|
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
كتب ابراهيم محمد أحمد المك في العديد من الصحف السودانية والعربية، وقد كان همه الدفاع عن قضايا المفتربين، وقد نشر سلسة مقالات في هذا الخصوص في جريدة الشارع السياسي وفي الخرطوم وغيرهما، من تلك المقالات نعيد هنا نشر مقال يوضح أسلوبه في الكتابة
Quote: معليش .. البقرة رضعت
بقلم إبراهيم محمد أحمد المك أمين لجنة الثقافة والإعلام بالجالية السودانية رئيس منتدي السودان الثقافي بجدة
المغتربون.. وما أدراك ما المغتربون.. أؤلئك النفر الكريم من أبناء وبنات الوطن الحبيب الذين ضربوا في الأرض يبتغون فضلاً من الله ورضوانا ، أؤلئك النبلاء والنبيلات .. الذين ظلوا منذ البدايات الأولي للاغتراب وحتى تاريخ كتابة هذه السطور نبعاً من العطاء والوفاء بلا من ولا أذي فأضحوا مثالاً في التجرد والصبر ونكران الذات ، حتى أنهم ولجميل صبرهم وكثرة درهم أطلق عليهم بعض الجباة اسم ( البقرة الحلوب ) وقد لازمتهم هذه التسمية المطابقة لواقعهم منذ عهد عمنا النميري - الله يمسيه بالخير .. الذي كان له شرف إدخال تلك (البقرة الحلوب) إلي حظيرة الضرائب التي تغير اسمها فيما بعد إلي حظيرة المساهمة الوطنية تجميلاً للاسم وتثبيتاً للمعاناة .. وقد أدخل العم نميري (البقرة الحلوب) إلي الحظيرة بعد أن تبين له أن ضرعها المتدفق بالحليب يتدلى عندهم في الخرطوم ، ولا بأس أن يمسك بقية العباد في أنحاء البلاد بقرنيها وذيلها .. ومن حينها ( وهاك يا حليب) يذهب بكامل دسمه إلي مركزية الألبان في الخرطوم ، ويطمئن باقي العباد بأن البقرة الذلول لا تزال بخير طالما أنها تهز رأسها في سكينة وتلوح بذيلها في طمأنينة – والقرون عندهم والضرع هناك - وللإنصاف فان راعيها كان يقدم لها علفاً لا بأس به لأنه أدرك وهو صاحب الفكرة الحليبية أن المزيد من العلف الجيد سيدر المزيد من الحليب الجيد .. فكان يغذيها(ببرسيم) الإعفاءات الجمركية و(أمباز) الحوافز الشخصية من وقت لأخر ... وماشي الحال .. إلا أن فارقها راعيها فراق معذور لعاذر .. فتنقلت بقرتنا وحظيرتها من راع إلي راع جادت عليهم لبناً وكفتهم شر القروض زمناً ..حتى انتهي بها المطاف إلي راع استبشرت بقدومها عنده خيراً ، واطمأنت أنها في عهده سترعى بجوار الذئب لا تخشي غدره .. فأرخت الضرع وحنت ودرت كما لم تدر من قبل حتى أنها في بعض الأحيان كان تدر سمناً وزبدة وايسكريماً تقديراً للظروف وعملاً بالمعروف لدرجة أنها كانت تشيح بضرعها عن أبنائها الصغار تقديراً لظروف الحروب والحصار .. كما أن راعيها كان دوماً يمنيها بقرب وصول العلف الممتاز الذي سيحفظ لها ما تبقي من صحتها وعافيتها وباختصار ..ما منع (البقرة الحلوب) من التفكير في ( النطح والرفس ) طوال هذه المدة ، ذلك لأنها لم تكن من نوع الأبقار ( الفريزين) أو المهجنة ، ولكنها كانت بقرة وطنية أصيلة وبنت بلد ..وبرغم أنها قد تقدمت بها السنون وتكسرت منها القرون وتكرمش جلدها وجاع ولدها، إلا أنها ما زالت تحلب وتحتسب.. وتتطلع بصبر إلي تحقيق حلمها في تلقي جرعات تطعيمية وعناية طبية قبل فوات الأوان وجور الزمان ، وهي تتمتم بدعوات هامسات : البركة في وفود الضرائب ( أطباء بلا حدود ) الذين يأتون بين الفينة والاخري لمداواة بعض الفلقات القديمة) وترقد بقرتنا العجوز تحت مظلة التفاؤل تجتر سنوات غربتها المترهلة وتحلم أنه قد آن الأوان ليمنحها راعيها الفرصة لتتحول قليلاً بما تبقي من در بضرعها لصغارها لينالوا حقهم المعلوم فيه - بعد إذنكم مداخلة بسيطة – ان حضور وفود الضرائب – أطباء بلا حدود - سعي مشكور، يدخل تحت مقولة( الجاب كتالك بجيب حجازك )و لكن كل المظاهر والظواهر التي تصاحب هذه العملية التجميلية مظاهر سالبة من صفوف تتراكم وعباد تتزاحم وتتخاصم وحليفة كتاب وكشف حال وذلة رجال في محاولات لاهثة لاستخلاص ديون هلكت بالتقادم وتعذر تحصيلها بتعسر الحال وضيق ذات اليد واتساع المسؤوليات ومن باب حفظ الكرامة وتقدير الظروف ورد المعروف لهذه الشريحة الهامة من أبناء الوطن وبناته الأوفياء نناشد الدولة أن تسقط هذه المتأخرات جملة واحدة ما قبل عام (2000م ) لأننا حقيقة أصبحنا نخشى أن يأتي يوم قريب يشرفنا فيه الراعي فنقدم له كوباً من الشاي السادة .. ونقول له : معليش اعذرنا .البقرة رضعت . |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | sunrisess123 | 03-11-07, 07:17 PM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | sunrisess123 | 03-11-07, 07:30 PM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | sunrisess123 | 03-11-07, 08:10 PM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | Mohamed Abdelgaleel | 03-11-07, 09:22 PM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | سيف الدين عيسى مختار | 03-12-07, 01:39 AM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | سيف الدين عيسى مختار | 03-12-07, 01:48 AM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | sunrisess123 | 03-12-07, 09:26 PM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | sunrisess123 | 03-12-07, 09:26 PM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | سيف الدين عيسى مختار | 03-13-07, 01:01 AM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | طلال اسماعيل حسب الرسول | 03-13-07, 02:00 AM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | sunrisess123 | 03-13-07, 07:42 AM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | sunrisess123 | 03-14-07, 11:26 AM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | sunrisess123 | 04-03-07, 01:51 PM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | سيف الدين عيسى مختار | 04-04-07, 05:38 AM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | الدكتور حسام الدين مصطفي | 04-04-07, 05:43 AM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | الواثق عبد الرحمن | 04-04-07, 07:48 AM |
Re: الشاعر ابراهيم محمد أحمد مصطفي المك - يستأذنك الدخول حبيبنا بكري أبوبكر | sunrisess123 | 04-04-07, 12:04 PM |
|
|
|