الصحفي كمال محمد عثمان وأسرته (شهداء باذن الله) ... رحيل بلا وداع

Quote: عاش عزيزاً ورحل دون ان استئذان كتبت : رانيا ماركوني غريبة هي الحياة حين تجمع لتفرق وهي أكثر وأكثر غرابة حين تصطفى وتختار بالطبع نحن نؤمن بالقدر والأجل ونعلم ان«لكل اجل كتاب» ولكن هناك من يجعلك اقرب الى إنسان لا يعلم غير حزنه وألمه هكذا هو حال كل الزملاء في صحيفة الحرة وكل الصحف خاصة اولئك الذين جمعتهم ساعات بالزميل الراحل شهيد الصحافة الأستاذ كمال محمد عثمان ودعك من الذين جمعت بينهم سنين جعلت من تلك العلاقة بينهم تصل الى أخوة لا مثيل لها كيف لا وهو رجل تحدى الاحترام بأن كان أكثر احتراماً لذاته وزملائه ومهنته بل كان من احرص الناس على هموم الناس ومشاغل الشعب وحاجاته حين كان قلمه سيفاً يقطع به الظلم عن كل من لجأ إليه وهو يشتكي ولعل تلك الصفحات تقف شاهداً على ما أبداه من جسارة جعلته رقما لا يمكن تجاوزه واسماً لا تمحوه الدهور حيث لن يسكن عالم النسيان. مشاعر الأسى وكل الحزن الذي أراه في عيون كل من يعرفه تثبت ذلك قد أفجعني الخبر حين علمت من زميلة خارج الحرة وزاد من آلامي ان لا أحد من كل الزملاء هناك تذكر ان يخبرني خاصة وأنا أغيب أياماً عن الصحيفة فلم يكن حزني كباقي من حزنوا على رحيل زميلنا فكوني أعلم بعد يوم كامل ومن خارج الصحيفة امر زاد من جرحي وحزني عليه ورغم كل ذلك وعندما تقابلنا بالأمس في الصحيفة وجدت العذر لكل منهم بالطبع حين يعتصر ألم الفراق الأعزاء على فقد أعزاء لهم لا مجال للتفكير الا في ذلك ولا تذكر حينها الا فاجعة مفاجئة حينما قرأت في أعينهم عذرتهم ولعلي لم اتذكر عتابي لهم الا عبر هذه الصفحات غصت في ذلك البحر العميق مع زميلاتي. استغرقنا ساعة الا دقائق في الوصول الى مكان العزاء وكل هذا الوقت كنا نتحدث عنه ولم يكن فيه غير نبل أخلاقه وحلاوة روحه وسماحة تعامله وأحسب كل متحدث عنه لا يجد الا ارفع وأسمى من حديثنا. ورغم كل ذلك نعلم أنه لم يمت حين تكرم ربنا سبحانه ونجى ابنه من ذلك الحادث. ألا رحم الله هذا العزيز الذي رحل دون استئذان إنا لله وإنا إليه راجعون