Quote: والى ان يعلن د. الترابي إعتذاره التام، عن كل المواقف السيئة، التي وقفها، ويطلع الشعب على التغيير الذي طرأ على فكره، مما يمنعه للعودة لها مرة أخرى، فإن التضامن معه لا يعتبر عملاً ديمقراطياً، ولا هو من الدفاع عن حقوق الإنسان.. فليس من الديمقراطية التضامن مع أعدائها، وليس من حقوق الإنسان التعاطف مع من ذبح حقوق الإنسان.. ولئن اعتمد د. الترابي على عدم وعي الشعب، وعدم متابعته لافعاله، فإن هذا من سوء التقدير، فإن الشعب المتسامح ليس ساذجاً، ولا غبياً، وانما يعرف بأن من لا يؤمن حقيقة بالديمقراطية، لا يستحق الاستمتاع بثمارها.. ولئن شارك الترابي في قمعه مرتين، وكان المسئول الاول عن الإنقاذ حتى تاريخ انقسام الجبهة الإسلامية على نفسها في 1999م، فإنه على التحقيق، سيفعل ذلك مرة أخرى، إن لم يحدث فيه تغيير. إن العناصر الواعية، الجادة، داخل المؤتمر الشعبي، يجب ان تهتم بتغيير خط الحزب، فهذه هي مشكلتها الحقيقية، والتي يجب ان تواجهها قبل مواجهة المؤتمر الوطني، فإن هذا الاصلاح هو الذي سيميزهم على اخوانهم، لا مجرد نقدهم وسبابهم.. وفي إطار هذا الإصلاح يجب ان يتنحى د. الترابي عن القيادة التنظيمية للحزب، بعد ان يعتذر للشعب عن كافة جرائمه، ومخازيه، ويمكن أن يتفرغ للبحث الفكري، فإنه يحتاج الى وقت لكي يراجع أطروحته الفكرية، مراجعة جذرية، يدخل بها الى باحات التجديد الحقيقي للفهم الإسلامي.. فإذا قام الحزب بهذا الإصلاح، وملك الترابي شجاعة الاعتراف، والتنحي، فإنه في ذلك الوقت، يستحق بجدارة التضامن معه، إذا تم تغول على حريته من الحكومة الحاضرة، أو من أي حكومة أخرى، وإلا فإن كل تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها.
د. عمر القراي
الاخ عمر تحياتى وتقديرى فعلا الموضوع مهم واشكرك على جلبه هنا من اجل الحوار اتفق مع الاخ القراى فى رصده الدقيق لمخازى الترابى وتاريخه الملىء بالمكائد والكذب ، لكنى بكل اسف اسجل اختلافى الكامل مع فكرة المقال الاساسية وهى اعتبار المطالبة باطلاق سراح الترابى تضامن ، لان المسألة ترتبط ارتباط جوهرى بتثبيت الحريات والحقوق الاساسية والمطالبة بذلك دون الاهتمام بتحقيق مكاسب سياسية ، بمعنى اخر يمكننا هنا ان نستشهد بشعار الشهيد محمود محمد طه الشهير (الحرية لنا ولسوانا) فى الاعتراض على فكرة المقال او ثيمته الاساسية مطالبة الترابى ومؤتمره الشعبى بتعديل البلاتفورم جتى يصبح ديمقراطيا هو محل نظر اذا كان شرطا للمطالبة باطلاق سراحه!! كان من الافيد مثلا ان تشترط احزاب المعارضة ذلك حتى تدخل مع الترابى وحزبه فى تحالفات من اجل استعادة الديمقراطية اعتقد ان مقال القراى غير موفق بل يصبح الامر غريبا اذا اخصعنا ما كتبه لمعايير الفكر الذى انطلق منه ونذر حياته من اجل التبشير به !! هذا الفكر ذهب اشواطا فى مفهوم الاصلاح عن طريق الثواب والعقاب للدرجة التى اعتقد مؤسسه ان ابليس نفسه موعود بدخول الجنة بعد ان يقضى ابدا من الزمان فى العقاب حنى يتطهر !! رغم ان الترابى لا يختلف كثيرا عن ابليس الا انه ومن المؤكد اقل درجة فى الشر !!! القضية فى مجملها تطرح تساؤلات جوهرية حول دور الديمقراطية فى تطوير المعارف والانسان فى الفكر الجمهورى لانها تعتقد ان الاجماع الذى لديها افضل من اجماع المجتمع المدنى ، بمعنى اخر فهى ( الديمقراطية ) وسط يتم من خلاله توصيل الفكرة الى الناس ، وهو لايختلف كثيرا عن امتلاك مفاتيح الحقيقة المطلقة لدى المنظمات الشمولية، المقال يستخدم الديمقراطية وفقا للمفهوم الاخلاقى وليس المعرفى ويتعامل معها على هذا الاساس ولذلك لذلك طفت الى السطح الاستهانة بضرورة التضامن من اجل الدفاع عن الحريات والحقوق الاساسية لكل البشر خيارهم واشرارهم !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة