دراسة نقدية لتجربة التحالف السياسية - التجاني الحاج عبدالرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 04:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2010, 11:04 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتجربة التحالف السياسية - التجاني الحاج عبدالرحمن (Re: Nazar Yousif)

    للسودان الجديد من خلال ما طرحوه من أفكار. أيضاً ورد مفهوم السودان الجديد في أدبيات بعض التنظيمات السياسية وهذه أيضاً سنتعرض لها. مدخلنا هنا التحالف الوطني السوداني/قوات التحالف السودانية. وهذا الإختيار أملته ضررورات عديدة، جانب منها بحث في مدلولات هذا المفهوم في العقل السياسي الذي يفكر به التحالف حول مسألة السودان الجديد في مواجهة مواقفه السياسية، ومدى إستعداده الذاتي والداخلي للتفاعل مع نهايات هذه الفكرة. ومن جانب آخر نقد لتجربة ذاتية داخل التحالف بحكم عملي فيه لفترة وعلى مستويات عديدة أتاحت لي وبقدر معقول الإطلاع الدقيق على مجريات الأحداث داخل التحالف وقياس مدى قدرته الذاتية والكامنة على المضي في هذا المشروع الطموح، وبالتالي قراءاة رهاناته المستقبيلة.

    من المهم جداً وقبل البدء في نقد هذه التجربة أن نضع "حزمة" من المفاهيم الإجرائية الضرورية، واللازمة لهذه القراءة النقدية. هذه المفاهيم وفي تقديري، وبشكل عام، أصبح لا غني عنها في إستكشاف أي رؤية سياسية، بل هي بمثابة مفاتيح تمكننا من رؤية الحقائق الكامنة خلف الشعارات الآيديولوجية/السياسية، وبالتالي قراءة المستقبل.

    الممكن الذهني والممكن الموضوعي:
    هذين المفهومين (الممكن الذهني و الممكن الموضوعي) يلعبان دوراً حيوياً في تخيل ورسم الكثير من المواضيع، ومن بينها السياسية، وكثيراً ما يؤدي مقدار المسافة الفاصلة بينهما دوراً حاسماً في تحديد مصائر شعوب بأكملها. تختلط لدي البعض متخيلاتهم العقلية البحتة بما يريدون تحقيقه فعلياً على أرض الواقع، لذلك من الضروري جداً رؤية هذه المسافة وتحديد أبعادها على الأقل معرفياً.

    هناك فرق شاسع بين الممكن الذهني(كمفكر فيه)، والممكن الموضوعي(كما يمكن تحقيقه واقعياً وفعلياً من "كل" المفكر فيه). فالممكن الذهني، هو الصورة التي نرى عليها الأشياء في خيالنا الخلاق، كصورة مجردة ترتسم في الذهن، نرى بها المستقبل والماضي. يضع "مخيالنا الإجتماعي" الإطار القيمي والأخلاقي، لما نراه من ممكن ذهني، وتضيف المعرفة بعداً منطقياً لهذه الصورة، تجعل منها معقولاً وفقاً لقواعد المعرفة. هذه المعطيات المتداخلة هي التي تجعل من الممكن الذهني شيئاً حياً نكاد نلمس أطرافه، أو يكاد ينطق. على الصعيد الآخر، يقف الممكن الموضوعي على أعلى قمة المعطيات المادية، أو الوجودية، أو الواقع الممكن تحقيقه بالتعبير الأكثر شيوعاً، ويمكن القول، أن الممكن الموضوعي، هو ما نراه و" نعقله" كوجود مادي من الممكن الذهني، بعد تحوّله من "صورة في الذهن" إلى "واقع" بمعني أن أي ممكن موضوعي هو تاريخ لمتصوّر الذهني. الحلقة المنطقية التي صنعت الحضارة الإنسانية المعاصرة، هي القدرة على المواءمة بين ما نتصوره في الخيال، وما يمكننا تحقيقه فعلياً في الواقع، بمعنى؛ هي حالة إنتقال من التأمل الأرسطي إلى التفاعل مع الواقع وإستنطاق قوانينه. ودائماً ما كانت هناك ـ ولا زالت ـ فروقات بين ما نتخيله ونحاول أن نطبقه على الواقع، بين القيمة والسقف الأخلاقي من جانب، والحراك الإجتماعي وشبكة المصالح المادية من جانب آخر. هذا الجدل قديم، قدم الإنسان، وأمثلته عبر تاريخ الفلسفات، كانت تتمثل في إشتباكات ثنائيات الخيال/الحقيقة، المثال/الصورة، الفكر/الواقع، المثالية/المادية. التعاطي مع هذه الإشكاليات، ظل ولفترة قريبة على أنها نقائض أو أضاد، لكن تطور المعرفة على مستوى العلوم الطبيعية برهن على أن هذه المقولة ليست صحيحة بالكامل، فهذه الثنائيات أو الحدود تربطها علاقات لا يستقيم معها وصفها على أنها نقائض أو أضاد، فوجود كل حد يعتمد على الآخر (مبدأ العلاقات الجدلية)، ولا يوجد حداً مستقلاً عن الآخر على المستوى الأنطولوجي، أو بصورة أخرى؛ لا معني جوهري لوجود أي حد مستقلاً. فلا معني للفكر بعيداً عن الواقع، ولا الصورة بعيداً عن مثال مشخص لها. إن ما حدث عندما نتصور هذه الحالة، أن هناك تحوّل من تصور العالم على أساس الثنائيات(حالة الأضاد) إلى ماهو ممكنات موجودة في الذهن، كحالة كامنة Potential قابلة للتحقق واقعياً، وتربط الحالتين أسس تنبني على علاقات معرفية صرفة، هي التي تعطينا القوانين التي نفهم بها حالات التطور التي تعتريهما، وتاريخهما أيضاً.

    وعندما ننطلق من هذه القاعدة لنعرّف التغيير بإعتباره عمود حركة التطور الإنساني، فهو يحدث في المستويين، في مستواه كممكن ذهني، لأن الإضافة المعرفية تغيّر من صورة "المفكر فيه" في الذهن، وتتغير تبعاً لذلك الصورة المادية، بالطبع بعد إضافة أو حزف الفروقات التي يفرضها التغيير على الواقع المادي. فالمهندس عندما يريد تشييد مبنى، يتخيله، ومن ثم يرسمه، وعندما تأتي مرحلة التنفيذ تظهر الفروقات على الأرض التي تفرضها متغيرات الطبيعة الناتجة من حد الـ uncertainties .

    على المستوى الإجتماعي قد لا يكون الموقف هو ذاته كما في العلوم الطبيعية، فالمحدد لعدم التشابه هذا يكمن في مقدار المسافة التي تفصل الذات عن الموضوع، أي بين القضية المطروحة والذات الباحثة في مضامينها، ففي العلوم الطبيعية، تتمدد هذه المسافة لدرجة تقارب اللانهاية، بينما في العلوم الإنسانية أو الإجتماعية تقارب هذه المسافة الصفر المطلق(=العدم تجاوزاً). فالتغيير على مستوى العلوم الإجتماعية، أو الإنسانية لا يتم كما يحدث في العلوم الطبيعية، بمعني؛ التغيير في الطبيعة والمجتمع يختلفان لأن القوانين السائدة في كل حقل مختلفة. فالتغيير في الطبيعة هو ظواهر طبيعية محكومة بقوانين فيزيائية ورياضية لا تتأثر بالبيئة الإجتماعية أو النفسية للذات الدارسة (المراقب)، بينما العكس قد يحدث في حركة التغيير على المستوى الإجتماعي. لكن يظل هناك ثابت في كلا الحالتين هو الدرجة العالية من النسبية أو اختلاف "المنظومات المرجعية" في المستوى الأكثر عمومية. وقد برهنت عليها أيضاً، العلوم الطبيعية، والتي ما فتئت تؤكد كل يوم أنه لم يعد هناك علم طبيعي تنطبق قوانينه على مختلف العوالم الأرضية والذرية كذلك، وأيضاً، لم يعد هناك علم إجتماعي واحد تنطبق قوانينه على مختلف المجتمعات، وعلى مر العصور.

    المخيال الإجتماعي:
    يعرف بيار أنصار المخيال الإجتماعي إنطلاقاً من تعريف ماكس فيبر للفعل الإجتماعي فيقول:((.. والواقع أنه [أي الفعل الإجتماعي] يفترض من أجل إنجازه أن يندمج كل سلوك فردي في عمل يحمل طابع الإستمرارية وأن تنتظم التصرفات الفردية وتتجاوب بعضها مع بعض طبقاً لقواعد ضمنية مستضمرة، حسب ما ينتظره كل منها من الأخرى. وبعبارة أخرى فإن الممارسة الإجتماعية بوصفها تنتظم شتات تصرف الأفراد وتوجهه نحو أهداف مشتركة، تفترض وجود بنية معقدة من القيم وعمليات التعيين والإندماج المحمّل بمعان ودلالات، كما تفترض لغة [شفرة] إجتماعية ومستضمرة. ليست هنالك أي ممارسة إجتماعية يمكن إرجاعها فقط إلى عناصرها الفيزيائية والمادية، ذلك لأنه يشكل الممارسة الإجتماعية وأنها تسارع نحو التحقق في شبكة من الدلالات يتم فيها إستيعاب وتجاوز الطابع الجزئي للتصرفات والأفراد واللحظات. ومن هنا فإن كل مجتمع ينشئ لنفسه مجموعة منظمة من التصورات والتمثلات، أي مخيالاً، من خلاله يعيد المجتمع إنتاج نفسه، مخيالاً يقوم بالخصوص، بجعل الجماعة تتعرف بواسطته على نفسها ويوزع الهويات والأدوار ويعبر عن الحاجات الجماعية والأهداف المنشودة. والمجتمعات الحديثة مثلها مثل المجتمعات التي لا تعرف القراءة والكتابة، تنتج مثل هذه "المخاييل" الإجتماعية، هذه المنظومات من التمثلات، ومن خلالها تقوم بعمليات التعيين الذاتي، تعيين نفسها بنفسها وتثبت على شكل رموزها معاييرها)). يمضي كاتب آخر هو محمد عابد الجابري إلى القاء المزيد من الضوء على مفهوم المخيال الإجتماعي من خلال توظيفه لتعريف بيار أنصار في حقل الثقافة العربية الإسلامية. يقول ((.. إن مخيالنا الإجتماعي العربي هو ذلك الصرح الخيالي الملئ برأسمالنا من المآثر والبطولات وأنواع المعاناة، الصرح الذي يسكنه عدد كبير من رموز الماضي مثل الشنفري وإمرئ القيس وعمرو بن أم كلثوم (..) وجمال عبدالناصر .. إضافة إلى رموز الحاضر و(المارد العربي) والغد المنشود .. إلخ وإلى جانب هذا المخيال العربي المشترك تقوم مخاييل إجتماعية متفرعة عنه كالمخيال الشيعي الذي يشكل الحسين بن علي الرمز المركزي فيه، والمخيال السني الذي يسكنه السلف الصالح والمخيال العشائري والطائفي والحزبي .. إلخ)).

    -----------------------------------------------------------------------------
    محمد عابد الجابري، ج3 العقل السياسي،ص 15.
                  

العنوان الكاتب Date
دراسة نقدية لتجربة التحالف السياسية - التجاني الحاج عبدالرحمن Nazar Yousif07-20-10, 10:38 PM
  Re: دراسة نقدية لتجربة التحالف السياسية - التجاني الحاج عبدالرحمن Nazar Yousif07-20-10, 11:03 PM
  Re: دراسة نقدية لتجربة التحالف السياسية - التجاني الحاج عبدالرحمن Nazar Yousif07-20-10, 11:04 PM
  Re: دراسة نقدية لتجربة التحالف السياسية - التجاني الحاج عبدالرحمن سفيان بشير نابرى07-20-10, 11:04 PM
    Re: دراسة نقدية لتجربة التحالف السياسية - التجاني الحاج عبدالرحمن Nazar Yousif07-21-10, 09:33 PM
      Re: دراسة نقدية لتجربة التحالف السياسية - التجاني الحاج عبدالرحمن Nazar Yousif07-21-10, 10:44 PM
        Re: دراسة نقدية لتجربة التحالف السياسية - التجاني الحاج عبدالرحمن سفيان بشير نابرى07-21-10, 11:48 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de