الصحفي كمال محمد عثمان وأسرته (شهداء باذن الله) ... رحيل بلا وداع

Quote: إلى كمال الدين في عليائه صعب علينا أن نرى بدراً هوى ونرى التراب على سناه مهيلا صعب علينا أن يباعد بيننا هذا التراب فلا نراهو طويلا يا مؤمنا كانت حياتك قدوة ستظل روحك في الطريق دليلا ما أقسى رحيلك المفاجئ دونما وداع..وما أصعب تطويع الحروف لتكتب عن كمال الدين محمد عثمان الذي غافلنا ومضى.. تتقاصر الكلمات وتتضاءل المعاني حينما نرثي الأستاذ كمال الذي عرفته ـ وأنا حديث العهد بعالم الصحافة الاقتصادية ـ صحافياً لا يجامل ولا يداهن ولا يخشى في الحق لومة لائم.. أذكر جيداً يوم أن هاتفني في إحدى نهارات ابريل قبل عام ونيف ناقلاً لي رغبته في أن انتقل للعمل معه في صحيفة (الحرة) قال لي إنها أول تجربة شبابية في عالم الصحافة بدأ متفائلاً وواثقاً من قدراته وقدرات طاقم الصحيفة الوليدة على تحقيق النجاح وإرساء دعائم تجربة يعتز بها الشباب قال لي (تعال وما بتندم) فوافقته على خوض التجربة وانتقلت من صحيفة أخبار اليوم الراسخة وها هي (الحرة) التي أخلص لها الراحل تبحر باقتدار في عالم الصحافة. توثقت علاقتي به وهو يرأس القسم الاقتصادي الذي أحبه وحببنا فيه. عرفته هادئ الطبع كريم المعشر خفيض الصوت لا يغضب ولا يثور..يكفي أننا وطيلة عملنا تحت إشرافه بالإدارة الاقتصادية لم نسمع منه إلا الكلم الطيب. لم يغضب أحداً ولم يخطئ في حق أحد في يوم من الأيام. كان جريئاً في تناول قضايا المستضعفين نذر قلمه وشريانه لخدمة الناس ومحاربة الفساد والمفسدين..لا يعجبه (الحال المائل) يعالج القضايا الشائكة بمهنية وتجرد. كان شديد الاهتمام بالقسم الاقتصادي والعاملين فيه يسعى كما الطيف بين زملائه شفافاً ظاهره كباطنه، يمازح هذا وينصح ذاك. كان مال من قل ماله..وذخراً لمن أمسى وليس له ذخر. ترك فينا أثراً لا يمحى على مر السنين افتقدناك وسنظل ولكن هي الدنيا طبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الاقدار والاكدار ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار عهدنا أن نمضي على ذات الطريق ونسير على النهج الذي اخترته، نصيراً للضعفاء كاشفاً عن مواضع الخلل حتى ينصلح أمر البلاد والعباد. نسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته وينزلك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. إنا لله وإنا إليه راجعون كرم سعيد القسم الاقتصادي صحيفة الحرة