من الغريب أن لا شئ يكبر عندنا إلآ محنتنا ومأسآتنا، فغربتنا التى كنا نختارها بملْء إرادتنا و نحدد لها مداها و حدودها ، هاهى قد إستطالت و صارت منفىً لا يد لنا فى تحديد مكانه و لا زمانه ، و إن حدث و عدنا منه ذات يومٍ ، فنعود لنصطفّ فى طوابير (الأجانب) بميناء الخرطوم الجوى !!!! و ما نكاد نبدأ فى إعادة علاقتنا مع الناس و الأماكن و الأشياء ، حتى يهتف بنا نداء العودة للمنافى البعيدة ، للأماكن التى هى ليست لنا فى الأصل ، و لم تكن لنا يوماً ما، الأماكن التى لم نختارها ، و لم نصطفيها، و برغم ذلك منحتنا حباً، أمناً و أماناً، و كيانا، الأماكن التى لا " يجفل " فيها المرء كلما رنّ جرس الباب الخارجى ليلاً ، أو كلما دار محرّك سيارة قرب النافذة ، الأماكن التى و برغم حبها القاسى و الباهظ ، إلآ أنها أماكن حقيقية... لها فى القلب أماكن و منازل و... كفى. فهل نعود يوماً لنحكى ، متى نعودً لنحكى ، متى !!!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة