|
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية (Re: أبو ساندرا)
|
Quote: (8) رأينا، في مقام الرَّد على ما أوردت صحيفة (التيَّار)، وسائر البروباغاندا الكاسدة التي تستهدف الترويج وسط الشباب، لفكرة أن الحزب الشِّيوعي السوداني حزب شمولي، يتربَّص، أصلاًً، بالدِّيموقراطيَّة، وكان، عام 1989م يعِدُّ لانقلاب، مِمَّا (اضطرَّ!) الجَّبهة لأن تقطع عليه الطريق بانقلابها هي، أن المنهج الأنجع في لجم مثل هذه التخرُّصات هو مجابهتها بمحض الوقائع التاريخيَّة الباردة التي لا تحتمل المغالطة أو المكابرة! وخلصنا، الأسبوع الفائت إلى سَوْق بعض الدلائل، في هذا الإطار، أهمُّها أن قضيَّة الديموقراطيَّة قد اقترنت، أصلاً، في فكر الحزب، منذ تأسيسه بقضيَّة (الاستقلال السِّياسي) نفسه، حتى لقد اعتبر عبد الخالق أن المشكلة الأساسيَّة التي واجهت السودان عند خروجه من الحرب الثانية، هي مسعى الاستعمار لإبعاده عن توجيه حياته وفق نظام ديموقراطي. في هذا السِّياق لا بُدَّ أن نتوقف، بوجه خاص، عند النقد الذي وُجِّه لرفض الحزب لاتفاقيَّة الحكم الذاتي المبرمة في 12/2/1953م إثر المفاوضات التي جرت بين دولتي الحكم الثنائي وبين أحزاب الأمَّة والوطني الاتحادي والجمهوري الاشتراكي، واستثني منها الشيوعيون والجنوبيون، فضلاً عن النقد الذاتي الذي مارسه الحزب نفسه بشأن ذلك الرفض، وانتهى به إلى تعديل موقفه خلال نفس الأسبوع، حيث عاد وأعلن عن قبوله بالاتفاقيَّة (دورة اللجنة المركزيَّة، مارس 1953م)، انصياعاً للمزاج الجَّماهيري العارم الذي استقبلها بالترحيب الحار. لقد أعلن عبد الخالق، بنقاء ثوري نادر، أن الحزب أخطأ، في موقفه من تلك الاتفاقيَّة عندما وجَّه اهتمامه فقط ".. إلى مزالقها التي قد يستغلها المستعمرون، وإلى كونها مناورة للمستعمرين ليخلقوا وضعاً شرعيَّاً في البلاد لاستمرار نفوذهم، ولم ينظر إليها باعتبارها نتاجاً من نتاجات الكفاح الشَّعبي الذي كان في الإمكان أن يثمر أوفر منها لو تقيَّدت أحزاب الطبقة الوسطى بحلفها في الجَّبهة الوطنيَّة المتحدة لتحرير السودان. ولكن هذا لا يمنع من أن المستعمرين، تحت ضغط الحركة الجَّماهيريَّة، اضطرُّوا للتراجُع، وأن الاتفاقيَّة تراجُعٌ، من جانبهم، يمكن استغلاله لصالح الشَّعب" (عبد الخالق؛ لمحات ..، ص 81). وإذن، وبما أن الحزب ظلَّ يقرن بين الاستقلال وبناء النظام الديموقراطي، فإن موقفه الابتدائي الرَّافض للاتفاقيَّة، أوَّل أمرها انبنى، في حقيقته، لا على أيِّ شئ سوى (الشَّكِّ) الذي انتابه، وقتها، في نوايا الاستعمار تجاه مطالب الشَّعب بالجَّلاء الناجز وحقِّ تقرير المصير، وبناء سودان حُرٍّ ديموقراطي. فالاتفاقيَّة، حسب نقد الحزب لها، أوان ذاك، قد أرجأت، بالفعل هذه المطالب، ريثما تنتهي سنوات الحكم الذاتي الثلاث؛ وأمَّنت موقعاًً، في لجنة الانتخابات، لأمريكا الساعية للحلول محلِّ الاستعمار البريطاني الآفل؛ كما أمَّنت، في لجنة الحاكم العام، موقعاًً لباكستان التابعة للتاج البريطاني ومن ثمَّ لحلف الشرق الأوسط الاستعماري. وإلى ذلك شرَّعت دوائر انتخابيَّة تأتي بنوَّاب غير منتخبين، مباشرة، من الشعب بالمخالفة لشروط الانتخابات الديموقراطيَّة في الفقه الدُّستوري؛ وتركت التقرير بشأن القيادة العليا للجَّيش بعد انسحاب قوَّات دولتي الحكم الثنائي، للجنة الدَّوليَّة التي ستشرف على إجراءات تقرير المصير، مِمَّا يعني برأي الحزب، توسيع هيمنة النفوذ الأجنبي على الجَّيش، وبالتالي إجهاض إمكانيَّة تحقيق استقلال وطني نظيف؛ وإلى ذلك كله ضربت قيوداً إضافيَّة على الحُرِّيَّات؛ ووفرت للحاكم البريطاني من السُّلطات، كسلطة إعلان حالة الطوارئ ما يمكنه من تدعيم النفوذ الاستعماري، وممارسة الضَّغط على البرلمان (قاسم أمين؛ اتفاقيَّة السودان في الميزان، بدون تاريخ، ص 20). (هاجس) الخوف، إذن، على قضيَّة بناء الدَّولة الوطنيَّة الدِّيموقراطيَّة المستقلة من مزالق المؤامرات الاستعماريَّة وبصرف النظر عمَّا إنْ كان ذلك الهاجس حقيقيَّاً أم متوهَّماً، هو الذي شكل خلفيَّة رفض الحزب، ابتداءً، لاتفاقيَّة الحكم الذاتي وليست فكرة (الخيانة) للاستقلال، كما تشيع بروباغاندا الخصوم البائسة! وإن جاز لنا أن نتساءل، من باب الاستطراد المنطقي، فما هي مصلحة الحزب في (خيانة) قضيَّة ظل يبشر بها، منذ أول نشأته ويناضل في سبيلها، ويستنهض باتجاهها طاقات الجماهير، ويبنى على طريقها شتى الكيانات السِّياسيَّة، والنقابيَّة، والفئويَّة و(يداوس) لأجلها، على شُحِّ إمكاناته الماديَّة، آلة الإدارة الاستعماريَّة، وأجهزة مخابراتها وقمعها، بقضِّها وقضيضها فيسقط من بين صفوفه، في ساحات معاركها المشهودة، وعلى رأسها معركة الجمعيَّة التشريعيَّة في الخرطوم وعطبرة وغيرها أنبل أبنائه، كالشهيد قرشي الطيِّب؟! يحتاج نقدة الحزب، يقيناً، وهو، من قبل ومن بعد، ليس فوق النقد، إلى تدقيق الحُجج وتجويد المنطق! [/QUOTE]
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-05-10, 11:05 AM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-05-10, 11:23 AM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-05-10, 11:30 AM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-05-10, 11:38 AM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-05-10, 06:15 PM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-05-10, 06:26 PM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-05-10, 06:35 PM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-08-10, 08:47 AM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-08-10, 09:42 AM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-08-10, 10:03 AM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-08-10, 11:04 AM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-08-10, 11:19 AM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | عوض محمد احمد | 08-08-10, 07:56 PM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | أبو ساندرا | 08-18-10, 08:22 AM |
Re: إعلام .. أم بروباغندا / كمال الجزولي... في ديقراطية الحزب الشيوعي السوداني اللبرالية | Nasr | 08-20-10, 06:50 PM |
|
|
| |