الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
الكاتب الصحفى عبدالرحمن الزومة يحرض النظام ويصف المتاثرين بالسد بعناصر الشغب...
|
Quote: العدد رقم: 488 2007-03-22 بين قوسين القصة ما قصة مناصير
عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2007-03-22
لو كان الأمر يتعلق بمسألة سد مروى وقضية التعويضات التى قدمت للمتأثرين بقيام السد من أهلنا فى المناصير وأهالى الحامداب وأمرى وكل (ناسات الجزائر) أهل حاج الماحى وأهلنا جميعاً لقلت رأيى ولقد قلته وأقوله الآن وهو أن هؤلاء المواطنين قد قدموا تضحية عظيمة وأنهم قدموا تلك التضحية لا بإسمهم فقط وانما قدموها باسم الوطن وهم بذلك يستحقون أن نعطيهم (أكثر) مما يطالبون به. ولو كان الأمر يتعلق بـ (تسعيرة) شجرة النخيل وكم تساوى هل سعرها نصف مليون أم مليون لقلت رأيى ولقد قلته وأقوله الآن وهو أن شجرة (النخيل) هذه الساحرة الجميلة بالنسبة لنا فى الشمال ليس لها سعر فهى أقيم وأعز وأغلى من أن تعرض (للبيع). وأنا أقسم لو أن أحداً عرض أن يدفع لى عشرة ملايين جنيه فى واحدة من (تمرات) جدى أحمد ود الننقة فى مترة (الننقاب) بالزومة لاعتبرت عرضه ذاك اهانة لا تغتفر. أقول هذا وتلك التمرة أصبحت من الكبر والطول لدرجة أنها ما عادت ذات نفع اذ أن طلوعها (للقفوزة والحصاد) صار مستحيلاً! ان هؤلاء المرحلين قد قدموا تضحيات عظيمة فيكفى أنهم تركوا مراتع صباهم ومهوى أفئدتهم وتركوا مراقد الأجداد وقبور الأحبة لكى تغمرها المياه الى الأبد ولو كان الأمر يتعلق بمطالب بعضهم أن تقام لهم مدن حول البحيرة ليستقروا فيها نقول (ومالو) يتم توطينهم هنالك. قبل ذلك استقر عدد من أهل حلفا حول بحيرة السد بعد أن غلبهم الحنين الى مدينتهم الجميلة. غير أن المسألة قد تعدت كل ذلك وتجاوزت مسألة الترحيل قسرياً كان أم اختيارياً وتعدت قضية أهالى أمرى أو المناصير ودخلت أطواراً جديدة لا علاقة لها بكل هذا أو ذاك! فقد سارت مظاهرة فى مدينة أبى حمد وقال منظموها على رؤوس الأشهاد وعلى مسمع ومرأى من رجال الأمن والشرطة والجيش أن تلك ستكون آخر مظاهرة (سلمية) وأنهم يعدون العدة (للخيار العسكرى) وأنهم يفعلون ذلك (لأن الحكومة لاتستمع الا لمن يحمل السلاح) وقالوا أيضاً ان استعدادهم للحل العسكرى يجرى على قدم وساق وأنهم أعدوا المعسكرات بل انهم دعوا (الشباب) للانخراط فى تلك المعسكرات لمقاومة ما أسموه بـ (الترحيل القسرى) ولقد تم نقل كل ذلك بل أكثر منه على شاشات بعض الفضائيات العربية, ولقد نشرت بعض الصحف فى الخرطوم خبر تلك المظاهرة بعناوين بارزة, ولقد غاب عن تلك (الحملة) العسكرية التلفزيون القومى فما دامت الفضائيات والصحف قد نقلت تلك المظاهر المسلحة ونشرتها فكان من الأولى لتلفزيوننا أن يفعل ذلك فجحا أولى بلحم توره! ان ما حدث فى أبى حمد ينبغى أن ينظر اليه فى اطار أنه نوع من الخروج على القانون بشكل خطير ومستفز وأنه دليل على أن هذه الدولة التى نتباهى بوجودها وقوتها هى (نمر من ورق) وأنه لم يعد لها وجود لأن ما حدث فى أبى حمد ليس له غير معنى واحد وهو أن هيبة هذه الدولة قد مرغت فى التراب ودق متظاهرو أبى حمد آخر مسمار فى نعشها فماذا بقى بعد أن يعلن بعض الناس جهاراً نهاراً عن نيتهم على مواجهة الدولة بالسلاح؟ ان الذين نظموا هذه المظاهرة لم يكن هدفهم قضية المناصير ولا مسألة التعويضات لأن هنالك عدة وسائل لتحقيق تلك المطالب فالبلد مليئة بالمحاكم من كل درجة ونوع واذا كان هنالك ظلم وقع على انسان فأبواب المحاكم مشرعة واذا كانت الحكومة لا تستمع الا لمن يحمل السلاح فإن القانون يستمع لكل مظلوم وهؤلاء يعرفون كل ذلك لكنه الاستهتار المفرط ومحاولة المساس بهيبة الدولة وهز سلطانها, وأعتقد أن هؤلاء قد نجحوا فى ذلك أيما نجاح. ان الدولة عليها أن تتحرك سريعاً لتخمد هذه الفوضى فى مهدها وقبل أن يستفحل شرها وذلك بحل مشكلة المتأثرين بالسد وتعويضهم بصورة مجزية وذلك لعزل عناصر الشغب والفتنة والقضاء بشكل حاسم وفورى على أى مظهر من مظاهر الفوضى.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|