أرض النفـــــــــــــاق

Quote: ببدلة مشدودة من صديقي الصدوق صديق كنت أقدل مزهواً في فناء النادي الزراعي بالزقازيق في تلك الليلة الرمضانية ليلة تخرجنا .. قبل بدء الحفل أصر زميلنا إبن عطبرة الأبية ـ حالياً المحامي الأستاذ ـ عبد الماجد إسماعيل ( سقراط ) على أن نصطف جميعاً كخريجين أمام عم جودة المصوراتي لكي نأخذ صورة تذكارية على غرار صور خريجي كلية غردون التذكارية .. كان الجالسون في الكنبة في الصف الأمامي يضعون أياديهم في ركبهم و يرفعون صدورهم إلى أعلى ( نظام شموخ و كدة ) بينما الواقفون في الصف الخلفي يقفون بوقار و كبرياء خريجي الأربعينات .. أصر سقراط أن تكون الصورة أبيض أسود و فعلاً طلعت صورة تذكارية بحق ، و أنا حزين جداً يا زملائي و أولاد دفعتي لأني فقدت تلك الصورة التاريخية فليت منكم من يتكرم بموافاتي بنسخة منها و سأهديه في مقابلها شريط فيديو تخرجنا و كل إمتناني .. حينما كنا نستعد لإلتقاط الصورة شاهدت زميلنا الكادر الكبير ـ بتاع الإتجاه الإسلامي ـ الذي سبق أن هاجمناه في شقتهم و تعديت عليه بالشتم و السباب .. شاهدته واقفاً على بعد قريب و كأنه يراقبني فـ حمرت له عينيّ ـ رغم أن الدنيا كانت مضلمة نوعا ما لحظتها ـ و ( صريت له وشي ) ثم أشحت ـ حلوة دي ـ عنه بوجهي .. فتبسم بإبتسامة رأيت فيها ( حقارة و بس ) .. ومع شدة غيظي منه إلا أنني لم أشأ أن أفسد فرحتي في ذلك اليوم بالدخول معه في فاصل من التحمير و ( صرات الوشوش ) لكني نظرت إليه ثم بصقت ( نظام شفتنة و كدة ) في إتجاهه .. لكنه أيضاً قابل تصرفي متبسماً ببرود يحسد عليه .. في تلك اللحظة كان مذيع حفل التخرج هو زميلنا ـ المحامي و القيادي في حزب الأمة ـ عضو المنبر الأستاذ / عبد الحفيظ عباس الصديق كان يعلن عن بدء كرنفال التخرج . أذكر أن الأستاذ / عبد الحفيظ الذي كان قد تخرج وقتها ـ يسبقنا بدفعتين ـ ألتحق بالعمل المعارض لحزب الأمة في الخارج ـ و أعتقد أنه كان مذيعاً في إذاعة الحركة الشعبية ـ قد جاء في إجازة للزقازيق و صادف حفل التخرج .. أعد الأستاذ / عبد الحفيظ أبياتاً شعرية بالعامية لكل خريج منا .. قبل أن يتم إعلان إسم الخريج كان يتم الحديث عنه عبر تلك الأبيات الشعرية التي من خلالها يتم التعرف على إسم الخريج .. و يكون من ثم الترحيب بالخريجين كل حسب شعبيته بين الحضور عبر التصفيق و الصفير و أحياناً الزغاريد التي تطلقها بعض الزميلات بصورة خجولة ..