|
|
 وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان
|
السودان كما نعلم نموذج مصغر لافريقيا بصفة خاصة وللعالم بصفة عامة, ونجاح تجربة الوحدة في السودان وبشكل تلقائي (الوحدة الطوعية) تؤكد نجاح هذه التجربة في كثير من دول العالم المعاصر التي تسعي للم شمل العالم والذي بدأ بالعولمة وثورة الاتصالات والمعلومات.
انه لامر لا يتعارك فيه العقلاء ان كل ابناء السودان الغيورين يرون مصلحة الشعب السوداني وقوتها واذدهارها في الوحدة , ولكنهم في ذات الوقت يختلفون في كيفية تنفيذ اليات الوحدة في هذه الارضية المقعدة والجو المليئ بالتشاحن القبلي والعقائدي والعنصرية اللونية التي تفوق كل العالم في مفهومها.
وقبل ان نسهب في هذا الموضوع الهام يجب علينا ان ندرك ماهية الوحدة في وطن بقامة السودان ,و يجب ان ننظر الي كل مكونات وانسجة هذل البلد بعين الاعتبار ونسعي الي تزييل العقبات من علي الطريق الذي سيقودنا للوحدة, والوحدة المقصودة هنا ليست وحدة الاراضي السودانية فقط بل وحدة الشعب السوداني في نسيج مترابط ومتماسك ومتأخي بعيدا عن التناحر والاقتتال وكل مسبباتها.
ماهي العقبات التي تقف امام وحدة الشعب السوداني ؟!!!
اؤمن ان الدين او العقيدة من اكثر العثرات امام وحدة السودان واقصد بالدين هنا كل الديانات والعقائد التي تستخدم لعزل فئات الشعب السوداني عن بعضها بحيث تخلق ارضية سالبة في كل الاتجاهات فتنتج عن ذلك التنافر وبحيث يستحيل التحام كل هذه الرموز الدينية وملحقيها.
العقيدة قد تصبح سلاح مدمر اكثر من السلاح الذري او النووي وكل اشكال الاسلحة الفتاكة مما صتعت وماتلم تصنع, بحيث بقي الانسان هو البارود والوقود التي تفجر وتعيق سبل التعايش بين الامم والشعوب والقبائل والالسنة, واذا نظرنا الي تاريخ اساءة استخدام الاديان منذ فجر الانسانية لراينا ان العقيدة قد اسيئت استخدامها ضد البشر الذين بعث الرسالات لانقاذهم واخراج ارجلهم المنتشبة في شباك ابليس.
يولد عدم تفهم الروحيات في البشر الكثير من المظاهر السالبة التي تنشئ بدورها بؤر خلاف ومواطن اخري للاعتراك, فمن المظاهر السلبة التي تتولد من هذا الفهم علي سبيل المثال التعالي.
يعتقد الكثيرون باطلا بان الدين يرفعهم ويعطيهم المكانة السامية فوق بقية الشعوب التي خلقها المولي جل وعل, وعلي الرغم من ان هذا المسالة روحية اذلية اكثر من انها جسدية انية , لان الفضل فيه ليس للبشر بل لله الذي يرفع من يشاء ويغفر له بينما يذل من يشاء ويسخطه, الانسان المؤمن المنتفخ من ذهنه الانساني وعقله الباطن والذي يري نفسه خيرا من الاخرين قد انزلق الي هاوية التكبر والاستكبار التي هي عداوة لله , فيصيرون اعداءا لله وهم غير موقنين .
ان العقلية الاستعلائية تعوق مسيرة وحدة الشعوب وينتج عنها عدم التلاحم والتوادد التي ينتج عنها عدم التصاهر التي هي قطع الصلات القوية والازلية التي تتمثل في صلات الارحام التي تنتج التراحم والاخاء بين بني البشر بكافة الوانهم, واذا لاحظنا بلدنا السودان لوجدنا ان التصاهر بين قبائلها غير متوافر بالشكل الذي قد يؤدي الي والوحدة, وان وجد القدر القليل من التصاهر فان التعالي اللوني يخنقها قبل ان تنتج ثمر المودة المرجوة.
ارتبط التعالي اللوني في السودان بشكل غريب بنظيره العقائدي بشكل مباشر, ويرجع السبب في ذلك في ان من نقلوا الاسلام الي السودان من العرب كانوا من الذين توارثوا فكر ان كل انسان اسود عبد وعار لا يمثله عار رغم ان عقيدتهم قد منعت ذلك الا ان التعالي اللوني عند العرب لا زال موجودا باشكال عدة في المجتمع العربي, ولو نظرنا الي قصائد الفخر التي كتبها العرب لوجدنا ان اللونية من اكثر مقاييسها قبولا , واذكر هنا بان بعض من رواة السيرة الذين يصفون نبي الاسلام لم ينسوا ان يصفوا لونه , هذا الوصف الذي كما اعتقد هو انتفاء صفة العبودية عن النبي, وهكذا نجد انه لا فرق بين التعالي اللوني والعقائدي في المجتمعات العربية الاسلامية والتي ينتمي اليها غالبية ابناء الشمال السوداني.
ونسبة لهذه النمازج المعقدة في الواقع السوداني نجد ان الوحدة يقع تحديدا ما بين المطرقة والسندان , فليس هناك من سيقبل التنازل عن عقيدته وفكره وفخره من اجل هذه الوحدة التي لا ترتبط حسب رؤاهم بحياتهم الروحية بل هي خيانة وكفر لا يغتفر, وهكذا تصبح الوحدة في بلادنا امر اقرب الي الخيال من انه واقع يمكن ان يعيشه اي من الاجيال الحاضرة والقادمة.
ان ما متطلبات الوحدة لايمكن تحقيقها في السودان نسبة لما اوردته اعلاه , لان الوحدة تفرض علينا المساواة والحريات الشخصية التي تقف امامها العقلية الاستعلائية الجهوية الممزوجة بالقراءة الخاطئة من قيم الاديان والمعتقدات.
وليبارككم الله ابينا والرب يسوع المسيح.
امين.
(عدل بواسطة Albino Akoon Ibrahim Akoon on 01-30-2007, 00:40 AM)
(عدل بواسطة Albino Akoon Ibrahim Akoon on 01-30-2007, 02:39 AM)
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان | Albino Akoon Ibrahim Akoon | 01-30-07, 00:37 AM |
 Re: وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان | المسافر | 01-30-07, 06:47 AM |
| Re: وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان | Albino Akoon Ibrahim Akoon | 01-30-07, 08:41 AM |
| Re: وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان | الصادق صديق سلمان | 01-30-07, 10:28 AM |
| Re: وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان | Albino Akoon Ibrahim Akoon | 01-31-07, 06:12 AM |
 Re: وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان | JOK BIONG | 01-31-07, 08:34 PM |
| Re: وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان | Elbagir Osman | 01-31-07, 04:44 PM |
| Re: وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان | fadlabi | 02-01-07, 02:40 AM |
| Re: وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان | Deng | 02-01-07, 02:52 AM |
| Re: وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان | Elbagir Osman | 02-01-07, 03:58 AM |
| Re: وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان | Albino Akoon Ibrahim Akoon | 02-01-07, 06:40 AM |
| Re: وحدة السودان ما بين المطرقة والسندان | Albino Akoon Ibrahim Akoon | 02-01-07, 06:42 AM |
|
| |
Albino Akoon Ibrahim Akoon
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست