الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... (Re: عزام حسن فرح)
|
Quote: صحافة التسرية والمناصحة مصطفى عبد العزيز البطل نموذجاً. إنتشر في الأونة الأخيرة لون من الصحافة الورقية هو في الأساس للتسرية عن القارئ وفي ذات الوقت يتسم كتابه بمناصحة النظام الحاكم في السودان. ربما كان هذا الضرب شائعاً من قبل وأنا (ما واخدش بالي) على الرغم من زعمي بعدم صحة الفرضية الأخيرة، حيث إنني أصف نفسي بالمتابعة الدقيقة لكل ما يكتبه السودانيون في صحافتهم أو في صحافة غيرهم. وأنا زعيم –أي أزعم- أيضاً أن هذا الضرب هو واحدة من الـexternalities أو الـby-products، حسب لغة الاقتصاد الكلي ويعني المصطلحان المنتجات الجانبية إن صحت الترجمة، لنظام حكم دربته ليست قاصرة على مصادرة الحريات وحسب بل حيوات البشر نفسها، وتضاهي في ذلك أيما دربة لأي نظام إستبدادي على مستوى العالم كأنظمة هتلر وستالين وصدام والأنظمة الشهيرة بجرائم الحرب والجرائم الموجهة ضد الإنسانية عبر التاريخ البشري. أي، بعبارة أخرى، نحن أمام عصر جديد من عصور إنحطاط الصحافة السودانية، شبيه تماماً بعصور إنحطاط الأدب المكتوب باللغة العربية عندما سيطرت النخب الأموية والعثمانية على البلاد الناطقة باللغة العربية وبعض البلدان الناطقة بغيرها. ومن نافلة القول أن العامل الحفاز الـcatalyst وراء الإنحطاطين هو القمع السياسي لكافة أشكال حرية التعبير. ويا للصدفة فالسودان تحكمه عصبة أموية وعثمانية بل وطالبانية ولأمد جاوز العشرين سنة. إذاً من الطبيعي أن تنحط ليس الصحافة وحسب وإنما كافة أشكال الأدب والثقافة والفنون والإبداع، لكن بصورة تختلف في المقدار والنوع عن عصور الإنحطاط الأخرى، لما يتسم به عصرنا من طوفان للمعلومات التي لا تعرف الحد والحدود ولا حتى التعذير. حسب قوانين علم النفس الإجتماعي فإن فعل السلطة القاضي بمصادرة الحريات والقمع والإرهاب بكافة الأشكال يترتب عليه أحد فعلين فإما المناهضة لهذا القمع أوالتماهي معه. والتماهي (درجات) يتراوح بين التملق إلى اللامبالاة. وفي الحالة السودانية هنالك الصحافة ذات الكتابات المناهضة لسياسات القمع الممنهج الذي تمارسه سلطة المؤتمر الوطني التي لم يتغير نهجها القمعي حتى بعد مسرحية الإنتخابات الهزلية مؤكدة بذلك تزويرها للإنتخابات، الأمر الذي لا يحتاج إلى تأكيد. كتاب الصحافة المناهضة يدفعون أثماناً باهظة في سياق مطالبتهم بحرية التعبير مثل الإعتقال والسجن والتعذيب ومصادرة الصحف بقرارات من جهاز الأمن لا القضاء، هذا فضلاً عن الرقابة القبلية التي تمنع نشر الكتابات المناهضة للقمع في كل الأحيان إلخ. وليس بمستغرب ألا يجد هؤلاء الكتاب المناهضون للقمع أي كلمة تعاطف من كتاب التسرية والمناصحة المتماهون مع قمع السلطة. شغلنا الكاتب الصحفي مصطفى عبد العزيز البطل قبل أيام، وأعتقد لا يزال يكتب، لكنه لم يعد يشغلني، بنقده لمذكرات د. علي أبوسن. وحسب زعمه في الحلقات الأولى من هذه المقالات الناقدة للمذكرات، بأن هذا الكتاب ليس فيه مايحفل به، بالتالي لِمَ الكتابة عنه؟ أمن قلة ما يستحق الكتابة عنه وما يستحقه القراء من كتابهم أن يميطوا اللثام لهم عنه؟ حتى ولو من باب اللحمة والإنتماء للقلم وما يلاقيه بعضٌ من حملته. غير جدير بالذكر أن تلك الكتابات تزامنت مع مقالات لاهبة أودع كتابها السجون وصودرت صحفهم ومقالات أخرى تناصرهم وتشد من أزرهم وأزر أسرهم، لكن البطل آثر أن يخصنا بنقدهـ لمذكرات ليس بها ما يحفل به على حد تعبيره. ولعلني تعمدت أن أقول غير جدير بالذكر، لإن مقالات البطل كلها من هذه الشاكلة وفي كل الأزمنة والمناخات وحتى عند الإنتخابات المزورة وتعذيب رفاق القلم وترويع صغارهم وكبارهم، لذلك فهي تحشر نفسها حشراً في صحافة الإنحطاط المنشغلة بسفاسف الأمور والمنصرفة عن القضايا الكبرى، بالتالي هي صحافة تسرية وتسلية وإخوانيات. القضايا الكبرى لها كتابها الكبار بدورهم. البطل يكتب من خارج السودان ورغم ذلك فهو ينزع إلى التسرية عن قرائه وإنتقاد مذكرات د. علي أبو سن دون غيره ممن يستحقون ما هو أكثر من الإنتقاد بل يستحقون المثول أمام المحاكم عن جرائم ثابتة ومؤكدة وأدلتها القطعية متوفرة وموجودة. من إرشيف كامل للكاتب أحتفظ به في كومبيوتري الخاص وجدت مقالتين تحت عنوان (يا إنقاذيون: الدين النصيحة) و(العبد في التزوير والرب في التدبير)،تمثلان إنحرافاً معيارياً عن مقالات التسرية والإخوانيات التي تشكل القسم الأكبر من كتابات البطل. وهما-أي المقالتين- إذ تفارقان، على إستحياء، درب التسرية والإخوانيات تندرجان صراحة تحت باب المناصحة للنظام القمعي، على نحو ما عبر عن ذلك عنوان المقالة الأولى، ومن باب أن ذلك من حقوق ولاة الأمر على الرعية، وعند البطل من دون التدقيق في الكيفية التي يتولى بها هؤلاء الولاة الأمر ولا في الكيفية التي يتصرفون بها في هذه الولاية (بمعنى mandate) فهو حقهم والسلام وربما بعد السمع والطاعة (كمان). لوح المحبوب مصطفى عبد العزيز البطل الذي يتأرجح بين التسرية والمناصحة يحظى بقراءة واسعة وسط القراء السودانيين وربما تقريظهم. وهذا لعمري مؤشر قوي على إنحطاط الصحافة وتدنِ كبير ما وصلته في مسيرتها من قبل، وربما مؤشر لظواهر أخرى ليس المجال مجال تفنيدها. فالقارئ السوداني-او قل السوداني- الذي يبحث عن حقه الطبيعي المهدر في الحياة (الكريمة أو غير الكريمة) مجرد حق أن يبقى على قيد الحياة في مناطق عديدة من السودان وبفعل سلطة ينبغي أن تزاح لا أن تناصح، لا يبحث عن التسرية والإبتسامة والتمتع بمقدرات الكاتب في الكتابة والسخرية والتنكيت، بل يبحث بين السطور، إن استطاع إليها سبيلاً، عن همومه ومشاكله . ومظاهر إنحطاط الصحافة في عهد الإنقاذ المتطاول لا تنحصر في ظهور كتابة التسرية والمناصحة وإنما تتعداها إلى مظاهر أخرى كالرقابة القبلية وإعتقال الصحفيين عن مقالات رأي وتقديمهم إلى محاكم جائرة في نظام قضائي غير نزيه وغير مستقل ومصادرة الصحف بقرارات من الأجهزة الأمنية. لكن صحافة التسرية والمناصحة ينبغي التعامل معها بحذر ويقظة، فهي تدس السم في الدسم وتتلبس لبوس المعارضة والتنوير وهي في الواقع تكرس للقمع والتجهيل وتصمت صمت القبور عن جرائم السلطة الغاشمة حتى في هجمتها الشرسة على الحريات الصحفية. مرتضى جعفر الخليفة مترجم
|
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 11:49 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 11:51 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 11:54 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 11:57 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 12:00 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | قلقو | 07-15-10, 12:05 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 12:06 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 12:08 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | قلقو | 07-15-10, 12:21 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 12:23 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 12:30 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Deng | 07-15-10, 12:36 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Hussein Mallasi | 07-15-10, 12:40 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 12:42 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | قلقو | 07-15-10, 12:44 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Hussein Mallasi | 07-15-10, 12:49 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 12:55 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | قلقو | 07-15-10, 01:15 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Hussein Mallasi | 07-15-10, 01:41 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Hussein Mallasi | 07-15-10, 01:52 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 01:58 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | khaleel | 07-15-10, 02:02 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | قلقو | 07-15-10, 02:06 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Hussein Mallasi | 07-15-10, 02:15 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Balla Musa | 07-15-10, 02:31 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Hussein Mallasi | 07-15-10, 02:52 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Balla Musa | 07-15-10, 03:09 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-15-10, 03:23 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Hussein Mallasi | 07-15-10, 03:32 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Hassan Elhassan | 07-15-10, 05:20 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | عمر عشاري | 07-15-10, 05:21 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Al Sunda | 07-15-10, 09:08 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Omayma Alfargony | 07-15-10, 11:42 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | خالد العبيد | 07-16-10, 00:52 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | عثمان جلال الدين | 07-22-10, 02:24 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Mekki M Alhassan | 07-16-10, 08:21 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-17-10, 07:23 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-17-10, 07:32 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-17-10, 07:35 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | محمد عبدالرحمن | 07-17-10, 07:50 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | خالد العبيد | 07-20-10, 03:26 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | خالد العبيد | 07-20-10, 03:37 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | خالد العبيد | 07-20-10, 03:58 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | خالد العبيد | 07-20-10, 04:01 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | خالد العبيد | 07-20-10, 04:14 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | عزام حسن فرح | 07-20-10, 04:33 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | Hussein Mallasi | 07-20-10, 06:58 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | عزام حسن فرح | 07-20-10, 07:08 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | azhary awad elkareem | 07-22-10, 07:43 AM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | azhary awad elkareem | 07-22-10, 12:19 PM |
Re: مصطفى عبدالعزيز البطل ... | عثمان جلال الدين | 07-22-10, 02:41 PM |
|
|
|