|
Re: أن تعـــــــــود ، لتحكــــــــــى ........... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
الخرطوم بحرى ، و بحكم تركيبتها الفريدة بإعتبارها أكبر تجمع صناعى فى السودان يضم كبريات المصانع و الشركات ، كان لها قصب السبق ، و نصيب الأسد من أفواج هؤلاء المغترين ، فمعظمهم إن لم يكن كلهم كانوا من ذوى الخبرة و الدراية بشتى أنواع المهن و الحرف اليدوية ، و التى إحتاجتها دول الخليج فى ملحمة البناء و التنمية و التعمير. فى إجازاتهم (السنوية) ، كانوا يسحروننا نحن الصغار بملابسهم الأنيقة ، و ساعات اليد المذهّبة التى تزين معاصمهم ، و أجهزة التسجيل Recorders الضخمة التى درجوا على إحضارها معهم ، نكون فى لعبنا و لهونا البرئ فى الأزقة و أعيننا لا تفارق أول الدرب ، و ما أن تبدو عربة الأجرة المحمّلة بالحقائب الضخمة على ناصية الدرب ، حتى نسابقها بركضنا نحو منزل " المغترب " ، فكنا نعرف قبلها أن " التوم " ود بخيتة مثلاً سيحضر الليلة من السعودية أو الإمارات فى إجازته السنوية ، و نحاول مساعدة الكبار فى جرجرة الغنائم إلى داخل الدار ، كنا نعلم تماماً أن فى باطن إحدى هذه الحقائب تقبع هدية ما من نصيبنا ، و لم يخب ظننا أبداً يوماً ما ، فكل ( الحلة ) كانت بيتاً كبيراً فى يوم ما فى ذلك السودان ، مطالب و هدايا الجيران كانت تصل قبل هدايا و مطالب الأسرة ، المستلزمات الطبية مثلاً ، كالكراسى المدولبة ،و أجهزة قياس الضغط و السكرى ، الأدوية الغالية أو الغير متوفرة فى صيدليات السودان الشحيحة ، النظارات الطبية و..و...و... و التى يبذلها المغترب دون منٍ و لا أذى ، و لا ينال بعدها إلآ تلك الدعوات و الهمهمات الخجولة , ...." يا إبنى ليه التعب ده " أو " كتر خيرك يا ولدى " و دعاء النسوة " أريتك يا يابا تعيش و تجيب ياود السرور ، أريت يوم شكرك ما يجى ".
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|