نائب رئيس الحركة الشعبية:أنا متأكد من أن الجنوب سيختار الوحدة

Quote: الأخ الفاضل تاج السر ... تحية طيبة وشكراً على إشراكنا في هذا الحديث المسئول وهو كلام جميل ومنطقي ولقد ظللنا نردد فيه طوال السنوات الماضية من عمر الإنقاذ ... ولكن للأسف الشديد هنالك حقائق يجب الوعي بها : أولاً : إن القوى السياسية المعارضة فقدت القدرة على المبادرة وظلت تتعامل بردود اللإفعال في علاقتها مع النظام الحاكم وهي التي يمكن أن تكون لها مصداقية لدى الجنوبيين والحركة الشعبية. ثانياً : لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون للجنة كانت مكونة أساساً لدعم عمر البشير في الإنتخابات المخجوجة أن تحصل لها (طفرة جينية) بقدرة قادر وتتحول إلى لجنة لدعم الوحدة ونتوقع أن تكون لها مصداقية لدى المعنيين بحق تقرير المصير ، كان من الأجدى أن تتكون هذه اللجنة من القوى السياسية المعارضة. ثالثاً : المؤتمر الوطني الحاكم يدعو إلى الوحدة ..نعم .. ولكن أي وحدة هذه التي يدعو إليها .. وحدة في ظل دول دينية ؟؟؟ وحدة في ظل ديكتاتورية ؟؟؟ وحدة في ظل نظام يحكم من خلال أجهزة الأمن والقمع ؟؟؟ إن وحدة في ظل هذه الظروف غير جاذبة ولا يمكن أن تكون طوعية .. وحتى نحن في الشمال الأقصى من السودان سيأتي اليوم الذي نطالب فيه بالإنفصال وتأسيس دولة لنا وعاصمتها على قمة جبل البركل. رابعاً : إن الحركة الشعبية تتحمل قدر كبير من المسئولية في نهديد وحدة البلاد بتخليها عن مشروع السودان الجديد .. فلقد باعت الحركة هذا المشروع العظيم مقابل حفنة من الدولارات وبعض أطنان من النفط وقدر عظيم من السلطة في الجنوب وآخر لا بأس به في الشمال. كنا نأمل أن تضع الحركة ومنتسبيها أياديهم فوق أيادينا لكي نواصل النضال لقلع نظام الجبهة من جذوره وتأسيس دولة المواطنة والقانون وصناعة السودان الجديد : وكما قال أحد الفلاسفة في شأن هولندا : لقد خلق الله الدنيا .. أما هولندا فلقد صنعها الإنسان .. والكل يعلم أن هولندا كانت وما زالت مهددة بأن تطمرها المياه ولكن الإنسان بعزيمته وإصراره وذكائه فلقد صنع هولندا من العدم بواسطة طواحين الهواء. ولقد تمثل الراحل جون قرنق ؛ صاحب مشروع السودان الجديد هذه المقولة حينما قال: إن الله خلق الإنسان ولكن الإنسان هو الذي يخلق الدولة وإن الإنسان هو الذي يذهب إلى الحج والكنيسة وليست الدولة .. وأن الله يوم القيامة يحاسب الإنسان ولا يحاسب الدولة لذلك علينا أن نفصل السياسة عن الدولة نحن نقول في الختام أننا على إستعداد لوضع أيادينا حتى مع الشيطان إن كان صادقاً في توجهه نحو الوحدة .. والتوجه الصادق نحو الوحدة لن يتأتى إلى بالتوجه الصادق نحو الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية والمساواة وإحترام حقوق الإنسان ... وإلغاء جميع مظاهر الدولة الدينية. تحياتي وتقديري أبوفواز