أجمعُ مائدة الإفطار بعد خروج ابني وابنتي للجامعة ، و زوجي إلى عمله .. أضغط مفتاح المذياع ، النشاط يدب فى أعضائي ، أسمع ( يا صباح الخير ياللي معانا ، الكروان غنى وصحانا ) أُهدئ من روع منزلي ، بعدما ضربه إهمال أولادي ، وأعيد كل شيئ مكانة .. عندي دمية تسكن أحد رفوف المكتبة ، أنظر إليها ، أجدها تنظر إليَّ غاضبة ، أضحك سخرية من نفسي ، شعرت أنني أهذي ، لكنها مازالت تنظربنظرةٍ قاتلة ..!! كل مكان تزوره يدي يقبلها ؛ لإحساني له بتنظيفه .. وصلت إلى المكتبة ، وقطعة القماش بيدي ، وبدأت ألمع كل التحف والكتب الموجودة بها ، وما إن اقتربت من الدمية وأمسكت بها .... صرخت صرخة عالية .. والدماء تسيل من يديَّ ..!! - لماذا قضمتِ يدي ..؟ ماذا فعلتُ لكِ ..؟ - إنني أمقتكِ .. - لماذا ..؟! - أنتِ غائبة ، غارقة في بحر غبائكِ وجهلكِ .. - لماذا ..؟ ما الذي يحدث ..؟ - لن أخبركِ ، سأدعكِ ترين بنفسك ، ستجلسين مكاني لمدة يوم واحد ، وعليكِ أن تتحملي .. فجأة وجدتني أجلس مكان الدمية في المكتبة ، أتنفس ؛ أرى غرفة معيشتنا ، لكن لا لسان ، لا قدم ، أحاول الحركة فلا أستطيع .. يدخل ابني .. - أمي ، أمي ، أين ذهبت ..؟! لعلها ذهبت إلى النادي .. أسمعه.. أحاول الرد ، لكن لساني كان مدفونا في قبر فمي .. ألقي أوراقه، و يخلع حذائه ويرميه بعيداً ، يخرج علبة سجائره يشعل واحدة ثم يقترب من الهاتف .. - أحمد .. بحثت عنك في الجامعة ، أين الذي اتفقنا علي تكاد تنفجر رأسي أدركني .. تصرخ روحي مما أسمع ودموعي تنهمر إلى الداخل لتروي قلبي الغافل .. - حسناً سأنتظرك لا تتأخر عليَّ .. أرجوك لم أعد أحتمل الألم .. يدخل غرفته ، و يتركني وألم آخر عصي على الإحتمال يضربني ..! - سناء ، سناء ، أين ذهبت ..؟ لا أدري هل استأذنتني قبل خروجها أم لا ..؟ يضع يده على رأسه مهموماً حزيناً ، يجهش بالبكاء الذي يستعصي عليه ..! - كيف سأعيده ..؟ اقترب الموعد ، ماذا سأقول لسناء والأولاد ..؟ سأتسبب لهم بالفضيحة لا يستحقون هذا ، و لكن كيف لي أن أفي بمتطلباتهم ..؟ تسيل دموعه ، لتروي طين حزني فينبت زرع الآلام ، تكسو مساحات همومي .. - هل يوجد أحد في البيت ..؟ أين ذهب الجميع ..؟ يرن جرس هاتفها ... - نعم تامر ، ماذا تقول ..؟ يجب أن تتقدم لأبي ، قبل أن تنشر فضيحتي على صفحات جرائد جسدى ، سيكون فيها موت أبي وأمي .. أنظر إلى العروس ، عيني ترسل لها نظرات استجداء صارخة .. - لم يمر سوى سبع ساعات ، ماذا تريدين ..؟ - ......... - هل تريدين أن تكملي اليوم أم ..؟ -.........
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة