عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 11:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2007, 11:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... (Re: الكيك)


    الجزء الثانى

    من الحلقة التاسعة


    ويقول شهود تلك المرحلة إن الطلبة الشيوعيين اندمجوا في المجتمع المصري بسرعة لا تتناسب مع حداثة عهدهم التي لا تتعدى الأيام. فقد كانت القاهرة تشهد تحركات ومظاهرات ضد حكومة النقراشي باشا، وبحكم أنها كانت حكومة أقليات، فقد كانت المظاهرات ضدها صاخبة يقودها حزب الوفد المصري صاحب الأغلبية الشعبية، وتتضامن معه أحزاب المعارضة الأخرى، ومن ضمنهم الشيوعيون الذين كانوا يبنون تكتيكاتهم على استغلال تلك الأجواء المتوترة والصاخبة لإحراز مكاسب تنظيمية وسياسية جديدة لهم.
    ويقول الشهود إن الطلبة القادمين حديثا من الخرطوم كانت لهم اتصالات وثيقة بالتنظيمات الشيوعية في مصر التي تلقتهم بالأحضان بمجرد وصولهم القاهرة، وساعدتهم على الاندماج في التنظيمات الشيوعية المصرية، والانخراط في النشاط السياسي خاصة الخروج في المظاهرات، كممارسة وخبرة ووسيلة يحتاجون إليها في السودان بعد عودتهم.
    ويضيف هؤلاء الشهود أن عبد الخالق جاء في إحدى الأمسيات إلى بيت السودان في شارع الزراعة بالدقي وعليه آثار ضرب بعد أن ألقى البوليس القبض عليه مع عدد من المصريين الشيوعيين، ولكن أخلي سبيله بعد التأكد من أنه طالب سوداني.
    وهذه الحادثة وغيرها من المناسبات والنشاطات جعلت الطلبة السودانيين يشعرون بخطورة النشاط الشيوعي المصري في بيوت السودان، خاصة وأن النشاط الشيوعي كان من المحظورات السياسية في مصر في ذلك العهد.
    وقد نبهت السلطات المصرية، بما فيها أجهزة الأمن، إلى مدى تورط الطلبة السودانيين في النشاط الشيوعي مع زملائهم المصريين. ويقول شاهد على تلك الفترة " إن أنف البوليس المصري كانت طويلة وآذانه كانت مرهفة، فأخذ رجال الأمن يوافوننا بكل الاتصالات التي كان يقوم بها بعض الطلبة السودانيين في المخابئ والمظان الشيوعية، التي لم نكن على علم بها من قبل. فقد كانوا يتتبعونهم وفقا لخطة خاصة، وأخيرا بدأ القبض عليهم من داخل اجتماع شيوعي عقد خارج بيت السودان .. وتم وضعهم في " الحراسة " لمدة يومين إلى أن تدخل الطلبة السودانيون للإسراع بإطلاق سراح زملائهم الطلبة الشيوعيين.
    ومن غرائب الأمور أن عبد الخالق محجوب لم يكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، إذ عاد بعد ثلاثة أعوام متعللا بظروفه الصحية وإصابته بمرض الدرن الرئوي، وهو ما لم يسعفه لإكمال الدراسة الجامعية في مصر أو السودان. ولكن الحقيقة في رأي عبده دهب " أول شيوعي سوداني في حستو" غير ذلك إذ يؤكد في مذكراته التي لم تصدر بعد، أن " كورييل " طلب من عبد الخالق العودة إلى السودان فورا بناء على تكليف صادر من موسكو لتولي قيادة الحركة الشيوعية الوليدة في السودان والتي بدأت ملامحها تنمو مع اتساع النشاط، على أن يكون قناة اتصال مستمرة عبر تقاريره الحاذقة ورؤيته الناضجة حول أوضاع السودان.
    وربما خشي كورييل على عبد الخالق من مصير طالب كلية الطب الشيوعي السوداني صلاح بشرى الذي توفي بإحدى السجون في مصر متأثرا بمرض الدرن الرئوي. وكان قد حكم على صلاح بالسجن ثلاث سنوات بتهمة حيازة وثائق ومنشورات وآلة كاتبة وجدها البوليس في غرفته في سطوح المنزل الذي كان يسكن فيه.
    وقد كان خبر وفاة طالب سوداني في السجن أمرا حساسا ودقيقا، وفاجعة سياسية لا يستهان بآثارها وعواقبها. وقد حاولت الحكومة احتواء الموقف بقدر الإمكان فأمر الدكتور طه حسين وزير المعارف نقل جثمان الطالب صلاح بطائرة خاصة إلى عطبرة مسقط رأسه، بعد موكب تشييع ضم جميع أحزاب المعارضة المصرية، التي أصابتها الدهشة عندما شاهدت النعش ملفوفا بالعلم الشيوعي الأحمر، مما جعل بعضها يتردد في مواصلة التشييع من مستشفي القصر العيني إلى المطار.
    كانت مرحلة الدراسة وطلب العلم في مصر فرصة عظيمة بالنسبة للشيوعيين السودانيين في أن ينفتحوا على التنظيمات والأحزاب المصرية والتعلم منها فنون العمل السياسي خاصة وأن المجتمع المصري كان أكثر نضجا من ناحية التكوين الطبقي والحزبي وأكثر معرفة بوسائل المعارضة في مواجهة القصر والاستعمار البريطاني، وأوسع خبرة بفنون التهييج والتحريض، في وقت كانت الحركات الشيوعية في العالم تتخذ من هذه الأساليب تكتيكا لتأجيج الصراعات وإشعال الثورات وتكثيف حركة الجماهير باعتبارها القوى القادرة على إحداث التغيير المتجاوز إرادة النخب الحاكمة والطبقات المسيطرة.
    وكان يتم من خلالها الفرز السياسي وتتيح لها مجالا لتعين الخصوم وعقد التحالفات والبروز كقوة ناشطة معترف بها في الساحات المختلفة. وقد ساعد وجود هنري كورييل اليهودي المصري الثري كثيرا في تمليك الشيوعيين فنون النضال المختلفة بدء من طرق التجنيد والتنظيم والاستقطاب والانتشار والتحريض والمظاهرات، وهي فنون برع فيها الحزب الشيوعي السوداني قبل أن يرثها الأخوان المسلمون عنهم بعد عشرين عاما من إتقان الشيوعيين لها.
    وقد حمل عبد الخالق محجوب كل تلك الفنون والخبرات التي مارسها بإجادة وإتقان لمدة ثلاثة أعوام في القاهرة إلى السودان، حاملا أيضا خطاب التكليف بتولي قيادة الحركة الشيوعية على الرغم من صغر سنه.
    فقد كان على رأس الحركة السودانية للتحرر الوطني عام عودة عبد الخالق من القاهرة عوض عبد الرازق الذي خلف د. زين العابدين عبد الوهاب عبد التام الذي تتلمذ أيضا على يد كورييل، ولكن يبدو أن موسكو كان لها رأي آخر حول أسلوب إدارة الحركة ومنطلقاتها وأهدافها وتحالفاتها. وكان من أهم القضايا التي تعمقت حولها الخلافات وجرى حولها نقاش هي استقلال الحزب عن الأحزاب الأخرى بعد أن تفجر السؤال التالي: هل تسير " حستو " في برنامجها مستقلة عن أحزاب كبيرة لها جماهيريتها أم تندمج مع أحزاب لها قواعدها بما يتيح لها فرصة التحول إلى حزب جماهيري لا يصطدم بقضايا ومواقف لا إجابات حاضرة لها في ذلك الوقت..؟
    وربما كان سؤال الدين هو الهاجس الذي يؤرق بعض القيادات الشابة في وقت تشكلت الأحزاب التقليدية بجماهير " طائفية " بلغ عمرها أكثر من سبعين عاما. وربما كان سؤال القدرة على العمل التنظيمي الجماهيري هو السؤال الثاني الذي جعل الخلافات تأخذ منحى أيديولوجيا..
    فقد نشأت الأحزاب الأخرى عام 1945، أي سبقت " حستو " بعام، ولكنها نشأت كبيرة في جماهيرها وفي قياداتها. فعلى رأس حزب الأمة كان السيد عبد الرحمن المهدي، إمام الأنصار، كراعي ومرشد وموجه. له تاريخ طويل في العمل السياسي والديني يعرفه القاصي والداني، الشيوخ والنساء والأطفال في كل مدن السودان قاطبة، فهو صاحب شعار " السودان للسودانيين " الذي استقطب تحت لوائه قوى " وطنية " بلورت مفهوما مختلفا للسودان المستقل الحر . أما الطرف الثاني في المعادلة السياسية السودانية فكان السيد على الميرغني زعيم الختمية الذي شكل محورا مهما تقاسم الساحة السياسية مع "الأنصار"، وهو صاحب شعار وحدة وادي النيل الذي كان يعبر عن تقارب وتدامج سياسي واجتماعي مع مصر التي شكلت " الثنانئ" في حكم السودان.
    أما الأشقاء فكانت زعامتهم متمركزة في إسماعيل الأزهري الذي يعتبر رمزا للقوى الحديثة في ذلك الوقت، وأبنا بارا لمؤتمر الخريجين، له تاريخ طويل في العمل السياسي، مسنود بأسرة عريقة وممتدة من كردفان إلى الخرطوم. ويكفي في أنه شارك في وفد 1919 الذي التقى بالملك جورج في بريطانيا وتخرج من الجامعة الأمريكية ببيروت. وحزب الأشقاء كان حزب التجار والموظفين والطلبة يحمل رؤى "تقدمية " بمقاييس ذلك الزمان.
    في ظل تلك الخريطة الحزبية كان لابد من أن يتساءل د. زين العابدين السؤال الطبيعي: أين حستو من هذه القوى وفي تلك الخريطة السياسية ..؟ هل يمكن أن يكون لها موطئ قدم من دون التحالف مع قوى كبرى قريبة من زاوية التفكير والمزاج والقواعد المستهدفة..؟
    وربما كان السؤال الأكثر إلحاحا ليس هو: أين " الدين " في فكر حستو..؟ إنما أين الجماهير التي تجمعت حول محور " الدين " والطائفة والتاريخ وهي عناصر تأسست عليها الأحزاب الأخرى.. بما فيها الأخوان الجمهوريون والأخوان المسلمون..؟
    وهي أسئلة ظلت مقلقة ومزعجة لتفكير قيادة الحزب الشيوعي منذ ذلك الوقت.. وهي أسئلة لا تحسمها النجاحات التنظيمية ولا الانتصارات السياسية، ربما قد تحجبها لحين، دون التمكن من إلغائها نهائيا. ولذلك وصفت قيادة د. زين العابدين التي لم تستمر أكثر من عام بأنها تقليدية وتراجعية.
                  

العنوان الكاتب Date
عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-07-07, 05:18 AM
  Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... Khalid Kodi03-07-07, 06:27 AM
    Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-08-07, 06:59 AM
      Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-08-07, 11:45 AM
        Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-11-07, 02:11 PM
          Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-11-07, 09:06 PM
            Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-12-07, 01:50 PM
              Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-13-07, 05:28 AM
                Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-15-07, 06:22 AM
                  Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-20-07, 04:42 AM
                    Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-21-07, 04:06 AM
                      Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-26-07, 07:32 AM
                        Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-27-07, 09:29 AM
                          Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك03-29-07, 11:30 AM
                            Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... حيدر حسن ميرغني03-31-07, 05:37 AM
                              Re: عندما يضحك التاريخ ...كتاب جديد للاستاذ الصحفى حيدر طه ... الكيك04-01-07, 04:20 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de