الصحفي كمال محمد عثمان وأسرته (شهداء باذن الله) ... رحيل بلا وداع

Quote: إلى صاحب الشريان لا ادري أأعزي نفسي أم أعزي أسرتك المكلومة أم زملاءك المصدومين أن الفقد جلل وأن المصيبة كبيرة لا تتحملها الجبال رحلت عن دنيانا الفانية دون وداع أو استئذان مبكياً على شبابك وأنت ما زلت في الثلاثين من العمر عهد العطاء ولكن لست غالياً على ربك. واا مصيبتاه ـ لن أقول الا ما يرضي الله رغم الفجيعة المرة والرحيل الأليم لاستاذي كمال محمد عثمان وعناد القلم ومداده وبهاء القلب دوماً الا أن ذكراك ستبقى ملاصقة لكل خطوات حياتنا ما دام ينبض في الجسد القلب. كنت استاذاً حمل الاستاذية منذ اخضرار عوده ولم تشأ في يوم من الأيام بمناداتك بهذا اللقب رغم اكتسابك له بمهاراتك وحنكتك الصحفية وتطرقك للمواضيع الاقتصادية باحترافية عاملتنا بأبوة بحتة قل أن توجد في بلد المليون ميل.. كنت رجلاً بمعنى الكلمة تحمل كل الصفات التي توجد على أرض البسيطة والتي عودتنا دائماً على فقد من نلوذ إليه بثقلنا وعذاباتنا.. كنت حنيناً رحيماً صادقاً كنت أخاً يستند عليه في الشدة وصديقاً لا يحمل صفة الخيانة .. بل كنت كل شئ . لا ادري إن صدمتي برحيلك يا كمال كما أناديك وفجيعتي بفقدك أظلمت باقي حياتي حتى انني لن أقوى على الثبات من بعدك. قلت لي وما زال وقع صوتك في أذني ثقتي في الحياة.. وأزرعي خيراً ستجدينه وسأكون دائماً إلى جوارك أساندك رغم وعدك لي الا أن يد المنون كانت أسرع واختارك الله عز وجل إلى جواره صالحاً غانماً واحتسبت من الشهداء ويا لعظمة الشهادة اذهب إلى ربك راضياً مرضيا.. ونحن على العهد والوعد ماضون، فقدتك في نفس الشهر الذي رحل فيه والدي رحمه الله في الثامن والعشرين من يوليو. ولم يكتف هذا الشهر من إيلامي حتى اختارك دون سابق إنذار ـ دون وداع ـ دون أن يترك لنا خيار لطلب السماح منك.. تركتنا في واقع ملئ بالمرارات.. كيف ستهون مصيبتي وأنا التي تعودت على رعايتك وتفقدك وارشادك والشد من أزري الآن أحس باليتم من جديد. كيف سنمضي من دونك في ذلك المكتب الذي خيّم عليه الحزن واكتست جدرانه السواد وهو الذي يتنفس بوجودك ويتحرك بصوتك ويضحك بقفشاتك تركتنا أنا وكرم وآيات ومحمد علي في وسط الطريق.. أصابنا اليُتم.. لنا الله وسندعو لك دائماً بالرحمة الواسعة والمغفرة وأن يسكنك الله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا وان يلهمنا وأسرتك المكلومة الصبر الجميل ولا عزاء لفقدك الا الصبر. إن العين لتبكي دماً.. وإن القلب ليشكو ألماً.. وإنا لفراقك لمحزونون موجوعون يا أستاذي. رحمك الله... لن ننساك يا صاحب الشريان (إنا لله وإنا إليه راجعون). المكلومة/ فاطمة صباحي القسم الاقتصادي صحيفة الحرة