنى الفرار , أسف , هذا لم يحدث . الموضوع الثانى الذى سوف اتوقف عنده , هو موضوع التركية .. هل هو أستعمار وفد الى السودان ؟ , ام ان السودان فى تلك الفترة كان فى منظومة الدولة الاسلامية التى عاصمتها أسطنبول , هذه الدولة الاسلامية كانت متحررة العاصمة , لو كانت فى دمشق او رحلت بعد ذلك الى بغداد , ثم الى القاهرة , او رحلت الى أسطنبول .. هنا الامر ليس أستعماراً بحسب مفهوم بعض الناس وانما هى خلافة أسلامية والبلاد الاسلامية كلها تقريباً كانت تحت هذه الخلافة , والخليفة العباسى كان موجوداً حتى عام 1924 . والكلام عن أستعمار تركى ظهر مؤخراً عند بعض القوميين وبعض المسيحيين , ثم سار على هذا الخط الكثير من الكُتاب وقالوا بانه أستعمار تركى , هل كان حكماً بغيضاً ؟ نعم , كان جابياً للضرائب ؟ نعم , كل ذلك يحدث , ولكن هل كان أستعماراً ؟ , يجب ان نتوقف هنا . يتحدث المؤلف على ما اطلق عليه أسم الفقه التركى او المؤسسة الدينية التركية .. لا .. يُوجد فقه سنى , يُوجد فقه شيعى , ولا يُوجد ما نطلق عليه أسم فقه تركى , هم سُنيون على المذاهب الاربعة .. مؤسسة دينية ؟ نعم , هنا يجب ان اُشير الى كتاب المرحوم عبدالله الطيب والذى تم نشره بعد موته , وتحدث فيه عن هذه الدولة المسلمة , وذكر ان الخلفاء كلهم والى يومنا هذا ممن جاء بعدهم يقتلون الآخر المعارض لتعضيد نظام ملكهم , لذلك كانوا يطلبون الامام الفقيه الذى سيُبرر قتل الخصم , بعض الفقهاء والعلماء رفضوا ومنهم احمد ابن حنبل على سبيل المثال , وبعضهم انجرف , وارتبط هذا بظهور بطانة العلماء حول الخليفة يبررون له ما يفعل , وهذا البطانة فى تقدير عبدالله الطيب اتسعت وتمددت , حتى اصبحت فى نهاية المطاف أحزاب سياسية وذكر منها الاخوان المسلمين وجاءت المؤسسية عند ظهور الازهر , فصار هنام من يقدم الفتوى والى يومنا هذا لصالح الحاكم , ولكن لا ينبغى ان نظلم الازهر او غير الازهر , لان بعد ذلك عندهم من العلماء الذين تخصصوا فى شتى فروع اللغة العربية , والفقه والتجديد , ويجب ان لا نخلط بين هذا وذاك . على كل حال هذه المذاهب جاءت للسودان قبل الغزو التركى , ولى وقفة هنا , فى كتابى تحدثت عن امرين , عن الدين الشعبى واحياناً اذكر الصوفية ولكنها ليست الصوفية التى ذهب اليها المؤلف , انا عندما تحدثت عن الدين الشعبى , تحدثت عن (الفقرا) ومنهم من لا يعرف اللغة العربية , منهم الشيخ حسن ود حسونة , الشيخ بابكر الكباشى , الى آخر القائمة , والذين لجاء اليهم الناس , وكان لهم ما نُسميه بالدين الشعبى ولا يقوم على المذاهب التى نعرفها نحن الان , تلجاء اليهم المرأة العاقر والمجنون الخ , فكان هناك الدين الشعبى وله بعض سمات الاسلام , وهذا الدين الشعبى تعرض لموجات من العلماء , او علماء الدين الاسلامى الرسمى , وبدأ هذا الدين الاسلامى الرسمى فى مطاردة الدين الشعبى , الى ان حل محله , وكاد ان ينزوى (الفقرا) . الشيء الآخر اننى تحدثت عن الحس الجمالى الذى كان فى البطانة , وأعتمد على شعر البطانة وكانت له لغته الخاصة به , وليست اللغة العربية , هذه كانت لغة السودان الى ان تعقبتها اللغة الرسمية الفصيحة وحلت محلها بالتدريج , الى ان كادت تختفى لغة المسداير . وانا تحدثت عن الدين الشعبى والذى ليس فيه تصوف , والتصوف الذى يتحدث عنه المؤلف هو التصوف الذى ارتبط باللغة العربية , عند الجنيد او ابن عربى او الأستاذ محمود محمد طه .. وعندى ان حتى الأستاذ محمود محمد طه لا يدخل فيما أطلقت عليه التصوف تجاوزاً . بعد ذلك يأتى موضوع المدينة , رجعت لتاريخ بغداد , كيف نشأت اول المدن هناك , والكُتاب لاحظوا ظهور واختفاء قيم جديدة ارتبطت بهذه المدينة ذكرها الجاحظ , منها انتفاء ما يُسمى بالكرم , المنزل لم يعد يسع الآخرين , ظهرت الصنائع وطبقات المغنين , والتخثر المرتبط بالغلمان , والمرأة فى المدن مُحجبة او هى مغنية او جارية . اذاً المدينة فى كل الاحوال وكل البلاد , يجب ان تقبل انها تختلف عن البادية .. وامدرمان والخرطوم من هذه الناحية لم تختلف كثيراً عن بغداد القديمة او ما حولها . هل كان هناللك كبت ؟ هذا الموضوع ايضاً سوف يتكرر كثيراً , ماذا يعنى بالكبت ؟ لو كان يعنى بالنسبة للشعراء الكبت الجنسى .. لا .. فكل الشعراء الذين ذكرهم متزوجون , وبعضهم لديه أكثر من زوجة مثل الناصر قريب الله , والذى ليست له زوجة له محظية , لو رجعت لشعراء مثل توفيق صالح جبريل , والمهدى المجذوب , فان الامر يبلغ مرحلة التهتك عندهم , اذاً الموضوع هو كما ذكر المؤلف وعالج الامر لاحقاً هو السعى وراء المرأة الند وهو ما اقبله منه . فى موضوع المدينة أستوقفنى شيء أستغربت منه , وهو موضوع سواكن , حيث جعلها من الوصمات للاتراك , ويقول بالنص بعد ان صارت اطلال ((ولن اذرف عليها دمعةً واحدة)) .. لا .. حتى لو ذهبت الى انها لطخة او وصمة , فهناك أشياء يجب ان تقف عندها كتحفة معمارية حتى لو كنت تكره نظام الحكم السائد , اما انه لا يذرف عليها دمعة ! , انا ذرفت عليها دمعة ووقفت على اطلالها وتذكرت البحترى عندما وقف على ايون كسرى , لذلك سوف اطلب / وهو طلب غريب منى / من المؤلف ان يُراجع نفسه , على الاقل فيما يتعلق بمدينة سواكن . لا اخالفه كثيراً فيما ذهب اليه عن الناصر قريب الله والعباسى فى انهم هربوا للبادية , وبمعنى كلامى انا هربوا ولم يفروا , المؤلف ربط بين الواثق والمجذوب بالمرأة الاجنبية , لكن هل لو تعلقت بامرأة أجنبية , اكون شخص هارب ؟ , او لو تعلقت بى امرأة أجنبية هل هى الآخرى هربت ؟ , فرت ؟ , ام اننى انا الهارب فقط فى هذه العلاقة ؟ .. لا .. هذا ليس هروب او فرار , والحديث يطول حول هذه النقطة , وعن الحب الذى يجب ان يكون ديمقراطياً , وان نأخذ من الغرب احسنه . وفى مجمل كل هذا الطرح لم يخرج المؤلف عن الدين , والطرح دينى فى النهاية , وان كان هو طرحاً ضد الشوائب فى هذا الدين بفعل الفقهاء او انظمة الحكم المتعاقبة , لكنه فى النهاية طرح دينى .. وأغفل المؤلف الجانب الذى رفض الدين , او الحل الدينى , هناك اليسار , الشيوعي , او الماركسى , او خلاف ذلك , والذى طرح طرحاً مختلفاً لما انتقده المؤلف , او الى ما يُريد ان يصل اليه طالما ان الطرح فى نهايته هو دينى , ولذلك وجدته قد أغفل هذا الجانب وهو يؤرخ لهذه الحقبة لعقيدة بعض السودانيين فى طرح يختلف عن الطرح الصوفى .
|
|
|
|
|
|